موقع الناس     http://al-nnas.com/

أنا أتهم!

 

كاظم حبيب

الأربعاء 12/7/ 2006

نعم, نعم أنا أتهم, أتهم كل أولئك الذين فجروا الطائفية السياسية في العراق:
• أتهم النظام السابق بكل سياساته الطائفية التي كرست التمييز بين الناس على أساس قومي وديني وطائفي وفكري؛
• أتهم الإدارة الأمريكية وحاكمها في العراق پاول بريمر الذي لعبد دوراً أساسياً في تكريس الطائفية السياسية سياسياً وجعلها أساساً لتقسم السلطة وتوزيع المناصب والنفوذ؛
• أتهم الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية منها والسنية على نشاطها المتفاقم في تكريس وترسيخ الطائفية والعداء الطائفي السياسي لا في صفوف أحزابها ومليشياتها المسلحة فحسب, بل وفي صفوف الشعب, حيث عجزت النظم السابقة على تحقيقها؛
• أتهم المليشيات المسلحة التابعة لمقتدى الصدر(ميليشيا جيش المهدي) وعبد العزيز الحكيم (فيلق بدر) وهيئة علماء المسلمين (جيش الإسلام وغيره من المليشيات المسلحة غير المعلن عنها رسمياً)؛
• أتهم المرجعيات الدينية الشيعية والسنية التي كان ولا زال في مقدورها إيقاف القتل المتبادل لأتباع المذهبين ولم تتخذ المواقف الضرورية في هذا الصدد, ولم تدعو إلى حل المليشيات المسلحة, بل ربما ساهمت في تكوينها أو التشجيع على إقامتها؛
• أتهم مقتدى الصدر وإبراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم واليعقوبي وكل الذين يشاركون في تأجيج الصراع الطائفي ويدعون إلى تعميق الفجوة بينهما؛
• أتهم إيران وسوريا وكل الذين غاصت أيديهم وتلطخت بشكل غير مباشر بدماء الشعب العراقي؛
• أتهم بطبيعة الحال كل القوى العنصرية والطائفية من جماعات البعث الصدامي والإسلام السياسي الإرهابي المتطرف, وخاصة أتباع بن لادن والظواهري وأبو أيوب المصري وأنصار الإسلام السنة؛
• أتهم كل المستفيدين من الصراع الطائفي السياسي لإحراز مكاسب سياسية أو مالية على حساب الإنسان العراقي بأي صورة كانت؛
• أتهم كل القوى السياسية العراقية التي لا تشارك بفعالية عالية ومسؤولية في إيقاف نزيف الدم الجاري في العراق؛
• ـنهم كل الدول المجاورة التي لا تمنع التسلل وممارسة القتل في العراق؛
• أتهم الدول الأوروبية التي لا تقدم الدعم اللازم لإيقاف القتل الواسع النطاق بسبب صراعاتها مع الولايات المتحدة على مناطق النفوذ في المنطقة؛
• أتهم كل هؤلاء لأنهم لا يبدون حماسة في إيقاف نزيف الدم في العراق بل يسعون إلى تكريس مواقع لهم في العراق, من خلال السماح بالفوضى والسلب والنهب والتجاوز على حرمة بيوت الناس والاختطاف والتعذيب والقتل والموت التي أصبحت ظواهر يومية تسود الشارع العراقي؛
• أتهم الكتاب والصحفيين الذين لا يساهمون في إدانة الإرهاب والطائفية والفساد في العراق ويسكتون على ما يجري وكأنهم فقدوا السمع والبصر والنطق والقدرة على الكتابة بضمائر حية وحزينة على وطنها وهو يحترق وشعبها يقتل كل لحظة في مختلف أنحاء البلاد؛
• أتهم نفسي لأني ربما قصرت في إدانة كل من يساهم في ذبح هذا الشعب وتخريب الوطن.

أيها السادة الكرام, يا من تحكمون العراق ويا من تمارسون السياسية فيه:
• كفوا عن طائفيتكم السياسية المقيتة, وليس عن دينكم أو مذهبكم, طهروا نفوسكم من جراثيمها القاتلة, صفوا نفوسكم من الأنانية والرغبة في التسلط والحكم؛
• كفوا عن الدعوة والمجاهرة الشكلية بالوحدة الوطنية, والمشاركة الفعالة بقتلها فعلياً ويومياً, كما يفعل الشيخ حارث الضاري والشيخ عبد الهادي الدراجي وبيان جبر؛
• كفوا عن الحديث عن حل المليشيات المسلحة, بل حلوها فعلاً وشغلوا أفرادها في بناء الوطن بدلاً من تخريبه وقتل الناس؛
• كفوا عن قتل الناس والنواح عليهم والسير وراء نعوشهم واتهام الآخرين بقتلهم؛
• كفوا عن استخدام الطائفية السياسية طريقاً لتكريس السلطة بأيديكم, فهي نار حارقة تحرق من يستخدمها ومن يسعى للاستفادة منها عاجلاً أو آجلاً؛
• كفوا أيها الناس, يا كثرة من سياسيينا, عن نهب الناس وثروة البلاد وإفساد الضمائر والأخلاق وتدمير حياة الفرد والمجتمع؛
• كفوا عن الحديث عن الهوية الطائفية وتحدثوا عن الهوية الوطنية, عن الهوية العراقية!
أيها الإنسان, أيتها العراقية وايها العراقي, يا من تمتلك ضميراً حياً وعقلاً مفكراً وروحاً طاهرة, ساهم بإيقاف القتل العشوائي, منع التخريب وتدمير البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية والحرب الطائفية التي يراد إشعالها من جانب قوى كثيرة في العراق وخارجه.
أيها الناس في العراق, الوطن في خطر والأعداء لا يألون جهداً في تمزيقه وتدميره, فهل أنتم سائرون معهم لتدمير وطنكم, أم ستساهمون في إنقاذه من كل من يريد تدميره ومنع ازدهار الحياة فيه.
إليكم جميعاً وإلى نفسي وإلى غيري أوجه هذه الصرخة, فالحزن يملأ القلب والألم يعتصره والعقل يحتار في أمر العراق!
أنا أتهم, فبرهنوا على غير ذلك!