| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عبدالخالق حسين

 

 

 

الخميس 9/12/ 2010

 

خطاب مفتوح إلى دولة رئيس الوزراء


دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي المحترم

بعد التحية والتقدير،

دولة الرئيس،
منذ تسلمكم مسؤولية قيادة السلطة التنفيذية للدولة العراقية الديمقراطية عام 2006، وضعنا ثقتنا بكم، وآزرناكم بكل ما نتمكن عليه من دعم سياسي وفكري وإعلامي، وذلك بعد أن أكدتم بأنكم تعملون لخير الشعب العراقي كله وليس لفئة واحدة، وترسخ عندنا هذا الاعتقاد خاصة عندما قمتم بعملكم الشجاع في قيادة عملية (صولة الفرسان) في البصرة وبغداد والموصل، وضربتم عصابات الجريمة المنظمة، والمليشيات المسلحة التي عاثت بأمن المواطنين العزل، بدون تمييز طائفي بين هذه المليشيات، وحققتم الأمن النسبي لأبناء الشعب. وعامل آخر دعا إلى عقد آمالنا عليكم، هو تأسيسكم لإئتلاف "دولة القانون" يعمل لبناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية، تلتزم بحكم القانون دون أي تمييز عرقي أو طائفي.

ولكن في الآونة الأخيرة برزت جماعة وهي من صميم السلطة التنفيذية، ومحسوبة عليكم (من الأحزاب الإسلامية الشيعية) متمثلة بمجالس بعض المحافظات (بغداد والبصرة وبابل)، وبوزير التربية والتعليم، قامت هذه الجماعة بإصدار قرارات تعسفية، لا تختلف عن قرارات حكومة طالبان في أفغانستان أيام حكمهم الأسود.

فهناك حملة واسعة للتضييق على حريات المواطنين التي كفلها لهم الدستور والقوانين المرعية، ومن هذه الإجراءات، إصدار قرار مجلس محافظة البصرة بمنع الموسيقى ومهرجان الأغنية الشعبية في البصرة، كما وأصدر مجلس محافظة بابل قراراً مشابهاً بمنع مشاركة الموسيقيين في مهرجان بابل الثقافي. ومن ثم قام مجلس محافظة بغداد بإغلاق النوادي الليلية الترفيهية بما فيها مبنى إتحاد الأدباء والكتاب العراقي الذي عومل أسوة بالنوادي الليلية والملاهي والبارات!. وأخيراً، جاء قرار وزير التربية والتعليم بإلغاء قسم المسرح والموسيقى في معهد الفنون الجميلة، وإزالة التماثيل من أمام المعهد. (
نرفق رابطاً لتقرير تلفزيوني بالصوت والصورة).

 
http://www.alarabiya.net/articles/2010/12/07/128810.html

إضافة إلى قرارات الوزير السابقة بفرض الحجاب حتى على التلميذات الصغيرات في مرحلة الابتدائية.
والجدير بالذكر أن هذه الإجراءات التعسفية اتخذت باسم الدين، والأخلاق، والوطنية، والحفاظ على تقاليدنا وأعرافنا وقيمنا الاجتماعية، بينما في الحقيقة العكس هو الصحيح، لأن نتائج هذه الإجراءات ستكون وخيمة على الدين والثقافة ومستقبل الأجيال القادمة. فالفنون الجميلة هي غذاء للروح وتهذيب للنفوس، وتشكل جزءً مهماً من المورث الاجتماعي، أي ثقافة الأمة.

إن هذه القرارات تثير القلق الشديد لدى جمهرة واسعة من المثقفين والسياسيين الحريصين على إنجاح العملية السياسة، لأنها (أي القرارات) تحمل بوادر الشؤم لتأسيس حكم ولاية الفقيه أو دولة طالبان شيعية في العراق، وإنها تصب في خدمة خصومنا جميعاً. إذ هناك من استغل صدور هذه القرارات الجائرة، فراح يروِّج بأن وزير التربية، ومجالس بعض المحافظات لم يكن بمقدورهم إصدار هذه القرارات ما لم يكنوا قد أخذوا موافقتكم المسبقة، الأمر الذي يتطلب موقفاً واضحاً من قبلكم ينفي ذلك، ويوقف الإجراءات التعسفية، تبرئة لذمتكم ورفع المسؤولية عنكم.

دولة الرئيس،
لا شك أنكم تعرفون حجم المؤامرات التي تحيكها القوى المعادية للعراق الجديد في الداخل والخارج، وضدكم بالذات، الغرض منها إيقاف بناء النظام الديمقراطي، وإفشال العملية السياسية برمتها.
لذلك، فالحكومة العراقية اليوم هي في أمس الحاجة إلى تقوية الجبهة الداخلية للوقوف صفاً واحداً متراصاً بوجه الهجمة الرجعية الشرسة التي تقودها فلول البعث وحلفاؤهم من أتباع القاعدة، ومن يناصرهم في الداخل والخارج. لذلك نعتقد إن الغرض من إصدار قرارات معادية للحريات وللقوى السياسية التقدمية المعروفة بمؤازرتها لكم، وشريحة المثقفين من الأدباء والفنانين والعلماء وغيرهم الذين يمثلون عقل الأمة، هو لإحراج موقفكم ووضع العراقيل أمامكم، لاسيما وقد جاءت متزامنة مع تكليفكم بتشكيل الحكومة الجديدة.

وبناءً على كل ما تقدم، نناشدكم، دولة رئيس الوزراء، بتدخلكم الشخصي لوضع حد لهذه التصرفات المقلقة، وإلغاء جميع الإجراءات الأخيرة التي اتخذت ضد الحريات والفنون الجميلة من الجهات المعنية التي ذكرناها أعلاه. كما ونطالب باعتبار وزارة الثقافة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وزارات خارجة عن المحاصصة الحزبية والأيديولوجية، أسوة بوزارتي الدفاع والداخلية، لأنه من مصلحة الشعب إسناد هذه الوزارات إلى شخصيات أكاديمية مستقلة معروفة بمواقفها الوطنية والمهنية ومكانتها الأكاديمية.

مع فائق الاحترام والتقدير


عبدالخالق حسين
مواطن عراقي مقيم في بريطانيا
9 كانون الأول، 2010

البريد الإلكتروني:
Abdulkhaliq.Hussein@btinternet.com


 

free web counter