| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 22/2/ 2011

 

اعتداء جبان ووحشي على معتصمي ساحة التحرير وسط بغداد

كاظم حبيب

لم يمض على لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي مع الصحفيين سوى ساعات حين أكد لهم ما يلي" دولتنا اليوم تمشي بشكل تصاعدي ، ونعمل على بناء دولة المؤسسات، بعد إنشغالنا بالإرهاب ومواجهته ، والجميع أصبح مسؤول كل من موقعه ، خصوصا بعد تشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي ضمت كل المكونات"! ثم يواصل تأكيد "أهمية إحترام حرية المواطن والتعبير عن رأيه ، وضرورة التعامل مع هذا الأمر بمسؤولية ، لأنه ربما يكتب مقالا في إحدى الصحف يصب من خلاله الزيت على النار" .ثم أضاف "يجب أن يكون التعامل مع الأحداث بمسؤولية ، ومطالب المواطنين حق علينا تلبيته ، ولكن علينا أن نكون حذرين من الذين يستغلون هذه المطالب ويدخلون من خلالها ، ولدينا معلومات إستخبارية أن هناك من يريد إستهداف المتظاهرين عن طريق إرتداء زي الشرطة ، وقال ان حق المتظاهرين مكفول على أن يكون بعيدا عن إستهداف الممتلكات العامة وتحويل هذه المظاهرات إلى أعمال شغب، كما حصل في محافظة واسط" (راجع: موقع صوت العراق في 20/2/2011), حتى تعرض المعتصمون في ساحة التحرير, وهم يحملون إجازة رسمية بنصب سرادق في الساحة, إلى اعتداء أثم "نفذته جهات مجهولة يرتدي أفرادها الزي المدني وتستقل سيارات حديثة من نوع "مونيكا" في تمام الساعة الواحدة صباح أمس الاثنين. وفوجئ المعتصمون باقتحام لسرادق الحرية من قبل من أسموهم بأفراد العصابة، بعد أن نزلوا من سيارات يشتبه بأنها عائدة إلى جهات رسمية، وقاموا بالاعتداء على المعتصمين بالضرب بواسطة العصي الكهربائية والأعمدة الراضة والسكاكين، وسرقوا السرادق بالقوة بعد أن نهبوا محتوياته" ويواصل الخبر المنشور في جريدة المدى فيذكر ما يلي: "وتزامن الاقتحام، بحسب شهود عيان، مع الانسحاب المفاجئ للقوات الأمنية الموجودة ليبقى الجو خالياً لتلك العصابات وسط دهشة المعتصمين وتساؤلهم كيف دخلت العصابة والمكان محاط بالقوات الأمنية بهذا الشكل الكثيف. (راجع: جريدة المدى: خبر بعنوان "مــجـهـولون يــقـتحـمون "التحرير" ليلاً ويضربون معتصميه" الثلاثاء 22-02-2011 10:25 صباحا).

هل لاحظتم ما جاء خطاب رئيس الوزراء الذي يؤكد فيه على الانتهاء من الإرهاب, ولكن لم يمض على حديثه سوى ساعات حتى ارتكبت واحدة من العمليات الإرهابية البشعة بحق المواطنين الذين يحملون إجازة رسمية للتعبير على رأيهم. هل العراق آمن من الإرهابيين أم إن الإرهابيين ينتمون لجهات غير القاعدة وحزب البعث الصدامي وهيئة علماء المسلمين. لا نحتاج إلى فك طلاسم العملية. نطالب بالتحقيق الفوري ونشر النتائج بسرعة, إذ أن كامل مصادقية الحكومة معرضة للضياع.

تطرح حادثة الاعتداء الاحتمالات الثلاثة التالية:
1. إن هذه المجموعة من البلطجية هم من أفراد جهاز أمن مكلف بالقيام بمثل هذه الأفعال الدنيئة. والذي يمكن أن يؤكد ذلك انسحاب قوات الأمن ليفسحوا في المجال لهذه القوى الضالة والمدربة على ممارسة ما جاءت من أجله. أي بث الرعب في نفوس المعتصمين والذين سيتظاهرون يوم الجمعة القادم.
2. إن هذه المجموعة من البلطجية هم من قوى الإرهاب الدموية التي تنزل ضرباتها بالمجتمع العراقي. ولكن لها علاقات خاصة بجهاز الأمن العراقي, وإلا لما انسحبت من مهمتها وأعطتها لقوى الإرهاب المحتملة.
3. إن هذه المجموعة من البلطجية تعود لإحدى المليشيات الطائفية المسلحة الموجودة في العراق والتي يهمها جداً تحطيم إرادة المجتمع العراقي من خلال هذه الأفعال الدنيئة. أو إنها تعود لمجلس محافظة بغداد ورئيسها كامل الزيدي, والبعثي السابق المدرب على مثل هذه الفعال. وإن مثل هذه المجموعة لا بد وأن تكون لها علاقة بجهاز الأمن أو من أصدر الأوامر بانسحاب قوات الأمن بعد وصول مجموعة البلطجية لضرب المعتصمين وسرقة أو مصادرة محتوياته.

إن الاحتمالات الثلاثة لا تبتعد عن جهاز الأمن العراقي الذي أخلى الموقع للبلطجية بعد أن فرض قبل ذاك طوقاً محكماً حول الموقع, أي لا تبتعد عن سلطة الدولة, عن الحكومة العراقية, عن رئيس الوزراء, عن مجلس محافظة بغداد. وأن من يرفض هذا الاحتمال, عليه أن يكشف أوراق الجماعة البلطجية التي مارست هذا الفعل الجبان والإجرامي.

يقول رئيس الوزراء إن لديهم "معلومات استخباراتية أن هناك من يريد استهداف المتظاهرين.." وإذا كانت لديكم مثل هذه المعلومات لِمَ لمْ تقفوا ضد البلطجية في ساحة التحرير حين اعتدوا صباح يوم الاثنين على المعتصمين, أم أنكم تريدون بهذا التحذير إلغاء المظاهرة, وليس الاعتداء على معتصمي ساحة التحرير سوى بداية الفعل الشرير ضد المتظاهرين.

وإذا أبعدنا السلطة عن كل هذه الاحتمالات الثلاثة, فلا بد لنا أن نقول حينذاك بأن حكومتنا وأوضاعنا في العراق لا يمكن أن تكون إلا هشةً أو ما تسمى بالعامية "گرگري" على وفق قول الشاعر العراقي في قصيدته المسماة أي طرطرا تطرطري...

ألا يشبه هذا الفعل الدنيء ما قامت به بلطجية وزارة الداخلية المصرية ورجال أمنها حين هاجموا وهم يمتطون بغالهم وجمالهم وخيولهم المتظاهرين ويضربونهم بالعصي والبلطات والسيوف وغيرها وأوقعوا الكثير من القتلى والجرحى.

لقد جرح سبعة من المعتصمين في ساحة التحرير وسط بغداد وسرقت السرادق وما فيها, ومن واجب المعتصمين مطالبة الحكومة بالكشف عن مرتكبي هذه الجريمة ومعاقبتهم ومنع تكرارها لأي سبب كان. إن وقوع حدث مماثل في اليوم الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير 2011, سوف لا يوجه الاتهام إلا للحكومة العراقية, وستكون له تداعيات كبيرة ومؤذية للمجتمع العراقي, ولكن وبشكل خاص للحكومة, إذ عندها سوف تفقد مصداقيتها بشكل كامل.

إن مظاهرة يوم 25/2/2011 سلمية ولها مطالب شعبية آنية ملحة, مطالب وجدت التأييد والدعم من غالبية الشعب العراقي, ومن مواقع الأحزاب الحاكمة أيضاً, فلا يجوز التحرش بها من جانب أجهزة الدولة المباشرة او غير المباشرة كالبلطجية المرتزقة الذين يمكن أن يشترون ويدفعون للاعتداء على المتظاهرين. إن على القوات الحكومية حماية المظاهرة والمتظاهرين. وهي المسؤولة عن ذلك وعن كل ما يحصل ضد المتظاهرين.
 

  22/2/2011



 

 

free web counter