| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

السبت 24/4/ 2010

 

أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهدي قادمة ...

كاظم حبيب

الأحداث الأخيرة التي وقعت في العراق, وبشكل خاص في أعقاب الانتخابات العامة الأخيرة وتعاظم ضحايا تلك التفجيرات ليست أفعالاً عبثية غير مترابطة, ليست من بنات أفكار صغار المفجرين الأوباش, بل هي الخطوة الأولى على طريق خطر يراد دفع العراق إليه, إنه النفق المظلم الذي يسعى إليه البعض من دول وقوى الجوار. إنها محاولة جادة وشرسة وخطيرة يراد من خلالها خلق حالة مماثلة للحالة اللبنانية حيث ينشأ جيش موازٍ للجيش العراقي ومماثل لحزب الله اللبناني في العراق. إن العمل جار على قدم وساق من أجل توفير مستلزمات إعادة نشاط جيش المهدي الذي تسبب في إشاعة الفوضى والموت لعدد كبير من أبناء وبنات الشعب العراقي. إنها محاولة جادة للعودة بالعراق إلى المربع الأول الذي نشا في أعقاب تسلم الدكتور إبراهيم الجعفري لرئاسة الوزارة وفتح الأبواب على مصارعها لمليشيات جيش المهدي المسلحة وغيرها لاحتلال المواقع الأساسية في قوات الأمن والشرطة. وها نحن أمام مقترح يقدمه مقتدى الصدر, في ضوء استفتاء غير شرعي, ليضغط باتجاه تكليف الجعفري مرة أخرى لتشكيل الوزارة العراقية.

ولم يمض وقت طويل على هذا الاستفتاء وإذا بمقتدى الصدر يقدم مقترحاً إلى المالكي مفاده إنزال المئات من أفراد ميليشيات جيش المهدي المسلحة لتحرس وتحمي المساجد. إن طرح هذا المقترح يفترض فيه أن يوجه أنظار أجهزة الأمن العراقية إلى تلك القوى التي من مصلحتها توفير مستلزمات نزول ميليشيات جيش المهدي إلى شوارع العاصمة بغداد وغيرها. أي أن لا يقتصر التحري باتجاه واحد. بهذا المقترح يوجه مقتدى الصدر للمالكي الصاع صاعين بسبب ما لحق بمليشياته قبل عامين من ضربات قاسية.

صحيح تماماً فقد توجهت ضربات قاسية لمليشيات جيش المهدي من قبل قوات الحكومة العراقية فتفرقت, ولكنها لم تكن صارمة وحازمة, بل استمر وجودها بصيغ مختلفة, وهي قائمة حالياً وأسلحتها مدفونة وأخرى جاهزة للوصول إلى أيدي مقاتلي هذه المليشيات في كل لحظة. إن الزيارات المتكررة لقوى من التيار الصدري إلى عدد من دول الجوار بصورة علنية أو سرية ليست سوى استكشاف الأجواء للتحرك على أكثر من خط. ولم يكن مقترح عودة ميليشيات جيش المهدي سوى صفارة إنذار لأفرادها لتكون مستعدة في كل لحظة للنزول إلى الشوارع وأخذ المبادرة بيديها, خاصة وان رئيس الوزراء الحالي, وتحت ضغط نتائج الانتخابات, حاول مغازلة التيار الصدري بأمل تأييد تسلمه رئاسة الوزراء.

إن الصراعات الدائرة حالياً حول السلطة والفراغ السياسي السائد والعمليات الإرهابية الجارية تعتبر الظرف المناسب لعودة كل المليشيات المسلحة للعمل في العراق, وخاصة ميليشيات جيش المهدي, إضافة إلى نشاط ميليشيات القاعدة والبعث الدموية. ولهذا لا بد من الحذر, إذ أن عودتها هذه المرة تكون أخطر بكثير من المرات السابقة, خاصة وأن التحرك السياسي للتيار الصدري قد تعزز بعد الانتخابات الأخيرة وبعد أن حاز على 40 مقعداً واضعاً وراءه المجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر (فيلق بدر سابقاً).

إن على القوى السياسية الواعية لما يجري في منطقة الخليج والشرق الأوسط أن تدرك بأن مخاطر خلق حالة مماثلة لحالة لبنان في العراق وتعاظم تأثير ودور إيران في العراق سيقودان إلى عواقب وخيمة على الشعب العراقي وعلى استقلال وسيادة البلاد وعلى الحريات العامة وعلى علاقات العراق مع دول المنطقة والعالم. إن على هذه القوى أن تتدارك مخاطر عودة ميليشيات جيش المهدي إلى الساحة السياسية العراقية من خلال التصدي لمقترحي مقتدى الصدر, سواء بترشيح الجعفري أم بإنزال مئات من أفراد ميليشياته إلى شوارع العراق والعمل الجاد من أجل تفكيك الموجود من هذه المليشيات وتعزيز دور الجيش العراقي وقوات الأمن والشرطة في مطاردة جميع القوى الإرهابية أياً كان الرداء الذي ترتديه أو القوى السياسية التي تساندها في الداخل أو الخارج.



24/4/2010
 




 

free web counter