| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الخميس 16/12/ 2010

 

عادت حليمة إلى عادتها القديمة, عادت والعود أقبح!!

د. كاظم حبيب 
 

حين تشعر القوى الظلامية المتسترة بلباس الدين والمدفوعة الثمن بالضعف والتأزم والمحاصرة, وحين تشعر أن الشعب يرفض سياساتها وقراراتها وإجراءاتها التحريمية ضد الثقافة الشعبية والديمقراطية, ضد التراث الحضاري للشعب العراقي الذي شارك منذ العهود البابلية في إغناء الحضارة الإنسانية بالموسيقى والغناء والرقص والشعر والفنون التشكيلية من نحت ورسم وسيراميك..الخ وأبدع في إنتاج الآلات الموسيقية ومنها الهارفة والعود والربابة والناي والطبلة, حين تشعر بأنها أصبحت في زاوية حادة, تبدأ بالهجوم الشرس على القوى الديمقراطية والتقدمية, على القوى المناضلة منذ عقود طويلة من أجل مصالح الشعب والاقتصاد الوطني والديمقراطية وسيادة البلاد واستقلالها, ضد الشيوعيين العراقيين وحزبهم, حزب المناضلين الأحرار.

فمنذ أيام تشن مجموعة من وسائل الإعلام حملة هستيرية ظالمة ضد الحزب الشيوعي العراقي تجلت بشكل خاص في "شبكة نهرين نت" و "قناة الأنوار" في محاولة يائسة وبائسة لتشويه سمعة الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين العراقيين, لأن الحزب الشيوعي العراقي دافع بجرأة ووضوح عن حرية الفرد, عن حقوق الإنسان, عن الثقافة الوطنية والديمقراطية العراقية, عن رفضه لأي تجاوز على اتحاد الأدباء والكتاب في العراق أو على أكاديمية الفنون الجميلة ومناهجها الدراسية, عن القرارات الجائرة والبائسة التي صدرت عن مجالس محافظات بغداد والبصرة وغيرها مما لا يتفق والدستور العراقي ولائحة حقوق الإنسان والتراث العراقي الإنساني.

إن القوى الظلامية التي راحت "شبكة نهرين نت" و "قناة الأنوار" تدافع عن الإجراءات السيئة التي اتخذها مجلس محافظة بغداد أو رئيس المجلس ودفعوا الأموال لتنظيم المظاهرات المؤيدة لإرجاءاتهم الجائرة, كما اكتشفته جريدة المدى الغراء, وتهاجم مظاهرة الأدباء والكتاب العراقيين في شارع المتنبي ضد الإجراءات التعسفية التي تتنافى وحرية الفرد العراقي وحقوق المواطنة وحقوق الإنسان, ما هي إلا بالون اختبار لما يمكن أن تقوم بمصادرته من حقوق وحريات عامة في العراق.

إن مسؤولية الحكومة الاتحادية وكل القوى المشاركة فيها التصدي:
 1. لكل القرارات الصادرة عن مجالس المحافظات, وهي إجراءات منافية للدستور العراقي وللحرية الفردية وحقوق الإنسان, بما في ذلك تلك القرارات المناهضة للفنون الشعبية والتراث الثقافي الديمقراطي العراقي, وأن عليها أن تبطلها فوراً وتعيد الأمور إلى نصابها.
2. التصدي لأي تجاوز على الحريات العامة أو محاولة المس بقوى سياسية ديمقراطية عراقية برهنت على إخلاصها للشعب ورفضت المساومة على مصالح الشعب وعلى حقوقه الاساسية.
3. حق الجامعات والكليات العراقية, بما فيها أكاديمية الفنون الجميلة, في تدريس وتطوير الثقافة الديمقراطية العراقية والتراث الأدبي والفني العراقي ورفض تعطيل تدريس الموسيقى والغناء والرقص والنحت ..الخ في أكاديمية الفنون الجميلة, إذ أن هذا يعتبر تجاوزا على ما جاء في الدستور في هذا الصدد, وتجاوزاُ على لائحة حقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية في هذا المجال.

إن على "شبكة نهرين نت" و "قناة الأنوار" أن تبدي اهتمامها بالفساد المالي والإداري السائدين في البلاد, إن كانت مخلصة للعراق وشعبه, وبأولئك المليارديرية ومزوري الشهادات, الذين يراد اليوم إصدار قانون أو مرسوم بالعفو عن الجرائم التي ارتكبوها بذلك التزير, وهي جرائم مخلة بالشرف, رغم أن البعض غير القليل منهم يحتل إلى الآن مواقع مهمة في أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية, بدلاً من الهجوم الشرس على الحزب الشيوعي العراقي. ويبدو أن هذه القوى السوداء لا تسعى من خلال ذلك إلى التغطية على الجرائم المرتكبة في العراق فحسب, بل وإلى التحضير لشن حملة ظالمة ضد كل القوى الديمقراطية والتقدمية العراقية.

إن هذا الواقع يملي على القوى الديمقراطية العراقية كلها أن تعي طبيعة المرحلة وما يراد بها, وأن تسعى إلى إعادة النظر بسياساتها ونشاطاتها المنفردة وتوحيد جهودها حول برنامج وطني وديمقراطي يشكل القاسم المشترك الأعظم لمهمات المرحلة الراهنة, مهمات وضع العراق على طريق الحياة الحرة والحريات الديمقراطية والتقدم الاجتماعي. كما أن هذا يتطلب من الحزب الشيوعي العراقي أن يعيد النظر بتكتياكته وعلاقاته السياسية ويسعى إلى الانفتاح على كل الشخصيات والجماعات والكتل والقوى والأحزاب الديمقراطية واليسارية التي تلتزم بممارسة سياسة ديمقراطية وتناضل بأساليب سياسية وديمقراطية في إطار العملية السياسية الجارية في البلاد لصالح البرنامج المشترك البديل عن البرامج الفردية والطائفية المطروحة من جانب الكثير من القوى السياسية العراقية, ومنها بعض القوى الحاكمة.
 

16/12/2010

 

 

free web counter