| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

 

الأحد 2/7/ 2006

 




بيان هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في العراق
 

لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصابئة المندائيين في العراق!

في الوقت الذي ينشغل العراق كله بطرح مشروع المصالحة الوطنية ويسعى الكثير من الناس إلى تأمين الصلات بالقوى التي يقصدها مشروع المصالحة, وهي في الغالب الأعم يقصد بها المصالحة بين السنة والشيعة في العراق, تمارس قوى إرهابية وطائفية متطرفة افعالاً شريرة وترتكب جرائم بشعة بحق عوائل الصابئة المندائية في جنوب العراق وبغداد, حتى الذين يسعون إلى الخروج من العراق لا ينجون من العصابات الإجرامية المتداخلة أفعالها مع القوى الإرهابية. فعائلة السبتي العراقية من أتباع الديانة المندائية, التي أجبرت على مغادرة الوطن ولجأت للسفر إلى سوريا للخلاص من القتل الحتمي على أيدي الجماعات المهددة لها, فقد سلبت أولاً ثم صفيت بالكامل وهي في طريقها إلى الحدود السورية. إنها جريمة بشعة أن تمسح من أرض العراق عائلة كاملة لا ذنب لها سوى أنها من أتباع دين آخر, فهل وصلت الوحشية بجمهرة من الناس إلى هذا الحد من العنف والسادية والقتل الديني الموجه من قبل القوى الطائفية السياسية المتخلفة والمجرمة.

وها نحن أمام اعتداء أثم جديد تعرض له مندى المندائيين, بيت العبادة المندائي, في البصرة الفيحاء يؤكد إصرار القوى الساعية إلى تطبيق مبدأ الفصل المذهبي بين أتباع الأديان والمذاهب العراقية من أجل تمزيق وحدة العراق والسماح بهيمنة قوى الإرهاب والطائفية السياسية على الساحة السياسية العراقية.

إن ما يجري في العراق ليسن من عمل العراقيين وحدهم, بل هي جريمة دولية ترتكب ضد الشعب العراقي, جريمة بشعة تشارك فيها قوى كثيرة مجاورة وإقليمية ودولية, عربي وفارسية وإسلامية سياسية متطرفة واسعة ومتنوعة.

إن مواطناتنا ومواطنينا من أتباع الديانة المندائية يتلمسون يومياًُ كيف تلاحقهم عصابات التهديد والاختطاف والسلب والقتل وهم عاجزون عن التصدي لكل ذلك وبالتالي يجدون أنفسهم مجبرين على مغادرة الوطن, وإذا بالقوى الإرهابية من صنوف أخرى تلاحقهم لتسلبهم وتقتلهم, تماماً كما حصل لعائلة السبتي, في حين لا نسمع شجباً من جانب الحكومة للإرهاب المسلط ضد أتباع الديانات الأخرى, وكأن هدر دم الآخرين حلال!

وعندما يتحدث الدكتور موفق الربيعي, وهو مستشار الأمن القومي للعراق كله, نلاحظ أن الهم الأساسي لديه موجه للجماعات الإرهابية التي تمارس الإرهاب ضد الشعب العراقي عموماً, ولكنه لم يتحدث حتى الآن ولو بكلمة شجب واحدة ضد أولئك المجرمين من أتباع المذهب الشيعي ومن قوى سياسية بعينها ومن قوى متعاونة مع قوى سياسية إرهابية إيرانية تعبث بأمن البلاد, مسؤوليتها عن العمليات الموجهة ضد الصابئة المندائية في البصرة وبغداد. كما لم يصدر أي شيء عن أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق من قوى الإسلام السياسي والمرجعيات الشيعية التابعة لبعض الجماعات الإسلامية ما يدين هذه العمليات الإجرامية ضد أخواتنا وأخوتنا في المواطنة العراقية من أتباع الديانة المندائية.

إننا إذ نكرر ونؤكد شجبنا وأداتنا لهذه الجرائم التي ترتكب يومياً في العراق بشكل عام وتلك الموجهة ضد أتباع الديانة المندائية والديانة المسيحية أو غيرها من الديانات والمذاهب في العراق, نؤكد مسؤولية الحكومة في الدفاع عن هؤلاء الناس أولاً ونطالبها بالعمل الجاد والسريع ضد قوى الإرهاب الدموي من عصابات البعث المنفلتة من عقالها وضد أتباع بن لادن والظواهري ومن لف لفهما وضد عصابات الجريمة المنظمة, كما نطالبها أيضاً بمكافحة الإرهابيين الطائفيين السياسيين المقيتين الذي يواصلون الإصرار على ممارسة العزل الطائفي والتهجير القسري والقتل الواسع ضد الصابئة المندائيين وضد المسيحيين في البصرة وبغداد ومناطق أخرى من جنوب ووسط العراق, كما نطالب الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي إلى دعم النضال ضد هذه الممارسات الإجرامية وضد القبول بها من خلال السكوت عنها. إن جرائم بشعة ترتكب في العراق, وعلى العالم كله أن يقدم الدعم للشعب العراقي لمواجهة كل قوى الظلام والإرهاب والطائفية السياسية.

لنعمل سوية من أجل كسر شوكة الإرهاب والطائفية السياسية, لنعمل من أجل حماية أخواتنا وإخوتنا في المواطنة العراقية تماماً كما نحمي ونحافظ على حدقات عيوننا, فهم أهلنا وهم بناة عراقنا المشترك وهم الذين شاركوا منذ ألاف السنين في بناء حضارة العراق.
إن محنة الصابئة المندائية ومحنة المسيحيين هي محنتنا جميعاً, وما يعانون منه نعاني منه أيضاً وسيوجه ضد كل الناس الشرفاء في العراق, أن سمحنا لهذا الإرهاب والعزل الديني والطائفي السياسي بالمرور!

لنعمل من أجل عقد مؤتمر دولي, وبدعم من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان, للدفاع عن حقوق وحريات أتباع الديانة المندائية في العراق وأتباع كل الديانات والمذاهب الأخرى التي تتعرض للاضطهاد والقمع والإرهاب, سواء أكان الإرهاب من أجهزة حكومية أم من قوى إرهابية إسلامية سياسية. لتتضافر جهود الجميع من أجل هذه الغاية النبيلة.
 


عن هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في العراق
كاظم حبيب
برلين في 2/7/2006

ا