| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

                                                                                 الخميس 24/2/ 2011

 

المظاهرة وتصريحات رئيس الوزراء العراقي

كاظم حبيب

في خبر نقلته وكالات الأنباء ومنها ال BBC البريطانية باللغة العربية تصريحاً لرئيس الوزراء العراقي جاء فيه ما يلي: "دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشعب العراقي الى عدم المشاركة في التظاهرات المقررة الجمعة للمطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد، معتبرا انها "مريبة وفيها احياء لصوت" الذين دمروا البلاد. ثم قال إن "هذا لايعني حرمانكم مرة اخرى من حق المظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة ويمكنكم اخراج هذه التظاهرات في اي مكان او زمان تريدون، خارج مكان وزمان تظاهرة خلفها الصداميون والارهابيون والقاعدة". واردف قائلاً: "احذركم من مخططاتهم التي تستهدف حرف المسيرات والتظاهرات لتتحول الى تظاهرات قتل وشغب وتخريب واشعال فتنة يصعب السيطرة عليها وتفجيرات وأحزمة ناسفة".

في كل عام يتحرك الملايين من البشر من كل أنحاء العراق نحو كربلاء وتقوم اجهزة الدولة الأمنية بتوفير الحماية لهم, ولا أدري لماذا لا يحاول المالكي توفير الحماية الكافية للمتظاهرين يوم الجمعة 25/شباط/فبراير 2011 وهو يعرف أن المظاهرة ستنطلق في هذا الموعد قبل أكثر من شهرين, لماذا يطالب المتظاهرين بعدم المشاركة في المظاهرة وانها مشبوهة وأن البعثيين يريدون استخدامها لصالحهم, في حين أن الدعوة انطلقت من منظمات مجتمع مدني وديمقراطية وليست مناهضة للعملية السياسية؟ لماذا يضع نفسه ضد المظاهرة ويدفع بأتباعه بتشويه سمعة المشاركين فيها الذين اصبحوا مالكيين اكثر من المالكي نفسه؟

لا اريد ان اراهن, ولكني واثق, إن أجهزة الأمن لو تعاونت مع منظمات المجتمع المدني, مع الجهات الداعية للمظاهرة بدلاً من توجيه قوى حكومية للاعتداء على المنظمين وإرعابهم وعلى مرصد الحريات الصحفية, لأمكن تجنب مشاركة عناصر أو قوى غير حضارية ومن اتباع البعث الصدامي أو غيرهم من المسيئين.

لا ينفع رئيس الوزراء الطلب من المظاهرين عشية المظاهرة بالكف عنها والتظاهر وفق ارادته في وقت آخر. لقد وضع المالكي نفسه ضد المظاهرة وضد أهدافها شاء ذلك ام ابى وهو يدرك أن المظاهرة تطالب بالحريات العامة, بالخدمات العامة, بمكافحة الفساد السائد في البلاد..الخ.

لقد كان على المالكي أن يلتقي منذ فترة غير قصيرة بمنظمات المجتمع المدني ويدرس معها المطالب ويسعى إلى تحقيقها وفق برنامج عملي وواقعي, وليس الهروب إلى الوراء والابتعاد عن المطالب المشروعة والعادلة.
من يأتي متأخراً يعاقبه التاريخ.
سيعمل المشاركون في التظاهرة على جعلها سلمية وديمقراطية وبعيدة عن العنف, ومن واجب رئيس الوزراء أن يقوم بواجبه في تأمين الحماية الكافية لها من خلال أجهزة الأمن والشرطة لا برفض قيامها.

ليقف رئيس الوزراء مع المتظاهرين إن كان يريد حل المشكلات القائمة, ليساند الجماهير المتظاهرة إن كان لا يخشى مطالب المتظاهرين ويجدها عادلة.

 

عشية المظاهرة 24/2/2011



 

 

free web counter