| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

 

الأربعاء 21/2/ 2007

 



رسالة مفتوحة من كاظم حبيب إلى السيد حبيب الصدر

 

كاظم حبيب

أخي الفاضل السيد حبيب الصدر المحترم
تحية طيبة
أتابع قناة التلفزيون العراقية وأنا في الغربة أو أشاهدها وأنا في العراق, فماذا تقدم لي هذه القناة الفضائية باعتبارها قناة رسمية عراقية تصرف عليها الدولة من خزينة المجتمع العراقي؟
أولاً وقبل كل شيء يفترض أن أثبت ابتداءً بأن أي قناة أو إذاعة عراقية رسمية يفترض أن تعبر عن مصالح كل العراقيات والعراقيين, أن لا تنتمي لهذه الطائفة أو تلك حتى لو كان المسؤول الأول فيها ينتمي لمذهب أو طائفة أو دين معين. وأنها إذا سلكت سبيلاً طائفياً أو أغرقت باتجاه ديني أو مذهبي معين, فقدت صفتها الحيادية وفقدت قدرتها في التأثير على أفراد المجتمع.
لقد تقلبت القناة العراقية خلال الفترة المنصرمة باتجاهات مختلفة, ولكنها كانت باستمرار تنزع إلى الإكثار من أربع مسائل تلحق أضراراً مباشرة وغير مباشرة بالمجتمع العراقي بمكوناته العديدة, وأعني بذلك ما يلي:
1. إنها تكثر من المسائل الدينية وكأنها أحد مساجد البلاد, في حين أن مهمتها غير ذلك ودورها الإعلامي غير ذلك.
2. إنها تكثر من المسائل المذهبية الشيعية وكأنها حسينية في مدينة كربلاء بشكل خاص وتنقل لنا ما لا يجوز نقله في فضائية ترفض ما لا يتفق مع الدين الإسلامي الحنيف استناداً إلى الشهيد الصدر الأول أو الراحل الحكيم أو الحائري الذي ما يزال حياً يرزق, كاللطميات والضرب بالسلاسل أو التطبير...الخ.
3. إنها تكثر من اللقاءات بالشخصيات العراقية الشيعية بدلاً من التنويع والتشكيلة المتنوعة وشخصيات بعيدة عن الوقوع في فخ الطائفية السياسية الراهنة.
4. ندرة عرض قضايا القوميات الأخرى في العراق واقتصارها على المسائل العربية, في حين أن التلفزيون يفترض أن يعبر عن كل مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والفكرية والسياسية.
والقناة تتجنب بحث الإشكاليات والسلبيات التي تواجه المجتمع والتي يفترض أن تكافح من خلال الإعلام العراقي, منها على سبيل المثال لا الحصر:
• حرق محلات حلاقة النساء من قبل المليشيات الطائفية وإدانتها ورفض وقوعها.
• حرق محلات بيع أقراص الأغاني والموسيقى أو حتى قتل بعض الأفراد.
• حرق محلات بيع الخمور وأماكن تعاطيها.
• أو فرض الحجاب على بنات المدارس والجامعات وعلى النساء في الشوارع.
• أو ما يجري في الوزارات من تعيين على أساس طائفي وحزبي وإقليمي ضيق تسقط معه المواطنة المتساوية, بل تعتمد الهوية المذهبية السياسية لا غير.
• الفساد المالي السائد في أجهزة الدولة وإبراز المحاكمات الموجهة ضد الجماعات المدانة من قبل المحاكم والمساعدة في مكافحة هذه الظواهر.
• هيمنة مليشيا جيش المهدي محلات السكن وسيطرتها على توزيع الوقود أو السلة التموينية للناس ...الخ, أو القتال المتبادل بين المليشيات الطائفية المسلحة المتبادل.
لا أريد أن أكثر من ذكر الظواهر السلبية الضارة, بل هي إشارات من خلال متابعتي المستمرة لقناتكم.
لا يكفي أيها الأخ الفاضل أن تذيعوا عبر القناة من يقول أن قناتكم جيدة وتعبر عن رأي الجميع, بل يفترض أن تسمعوا رأي من يريد أن تكونوا معبرين عن العراق بصدق وليس خضوعاً للوضع الاستثنائي الشاذ الذي يعيش فيه العراق حاليا, أن تراجعوا برامجكم التي يكثر فيها ما أشرت إليه في أعلاه..
لا أريد أن أطيل عليكم في رسالتي هذه, وليس من وراء ذلك من قصد يريد الإساءة إلى قناتكم العراقية المحترمة التي أتمنى لها كل النجاح والتقدم والتأثير الفعال, بل يسعى إلى تنبيهكم إلى ما اشعر به والذي أرى بأنه يلحق الضرر بكم وبنا جميعاً, بالعراق كله.
أتمنى لكم النجاح في تحقيق مصالح الشعب واثق بأنكم على استعداد لسماع الرأي الآخر.
مع خالص الود والتقدير.

نسخة سهلة للطباعة