| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الجمعة 30/4/ 2010

 

رفاقي الأعزاء في رابطة الأنصار الشيوعيين المقيمين في ألمانيا

تحية طيبة

أولاً أهنئكم جميعاً وأهنئ جميع عمال العراق بعيد الأول من أيار, عيد العمال العالمي, وأرجو لكل عمال العالم المزيد من النجاحات في مكافحة البطالة والحرمان والتهميش الاجتماعي والسياسي والثقافي ومواجهة الأزمة الرأسمالية الراهنة بروح نضالية عالية والتصدي لعمليات تشديد الاستغلال الرأسمالي الذي تتعرض له الطبقة العاملة في جميع أرجاء العالم, وبشكل خاص كا دحي الدول النامية. وأرجو للطبقة العملة العراقية وكادحي الريف والمدينة والمثقفين, عمال الفكر والثقافة والتنوير, النجاح في العمل من أجل تأمين الحرية والديمقراطية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في العراق وبناء عراق مدني ديمقراطي اتحادي حر.
كان بودي أن أكون معكم, واعتذرت أخيراً لأسباب قاهرة. أتمنى لمؤتمركم النجاح ومن خلالكم أحيي جميع الأنصار والپيشمرگة الشجعان.

لقد توقفت حركة الأنصار الشيوعيين عن العمل وتحولت قوات الپيشمرگة إلى قوات عسكرية رسمية لحماية إقليم كردستان العراق, وهي تشكل جزءاً عضوياً وأساسياً من الجيش العراقي. وهذا يعني أن الحركة الأنصارية عموماً قد توقفت بفعل التغيرات التي طرأت على العراق.

لا شك في أن أحدى مهمات حركة الأنصار قد تحققت من خلال انتزاع الشعب الكردي لبعض حقوقه القومية العادلة والمشروعة وفي المقدمة منها تكريس النظام الفيدرالي (الاتحادي) في العراق وسقوط النظام الفاشي الدموي, في حين لا يزال أمام الشعب مهمات تأمين الحياة الحرة و الديمقراطية بعيداً عن التمييز والشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية السياسية المقيتة والفساد السائد, إضافة إلى مهمة تكريس استقلال وسيادة العراق من خلال مكافحة الإرهاب وتصفية أوكاره ومحاسبة ممارسيه, وكذلك مغادرة آخر جندي أجنبي موجود في العراق. كما يفترض أن توضع ثروة العراق النفطية وغيرها في خدمة عملية التنمية الاقتصادية والبشرية وإيجاد العمل للعمال ورفع مستوى معيشة المنتجين وبقية فئات المجتمع ذات الدخل المحدود.
من هنا يتبين بأن التنظيم السابق للأنصار لم يعد مناسباً للواقع الجديد في العراق, كما أنه غير قائم أصلاً, وأهدافه السابقة غير المهمات الجديدة.

إن الشيوعيين والعناصر الصديقة للحزب الذين شاركوا في حركة الأنصار الشيوعيين قد تركوا مواقع الأنصار منذ ما يقرب من عشرين عاماً, وهم يكبرون عمراً ويتقلص عددهم يوماً بعد آخر, فمنهم من استشهد في مرحلة النضال الأنصاري أو بعده, ومنهم من توفى بسبب العمر أو المرض. وسيأتي اليوم الذي لا نجد فيه أياً ممن شارك في حركة الأنصار الشيوعيين. وإذا كان لاسم هذه الحركة وذكراها الطيبة أن تبقى, فلا بد أن نفكر بما يمكن عمله ليستمر وجودها في الساحة العراقية. وهذا يعني أن على رابطتنا أن تتخذ مساراً جديداً وأهدافاً جديدة تنبثق من واقع الحال ومن حاجات المجتمع العراقي. وهذا يفرض على الرابطة, أي علينا جميعاً أن نفكر بما يلي:
1. اختيار اسم يربط بين سابق الحركة وطبيعتها ومهماتها الراهنة.
2. تشخيص الأهداف الإنسانية الجديدة للرابطة ذات الوجهة الاجتماعية والثقافية. وفي هذا المجال أن يجري العمل على عدة خطوط في آن:
أ‌. رعاية أطفال الشهداء والمعوقين وعائلاتهم ممن يحتاج إلى رعاية وعناية واهتمام من النواحي الصحية والمعيشية والنفسية.
ب‌. العمل من أجل استكمال دعم بقية الأنصار السابقين ممن لم يستفد مما تحقق لبقية الأنصار ولأي سبب كان, بحيث تسهم الرابطة في تكريس العدالة ولكي لا يبقى من يشعر بالغبن في مقابل آخرين.
ت‌. أن تشكل الرابطة فريق عمل بحثي يبحث من جوانب عدة في طبيعة وبنية وخصائص الحركة وما رافقها من نشاطات وعمليات عسكرية, والتحري عن الجوانب الإيجابية والسلبية التي رافقت الحركة وعلاقات الحركة ودورها في النضال الوطني السياسي والعسكري, ودور المرأة فيها, إضافة إلى جمع مذكرات الأنصار الشيوعيين وما كتب عن حركة الأنصار وأرشفته.
ث‌. السعي من أجل أن يحصل هذا الفريق البحثي من مختصين على وظائف حكومية في إقليم كردستان أو في بغداد لكي يؤدي واجبه العلمي في البحث والأرشفة. ويفترض أن يتسع ليشمل كل حركة الپيشمرگة-الأنصار في إقليم كردستان منذ أن بدأت فعلياً منذ العام 1961 وحركة الأنصار الشيوعيين منذ العام 1963.
ج‌. أن يمارس أعضاء الحركة من المتقاعدين والعاطلين عن العمل مهمة التعليم في مدارس مكافحة الأمية في المدينة والريف, سواء بفتح صفوف تعليمية أو التعليم في مدارس قائمة أصلاً لمكافحة الأمية.
ح‌. إصدار نشرة دورية حول ما يمارسه أعضاء الرابطة من مهمات وكذلك المشكلات التي تواجه المجتمع وسبل معالجتها. أي أن تكون الرابطة منظمة مجتمع مدني متقدمة.

من الممكن أن تضاف مهمات أخرى لممارستها في العراق. ويمكن أن تمارس قوى الرابطة في الخارج نشاطاً مسانداً بما في ذلك جمع التبرعات والدعم لإنجاز مهمات الرابطة في الداخل.

اعتقد من المفيد للحركة أن تكون مستقلة في أهدافها ومهماتها, وهذا لا يعني قطع أواصر العلاقة مع الحزب الشيوعي العراقي الذي أنشأ هذه الحركة ورعاها وأمن استمرارها أكثر من عقد من السنين في أخر تكوين لها, ولكن ليس بالضرورة أن تتفق كل أهداف المنظمة مع أهداف الحزب الشيوعي العراقي ولا أساليب وأدوات عمله ومهماته.

أتمنى لكم جميعاً موفور الصحة والسلامة والعمل المتواصل لصالح الشعب العراقي الذي قدمتم الكثير من التضحيات الغالية في النضال ضد الاستبداد والقمع والقسوة وفي سبيل سعادته وسلامته وحريته وحياته الكريمة .


لكم مني خالص الود والاعتزاز.


النصير وعضو الرابطة
كاظم حبيب

برلين في 30/4/2010


 

free web counter