| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

 

الجمعة 20/7/ 2007

 


 

من شوه ولا يزال يشوه صورة المسلمين في العالم ؟
2


كاظم حبيب

منذ البدء ينبغي القول بأن الإيمان بأي مذهب هو حق كل إنسان أو جماعة بغض النظر عن الموقف الشخصي لأي من الناس إزاء هذا المذهب أو ذاك ,شريطة أن لا تدفع تعاليم المذهب أتباعها إلى اتخاذ موقف العداء من المذاهب الأخرى أو الإساءة إليها أو التحريض و الاستعداء عليها أو ممارسة العنف ضد أتباعها. إن ذكر هذا الموقف له أهميته في المرحلة الراهنة على نحو خاص بسب اشتداد الصراعات المذهبية في العالمين العربي والإسلامي كما تبرز ضرورة التمييز بين الوهابية كمذهب سلفي أو حركة سلفية , كما يطيب أتباه أن يسمونها , وبين التثقيف الفكري والممارسات العملية للمؤسسات الدينية الوهابية الرسمية والأجنحة الأكثر تطرفاً من أتباع هذا المذهب التي تذهب إلى تكفير أتباع المذاهب الأخرى وتستعدي ضدهم وتحرض الناس ضدهم بل وقتلهم. ففي السعودية أناس سلفيون عقلاء يرفضون هذا التكفير للمذاهب الأخرى وأتباعها رغم اختلافهم مع المذاهب الأخرى واتجاهات تفكيرها واجتهادات قادتها. وهنا حديثي لا يمس جوهر المذهب ورفضه لإقامة مزارات القبور أو الأضرحة التي تزار وتقًبل شبابيك تلك الأضرحة أو طقوس التطبير (الضرب بالسيف على الرأس وشجه ) والضرب بالسلاسل على الظهور أو اللطم على الصدور ... الخ وتفسيرات الوهابيين لهذه الممارسات ...الخ , بل تدور حول نشاط المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية وعملها الفعلي المتطرف في مجالات التربية والتعليم والثقافة والخطاب الفكري والسياسي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وكما هو واضح أن هذه المؤسسات الدينية ليس فقط لا تكافح ضد الجماعات التكفيرية وتدين أفعالها وتشخص تنظيماتها وقادتها بالأسماء لمكافحتهم , بل أنها عملياً وفعلياً تشجع على نشر أفكار واتجاهات هؤلاء التكفيريين , ولكنها في الوقت نفسه تقف بوضوح صارخ ضد نشر الأفكار والكتب المناهضة لهذه الجماعات التكفيرية وتحارب الناس الذين يقفون ضد التكفيريين ويفضحون أفعالهم في العراق وفي أفغانستان وباكستان والسعودية وغيرها. وهذا ما يتحدث عنه العديد من الشخصيات الدينية السلفية في السعودية , رغم عدم اتفاقي الشخصي مع ورفضي كلياً للفكر السلفي الذي يرفض الأخذ بالاعتبار التحولات الجارية في العالم والتغيرات الحاصلة في ثقافة وظروف وفكر وممارسات الناس بين عهد النبي محمد والعهد الراهن. ومن بين هؤلاء المعتدلين القلة نذكر الشخصية السعودية السلفية الداعية موسى بن عبد الله آل عبد العزيز , والذي ظهر أكثر من مرة على قناة الفضائية العربية. ولا يمكن التفكير بأي حال في إقامة أي دولة على الأسس السلفية أو الدين عموماً, إذ أن هذا يقود إلى هيمنة الدولة على الدين ووضعه تحت تصرفها. ومن هنا لا بد من الأخذ بمبدأ فصل الدين عن الدولة فهو لصالح الدين وصالح الدول كل على انفراد وفي آن واحد. وأمامنا نماذج كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إيران والسعودية وهما دولتان تدينان بمذهبين مختلفين ومتصارعين هما المذهب الشيعي الصفوي والمذهب السني الحنبلي الوهابي.
أنتجت وفرخت المدارس والأكاديميات الدينية والمساجد المرتبطة بها في كل من السعودية وباكستان وفي عدد آخر من الدول الإسلامية والعربية وفي الكثير من المدارس المنتشرة في مختلف بقاع العالم غير الإسلامي , جيشاً جراراً من رجال الدين والمتعلمين وأئمة المساجد والمعلمين المؤمنين بفكر تلك المدارس ووجهة العمل التي أقنعتهم بها لممارستها في حياتهم اليومية ونشاطهم العام أو في تدريس وتثقيف الآخرين. وهذه المدارس والأكاديميات لا تزال تنتج وتفرخ المزيد من هؤلاء الطلبة من حملة ذات الفكر والممارسة المتطرفة. وهم منتشرون اليوم في سائر أرجاء العالم ويمارسون دورهم كما هو مطلوب منهم ويشكلون القاعدة الفكرية والاجتماعية والانتحارية للقاعدة والتنظيمات الإرهابية المتطرفة المماثلة.
هذه المدارس والأكاديميات وأئمة المساجد يقدمون للناس فكراً منبثقاً من الحركة الوهابية التي تحولت , رغم من يعارض اعتبار الوهابية مذهباً سافياً جديداً متزمتاً , بل يعتبره حركة إصلاحية فقط , كما أفتى بذلك الشيخ فيصل المولوي بتاريخ 13/6/2003 / فتوى رقم 781 حيث كتب يقول: " .. ليس هناك مذهب وهابي وإنما هناك عالم مجدد اسمه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان حنبلياً في الفروع والأصول، اجتهد في تصحيح عقائد الناس وكان همه الأول أن لا يقع المسلمون في الشرك من حيث لا يشعرون، ولقد انتشرت أفكار الشيخ محمد بن عبد الوهاب رخمه الله في الجزيرة العربية، وخاصة في المملكة العربية السعودية التي نشأت أصلاً بناءً على اتفاق الشيخ مع الملك عبد العزيز آل سعود". (راجع: http://www.mawlawi.net).
انبثق المذهب الوهابي أصلاً عن المذهب الحنبلي , وهو مذهب سلفي يستند أيضاً إلى الاتجاهات والاجتهادات الدينية لابن تيمية وابن القيم الجوزية. ولست معنياً بالخلافات الفكرية والاجتهادية بين أتباع هذا المذهب وأتباع بقية المذاهب الإسلامية السنية منها والشيعية, ولكني معني بقضية أخرى هي ما نشأ عن هذا المذهب من سياسات عملية وممارسات فعلية قادت إلى نشوء شرخ كبير بين هذا المذهب والمذاهب السنية الأربعة من جهة , ومع المذهب الشيعي الذي لا يعترف الوهابيون به أصلاً من جهة أخرى. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن بعض هذه السمات التي سأشير إليها تلتقي عندها أيضاً أساليب وأدوات ووسائل عمل بقية المذاهب الإسلامية , وهي المشكلة التي تدفع إلى التصادم الفكري والسياسي وإلى النزاعات المسلحة.
إن الإشكاليات الأساسية التي تواجهنا في سياسات وسلوك الجماعات السلفية الوهابية المهيمنة على شؤون المذهب الوهابي , (ونحن نبحث فيها) :
1. إنها جماعة سلفية متطرفة في سلفيتها وعدائها للآخر ورغبتها في الهيمنة على العالم كله وتحويله إلى دار للإسلام على غرار ما ترى أنه جرى في فترة الخلفاء الراشدين على نحو خاص.
2. وترفض هذه الجماعة جميع الأديان وتعتبر أتباعها كفاراً لا بد من تطهير العالم منهم. ولا يمكن أن يعني هذا التطهير غير الموت لأتباع الأديان الأخرى , ومنهم أتباع الديانة اليهودية والمسيحية والصابئة المندائية والمجوسية ... الخ.
3. كما أنها ترفض جميع المذاهب الدينية الإسلامية وتعتبر نفسها تمتلك الحقيقة المطلقة لأنها تعتمد على القرآن والسنة وليس على غير ذلك. وبالتالي فهي تضع نفسها بالضد الكامل من أتباع المذاهب الدينية الإسلامية الأخرى. إن المتزمتين والمتطرفين منهم يكفرون عملياً أتباع المذاهب السنية الأربعة المعروفة, رغم أن بعضهم المعتدل يمارس التقية فلا يعلن عن ذلك صراحة.
4. وهي ترفض المذهب الشيعي جملة وتفصيلاً وتعتبر أتباعه كفاراً يفترض التخلص منهم وتدمير المراقد والمساجد التي يستخدمها أتباع هذا المذهب , تماماً كما فعل أتباع القاعدة وطالبان بالتمثال التاريخي للهندوس في أفغانستان.
5. والمؤسسة الدينية للجماعية الوهابية السلفية , ومعها كثرة من رجال الدين السلفيين , تؤكد على الجهاد الذي ينبغي أن يمارس للقضاء على الكفار وعلى أتباع المذاهب الأخرى وتطهير العالم منهم ابتداءً من العالم الإسلامي وانتهاء بالمناطق التي تسمى ديار الحرب لتحويلها إلى ديار السلام أو الإسلام كما تراه هذه الجماعة وتريده.
6. ويعني هذا أن هذه الجماعة تؤمن بالعنف واستخدام القوة والغزو والحروب ومختلف أنواع الأسلحة للوصول إلى ما تريده وإقصاء الآخر أو أبادته.
7. وهي تمارس مبدأين هما "الغاية تبرر الواسطة" و"القوة تصنع الحق" فما دامت الغاية هي انتصار الإسلام فمن حقنا أن نفعل كل شيء , وما دمنا نمتلك القوة سنصنع الحق لنا. وقد بدا هذا واضحاً في الفترة الأخيرة من حكم العثمانيين وهجمات الوهابيين وغزواتهم المعروفة على العراق وتدمير مراقد أئمة الشيعة وقتل الكثير من الناس وسلب ونهب وقتل السكان.
8. كما أن الجماعة تسعى إلى ما يسمى بـ "الجهاد القتالي" وتشكيل التنظيمات العسكرية القتالية من أجل إقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية وفق ما كانت عليه أو رواها السلف الصالح. يشير الكاتب مجدي خليل في مقاله الموسوم "الاتجاهات الثلاثة للدولية الإسلامية" حول هذا الموضوع ما يلي:
" أي وسيلة تستطيع بها السيطرة على العالم ومتاح استخدامها هي محللة شرعا في نظر فقهاء الإسلامية الدولية. كل شيء حلال من آجل هدف واحد وهو السلطة وأسلمة العالم والسيطرة عليه سواء طوعا أو إجبارا، سواء إراديا أم لا إراديا، سواء سلما أم حربا، سواء بالإقناع أو بالخداع.... كله جائز وكله مشروع وكله له من الفتاوى ما يبرره ومن التراث ما يجيزه ومن خبرة التاريخ ما يجعله سياقا متصلا".

9. الحديث عن كون الدعوة الإسلامية هي دعوة عالمية ولا بد من التفكير بإقامة بؤر إسلامية طليعية لكي يمكن تشكيل دول تعتبر الطريق لبناء وإقامة الدول الإسلامية العالمية الموحَدة والموحِدة. ومن أجل هذه الغاية بذلت المؤسسة الدينية السعودية على نحو خاص جهوداً حثيثة لنشر الإسلام الوهابي على نطاق واسع. ويذكر مجدي خليل معلومات قيمة عن هذا الجهد السعودي فيكتب ما يلي:
" وهناك تفاصيل كثيرة في كتاب لوران ميورافيك عن هذه الجهود السعودية حيث مولت إنشاء 210 مركزا إسلاميا و1500 مسجدا و200 كلية إسلامية و2000 مدرسة إسلامية حول العالم. وفى روما أسس الملك فهد مركزا إسلاميا تكلف 50 مليون دولار. بالإضافة إلى الأكاديمية الإسلامية الوهابية بواشنطن وبها 1200 طالب، ولندن وبها 1000 طالب، وموسكو وبها 500 طالب. وفى البوسنة حيث تسعى الوهابية للسيطرة التامة على الدويلة الوليدة، كما فعلت مع الطالبان، قامت مؤسسة الحرمين عام 2000 فقط بافتتاح 1100 مسجدا ومدرسة ومركزا إسلاميا وطبعت 13 مليون كتابا واستخدمت 3000 داعية.
هذا بالإضافة إلى شبكة من المؤسسات الإسلامية الضخمة أنشأتها ومولتها الوهابية السعودية مثل "رابطة العالم الإسلامي 196، "منظمة المؤتمر الإسلامى1969"، "منظمة الشبيبة الإسلامية 1972"، " منظمة الغوث الإسلامي والتي استخدمت "6000 داعية وهابي" ،" دار المال الإسلامي" ، "بنك فيصل الإسلامي".
وتسللت الوهابية لغزو المراكز الأكاديمية في كبرى جامعات الغرب مثل كرسي الملك عبد العزيز في جامعة كاليفورنيا، وكرسي الملك فهد في جامعة هارفارد وكلية الدراسات الشرقية بلندن، ومركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون. وتساهم في تمويل معهد العالم العربي بباريس،والجامعة الأمريكية في كولورادو، وجامعة هوارد في واشنطن، وجامعة ديوك وسيراكيوز وجامعة اكسفورد...الخ".
لا شك في أن أتباع المذهب الوهابي في السلطة حالياً يتعاملون بطريقة أخرى تختلف عن الطريقة الفجة التي تتعامل بها المؤسسة الدينية الوهابية والفتاوى المتطرفة التي تصدرها , وكذلك الجماعات الوهابية السلفية الأكثر تطرفاً والتي تجد تعبيرها في جماعة بن لادن والظواهري وفي أبرز قوى المؤسسة الدينية المتحكمة في السعودية وجمهرة كبيرة من أئمة المساجد والمدارس الدينية وجمهرة من الكتاب الذين يمارسون دورهم في وضع المناهج التعليمية والكتب التثقيفية التي توزع في العالم كله ومن خلال السفارات السعودية حيث يوجد ممثل عن "جماعة الدعوة الإسلامية" في كل سفارة سعودية في العالم حيث أن مهمته هي توزيع الكتب وتعزيز العلاقات بالقوى الإسلامية السياسية ومحاولة التأثير عليها بالاتجاه الوهابي.
ماذا تعني هذه الوجهة الفكرية الدينية للجماعة الوهابية عملياً؟
إنها تعني بشكل ملموس ما يلي:
• مصادرة حرية الأفراد وحقهم المشروع وغير المحدود في تبني أي فكر أو رأي أو دين أو مذهب أو نهج في الحياة , وهي مصادرة فعلية لما يريد أن يمارسه الإنسان من طقوس وتقاليد دينية ومذهبية أو قومية أو غيرها لأنها تعتبر خارج أسس الدين الإسلامي التي لا توجد إلا في القرآن والسنة.
• مصادرة حرية القوميات وحقوقها المشروعة والعادلة واعتبار ذلك خروجاً عن المبادئ والدولة الإسلامية.
• رفض الآخر ومنح أنفسهم الحق لمعاقبة هذا الآخر بما فيه الموت بدعوى الخروج عن الدين أو الهرطقة أو الزندقة أو الكفر ...الخ من التهم التي تسببت في الماضي أيضاً بموت الكثير من البشر دون وجه حق.
• الحق في إرسال مجاهدين مقاتلين إلى مختلف بقاع العالم للنضال من أجل هذه البؤر الإسلامية وبناء الدولة على طريقة طالبان في أفغانستان. وقد واجهنا ذلك في الجزائر وفي الشيشان ويوغسلافيا السابقة وفي العراق وأفغانستان ونهر البارد في لبنان ...الخ.
• مصادرة حق المرأة وحقوقها حتى تلك التي أقرها القرآن والسنة , وبالتالي اعتبار المرأة ناقصة العقل فاقدة لكل حق مشروع ورد في لائحة حقوق الإنسان وفي لائحة حقوق المرأة الدولية.
• مصادرة حق المجتمعات المختلفة في وضع دساتيره وبرامجها ونظمها السياسية والدولة التي يراد إقامتها في كل بلد من البلدان وفي الحياة الديمقراطية الدستورية.
• اعتبار كل الحضارة الغربية حضارة وثقافة معادية للإسلام وينبغي مكافحتها والحفاظ على الثقافة والتقاليد والعادات الخاصة بالإسلام.
• وهذا يعني أن الجماعة الوهابية المتطرفة تضع نفسها في معسكر , في حين تضع العالم كله , بمن فيه الدول العربية والإسلامية ومجتمعاتها في معسكر آخر متناقضين ومتصارعين ومتحاربين. أي أن هذه الجماعة تدعو إلى صراع ونزاع بل وقتال بين الحضارات والثقافات , أي بين أتباع هاتين الحضارتين.
• إن هذه المدارس تصور وكأن اليهود والمسيحيين في العالم كله هم ضد المسلمين والإسلام , وهم أس البلاء في العالم كله وسبب مشاكل المسلمين , وبالتالي على كل مسلم واجب شرعي هو كره اليهود والمسيحيين وعدم إبداء المجاملة لهم بل ومحاربتهم بكل السبل الممكنة.
إن هذه الحقيقة والممارسة الفعلية لقوى الإسلام السياسي المتطرفة التي تعيش في الدول العربية والإسلامية من جهة , وتلك التي تعيش في الدول الغربية والتي أقامت الكثير من المساجد والأكاديميات لهذا الغرض من جهة أخرى , هي التي تشوه صورة الإسلام والمسلمين وليس الدول الغربية أو كل القوى والأحزاب السياسية في العالم الغربي. وهذا لا يعني أن ليس هناك بين القوى المسيحية أو اليهودية المتطرفة من لا يحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين , ولكنه لم ينجحوا في ذلك إلا بما يمارسه مشوهو الإسلام والمسلمين من أتباع الإسلام نفسه. ويكفي أن يلقي الإنسان نظرة على بعض تلك المساجد في الولايات المتحدة وألمانيا بعض جمعياتها ليتيقن من ذلك.
إن علينا أن ننتبه إلى قضية مركزية وأساسية هي أن الصراع الراهن الجاري في العالم لا يدور بين الولايات المتحدة وهذه الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة , رغم أن الولايات المتحدة هي التي تقود حالياً هذا الصراع وترتكب فيه الكثير من الأخطاء , بل أن الصراع يدور بين التخلف والرجعية والجهالة وعدم التنوير والكراهية والحقد والعداء للآخر من جهة , وبين الحضارة الحديثة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والخلاص من التخلف من جهة أخرى , رغم وجود مشكلات في هذا الصدد تستوجب المعالجة. إن الصراع الدائر حالياً عالمي الطابع والمضمون وعلينا إدراك محتواه ووجهته وما يراد لشعوبنا من جانب هذه القوى الإسلامية السياسية المتطرفة والإرهابية.
والإشكالية الكبيرة هي أن المدارس الدينية وأئمة الجوامع والمساجد والكثير من أتباع المؤسسة الدينية في السعودية تقوم سنوياً بتخريج عدد كبير من طلاب تلك المدارس في السعودية وفي العالم وتضعهم عملياً تحت تصرف قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية , شاءت ذلك أم أبت , وبالتالي ليس خطأ ما يقال عن استعادة جماعة القاعدة لقدراتها العسكرية والتنظيمية التي يمكنها من توجيه ضربات جديدة داخل الولايات المتحدة , كما يمكن أن يتابع الإنسان نشاط وجرائم هذه القوى في العراق وتحالفاتها السياسية مع قوى عراقية محلية متطرفة , سواء أكانت إسلامية أم بعثية أم قومية , إضافة إلى قوى الجريمة المنظمة.
العالم بحاجة إلى تحالف جديد ضد قوى الإسلام السياسي المتطرفة لا في السعودية وباكستان والسودان وفي غيرها حسب , بل وفي إيران والجماعات المتطرفة من الأخوان المسلمين في مصر وفي سوريا ولبنان وفلسطين وفي مناطق أخرى من العالم. وبدون هذا التحالف والتنسيق الدولي عبر الأمم المتحدة يصعب التخلص الفكري والسياسي من هذه القوى الإرهابية التي تمتلك الكثير من الأموال والإمكانيات والأسلحة والعتاد وجيش جرار من طلبة المدارس الدينية التي تنتج وتعيد إنتاج الكثير من المتطرفين والإرهابيين باسم الإسلام والجهاد ومكافحة الكفر والكفار في العالم.


20/7/2007

المصادر:
1. ميدل ايست مونيتر-MidEast Monitor (عدد يونيو \ يوليو 2007) دراسة تحليليه للسفير الأمريكي السابق لدى كوستريكا ( كورتين وينزر).
2. غيدو شتاينبرغ: "المذهب الوهابي عقبة أمام الإصلاح في السعودية". موقع قنطرة 2006.
3. ما هو المذهب الوهابي؟ يجيب الشيخ فيصل مولوي. فتوى رقم : 781 , عنوان الفتوى : الوهابية , تاريخ الفتوى : 6/13/2003.
4. جريدة الوطن السعودية تتابع نشر "التقرير الأمريكي حول المناهج الدينية السعودية 1 و2 و3 . بيت الحرية : المناهج المعدلة ما تزال تحتوي على لغة متعصبة ضد اليهودية والمسيحية وبعض المسلمين.
5. أنت في موقع: يو إس إنفو > منشورات > نشرة واشنطن . 15 ايلول/سبتمبر 2006 . الملخص التنفيذي لتقرير الحرية الدينية لوزارة الخارجية. الولايات المتحدة تنادي بدفع عجلة الحرية الدينية و حرية الضمير في العالم أجمع.
6. وكيل وزارة التربية السعودي علي صالح الخبتي يرد : على من هاجموا مناهجنا أن يعدلوا ويتأملوا وينقدوا العداء الذي رصدناه بشكل علمي في مناهج إسرائيل . جريدة الوطن السعودية.بعد تقرير "بيت الحرية" الأمريكي حول المناهج الدينية في السعودية بعد تقرير "بيت الحرية" الأمريكي حول المناهج الدينية في السعودية.
7. ويكيبديا. الموسوعة الحرة. شباط/فبراير 2007.
8. جريدة الوطن تنشر مقابلة مع وكيل وزارة التربية السعودي علي صالح الخبتي يرد : على من هاجموا مناهجنا أن يعدلوا ويتأملوا وينقدوا العداء الذي رصدناه بشكل علمي في مناهج إسرائيل . جريدة الوطن السعودية.بعد تقرير "بيت الحرية" الأمريكي حول المناهج الدينية في السعودية بعد تقرير "بيت الحرية" الأمريكي حول المناهج الدينية في السعودية.
9. خليل , مجدي. الاتجاهات الثلاثة للدولية الإسلامية.
http://www.aafaq.org/masahas.aspx?id_mas=389
10. راجع:الشيخ فيصل مولوي. http://www.mawlawi.net

¤ من شوه ولا يزال يشوه صورة المسلمين في العالم ؟ - 1