| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الجمعة 29/10/ 2010

 

مقتل شاب عراقي في لأيبزك/ألمانيأ:
هل هو أول الثمار المرة لنهج ساراتسين المعادي للعرب والمسلمين؟

د. كاظم حبيب
 

حين اصدر الدكتور تيلو سارتسين كتابه الموسوم "ألمانيا تقضي على نفسها" وقام بحملة صحفية وندوات تلفزيونية كثيرة ومتلاحقة في كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا, توقعت بأن هذه الحملة الفكرية والسياسية المعادية للعرب والترك والمسلمين عموماً ستكون لها عواقب سيئة على الأجانب في المانيا وأوروبا, وأن القوى اليمينية المتطرفة والنازية الجديدة ستصعد من حملاتها ضد الأجانب بهدف بث الرعب في صفوفه ودفعهم إلى مغادرة ألمانيا, إضافة إلى تسميم الجو الطبيعي الذي كان يسود العلاقة بين الألمان والأجانب خلال السنوات الخمس المنصرمة.
وقد دفعت حملة ساراتسين الفكرية والسياسية إلى بروز تيار واضح وواسع في المانيا مناهض للعرب والترك والمسلمين بشكل عام تجلى في اللقاءات الصحفية في الشوارع أو في الندوات التي حضرها ساراتسن أو في التلفزة, رغم وجود تيار حكومي وحزبي مناهض لتصريحات ساراتسين.
وأول الثمار المرة والمحرمة الناجمة عن حملة ساراتسين حصلت يوم الأربعاء المصادف 27/10/2010 حين عمد شابان ألمانيان من المجموعات النازية الجديدة باغتيال شاب عراقي من مواليد بغداد يدعى "كمال مجدى قلادة" يبلغ من العمر 19 عاماً, بعد أن قاما بقذفه بالغاز فى وجهه ثم طعنوه 9 طعنات فى بطنه نقل على إثرها إلى المستشفى ثم توفى فى الثانية والنصف عصر نفس اليوم, وفق ما جاء في بيان المدعي العام الألماني في تصريحه لموقع صحيفة "LVZ" الألمانية.
ألقت الشرطة الألمانية القبض على الشابين المتهمين بقتله وهما الآن رهن الاعتقال والتحقيق, إذ وجهت لهما تهمة القتل. وفي الوقت الذي اشارت الشرطة إلى أن الحادث فردي ولا علاقة به بالعداء للأجانب, أشار السيد المصري المقيم في لايبزك فهيم عيسى إلى أن "المتهم الأول يدعى "دانيال" ويبلغ من العمر 32 عاماً، وكان يرتدى الملابس النازية، والثانى يدعى "توماس" ويبلغ من العمر 28 عاماً وكان يرتدى ملابس كتب عليها "أنتقم من كل أعداء النازية"، وهما من المسجلين وخرجا من السجن حديثاً.."
إننا في الوقت الذي نعزي عائلة وأصدقاء القتيل, نطالب كل القوى الديمقراطية في المانيا والحكومة الألمانية إلى التصدي لكل القوى التي تسعى للاستفادة من الأجواء السلبية التي نشأت بفعل كتاب وتصريحات ساراتسين لشن حملة بث الرعب في صفوف الأجانب من عرب وترك ومسلمين لمغادرة ألمانيا, في وقت يتحدث المسؤولون الألمان عن حق بأهمية مجيء المزيد من الشباب الأجانب إلى ألمانيا للاستفادة منهم في حقول المعرفة والعمل والإنتاج. وإذ يأمل الإنسان أن يبقى الحادث فردياً سنبقى ننتظر نتائج التحقيق بشان هذا الحادث المؤسف والحزين لشاب عراقي لم يبلغ العشرين من عمره.
 


 29/10/2010

 

 

free web counter