| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

                                                                                  الأثنين 12/9/ 2011


 

شهيد جديد على طريق النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومطالب الشعب في العراق

كاظم حبيب 

لم يتوقف موكب شهداء الشعب طيلة الأعوام المنصرمة, فأسماء قافلة الشهداء الشرفاء والمناضلين الشجعان في ازدياد. ها نحن نودع إنساناً آخر, مناضلاً حراً وديمقراطياً وفناناً مبدعاً وقائداً شبابياً متميزاً في دفاعه عن مطالب الشعب وحقوقه في الحرية والحياة الحرة والعمل والخدمات العامة والعيش الكريم, ها نحن نودع هادي المهدي, الكاتب والصحافي والمخرج المسرحي بعد أن ودعنا كامل عبد الله شياع والمئات من خيرة مثقفي ومثقفات العراق. وإذا كان الشك في السابق يحوم حول من يكون القاتل أم من هم القتلة الأوباش, فالقاتل في هذه المرة يعلن على رؤوس الأشهاد: إن لم تتوقفوا عن التظاهر والاحتجاج فمصيركم أيها الشباب المحتج كمصير هادي المهدي. القاتل شخَّصه القتيل الشهيد حين قال من هددني بالقتل سيقتلني! وكان الشهيد قد اعتقل وعذب بالضرب والصعقات الكهربائية وهدد بالاغتصاب وبعواقب وخيمة أخرى من قبل أجهزة أمنية عراقية في أول مظاهرة احتجاجية في يوم الجمعة المصادف 25 شباط/فبراير 2011. قال هذا بلسانه ومن على شاشة التلفزة العراقية ونشر في الصحف المحلية وفي مئات المواقع. كما كتب المقالات يشخص قاتله قبل استشهاده.

كان هادي المهدي أحد قادة تظاهرات أيام الجمعة خلال الأشهر السبعة المنصرمة, وكان المبرَّز بين الخطباء الذين أشاروا إلى مكامن الخطر في الوضع الراهن في العرق وبلور ذلك في تفاقم مصادرة الحريات العامة وحقوق الإنسان ومنها حق الإنسان في الاحتجاج والتظاهر والتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق المشروعة على وفق ما جاء في الدستور العراقي.

إن استشهاد القائد الشبابي المقدام هادي المهدي واعتقال المحامي والقائد الشبابي سجاد سالم حسين في محافظة واسط من قبل أجهزة الأمن في المحافظة بعد أن رفض تأجيل موعد المظاهرة تؤكد النهج الذي توقعنا بروزه في العراق في هذه الفترة وتفاقمه لاحقاً, أي البدء المنظم والمبرمج بممارسة العنف الحكومي إزاء مطالب الشعب والقوى الاحتجاجية بالضد من بنود الدستور العراقي. ولكن هذا العنف لن يخيف الناس الذين أدركوا بأن حقوقهم لا تمنح من حكام مستبدين بل تؤخذ بنضالهم السلمي الديمقراطي اليومي. 

لقد مارس النظام البعثي شتى صنوف القتل في السجون والاغتيالات في الشوارع والبيوت والتصفيات الجسدية بأساليب شتى, ولكن مصيره كان بئس المصير. ولن يكون مصير المستبدين الآخرين أفضل من مصير غيرهم في مختلف بقاع الأرض.

إن الجزارين والجلادين القتلة الذين اغتالوا قاسم علي عجام وكامل شياع وهادي المهدي والمئات من حملة مشاعل الحرية والحياة المدنية الديمقراطية ومن أوحى لهم بممارسة هذا الفعل الإجرامي المنكر لن يفلتوا من العقاب, من حكم القانون طال الزمن أم قصر.

وسيحاسب الشعب القضاء العراقي والقضاة الذين لا يمارسون مهمتهم بصورة مستقلة وحيادية وفي ضوء الدستور وسيواجهون الحساب العسير أيضاً. لقد قدم الشهيد هادي المهدي شكوى ودعوى قضائية, ولكن القضاء العراقي لم يتحرك ولم يفعل شيئاً لحماية المناضل من القتل والشهادة.

إن موجة الاحتجاج والغضب الشعبي ضد القتلة ستتسع وستبقى تطالب بالاستجابة لحقوق الشعب ومطالبه العادلة, وستبقى تطالب بمكافحة القمع الإرهابي سواء أكان من قوى الإرهاب الدموية أم من أجهزة أمن حكومية أم من أجهزة سرية تابعة لقوى متنفذة في البلاد.

سيبقى المحتجون على موعد مع ساحة التحرير وساحات أخرى في العراق وساحات أخرى في مدن كثيرة أوروبية وغيرها, سيرفعون اسم وصورة الشهيد عالياً مطالبين الاستجابة الفورية لحقوق ومطالب وحقوق الشعب العادلة.

الذكر الطيب للمناضل الشهيد هادي المهدي.

والتعازي القلبية لعائلته الكريمة وزملاء وأصدقاء الشهيد

الخزي والعار للقتلة المجرمين وحماتهم ومن أوحى لهم بالقتل.

 

9/9/2011

 

free web counter