| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

                                                                                  الخميس 2/6/ 2011


 

احذروا .. ثم احذروا .. ثم احذروا من سياسة سورية خبيثة!

كاظم حبيب 
 
أحزاب البعث القطرية في الدول العربية يتعلم بعضها من البعض الآخر, ولكن ليس لخدمة مصالح الشعوب في هذه الدول, بل من أجل تكريس وجودها الاستبدادي في السلطة والحفاظ على مصالحها الأنانية وتصفية وجود بقية القوى السياسية والإبقاء على بعض الأحزاب الشكلية التي لا تشكل سوى إمعات في أيدي قوى حزب البعث الفعلية المهيمنة على الحكم, والتي تبقى تصرخ لصالح هذا الحكم البعثي أو ذاك حتى حين يلفظ أنفاسه الأخيرة.
حين أدرك صدام حسين أنه ساقط هو ونظامه السياسي لا محالة, فكر بطريقته الإجرامية واستقر على إجراء جهنمي مرعب من أجل خلق مشكلة كبيرة لمن يأتي من بعده في الحكم, وأعني به إطلاق سراح السجناء المحكومين بجرائم جنائية. وهذا ما فعله حقاً حين أطلق سراح عدد يتراوح بين 40-50 ألف سجين محكوم بمختلف الأحكام الجنائية وتركهم يسرحون ويمرحون في شوارع العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية بعد أن أخذ منهم التزامات وتعهدات بالدفاع عنه. وقد أدرك العراقيون والعراقيات خطورة هذه الممارسة الإجرامية التي لم تأت من قناعة بضرورة الرحمة بسجناء الحق العام أو الجرائم الجنائية...الخ, بل رغبة منه في إشاعة الفوضى والنهب والسرقة والقتل في شوارع المدن العراقية. وهذا ما حصل فعلاً ولسنوات كثيرة. وهم مندمجون اليوم مع قوى الإرهاب البعثية والقاعدة والميليشيات الطائفية المسلحة التي تنزل الضربات القاسية بالشعب العراقي.
وفي سوريا أصدر بشار الأسد يوم أمس قراراً يقضي بالإفراج عن السجناء السياسيين من الأخوان المسلمين وغيرهم, إضافة إلى الإفراج عن سجناء الأحكام الجنائية, أي الذين حكموا بجرائم عادية كالشرف والقتل والسرقة والاحتيال وما إلى ذلك. وهي ذات النية الخبيثة التي كانت لدى صدام حسين. إنه يريد أن يطلق أيدي هؤلاء للتخريب وقتل المتظاهرين ونهب البيوت مما يشيع الفوضى في البلاد لكي يبتعد الناس عن المتظاهرين ليدافعوا عن بيوتهم وعرضهم من إجرام القوى المجرمة التي تتحرك بتوجيهات من أجهزة الأمن السورية والشرطة في البلاد.
إن على الشعب السوري والمعارضة السورية أن تنتبه لما يراد لها في الفترة الراهنة. فالنظام الذي يقتل يومياً الناس في شوارع المدن السورية ويعتقل المئات منهم لا يمكن أن يؤتمن ولا يمكن أن تكون له كلمة صادقة ولا يمكن أن تكون في قلبه رحمة على الشعب السوري, بل كل ما يريده هو عبور هذه الأزمة بدعم ومساعدة من نظم عربية رجعية معادية لمصالح شعوبها, وسكوت دولي نسبي أمام أفعاله لموقفه الخانع من وجود إسرائيل واحتلالها لهضبة الجولان منذ أكثر من عقود أربعة ولم تحرك سوريا ساكناً, ولن تجد إسرائيل نظاماً سياسياً مهادناً للاحتلال مثل النظام السوري الراهن. حتى أصبح الحكام في إسرائيل يتحدثون عن التجاوز على حدودهم حين تحرك بعض السوريين صوب الجولان المحتل.
لتسقط ورقة التوت التي يحاول النظام السوري ستر عورة نظامه الاستبدادي’ نظام القمع والقسوة والقتل ضد الشعب السوري وضد المتظاهرين وأنصار الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان.
وليتواصل النضال من أجل الخلاص من هذا النظام البعثي العفن الذي يدوس يومياً كرامة الإنسان السوري ويقتل يومياً العشرات ويعرض حياة الكثير من بنات وأبناء الشعب السوري إلى الخطر.
 


1/6/2011

 

free web counter