| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. عبدالخالق حسين

 

 

 

الأحد 14/ 12/ 2008



ما تخططه سوريا للعراق لما بعد الانسحاب الأمريكي!!

د.عبدالخالق حسين

قبل سقوط الفاشية في العراق بسنوات، ومن خلال اللقاءات بين قيادات المعارضة العراقية آنذاك مع الحكومة السورية البعثية، كان السوريون يحلمون أن يكونوا هم الوارثين الشرعيين لحكم العراق من خلال تسلهم حزب البعث السلطة في العراق وبدون صدام وتحويله إلى حزب موالي لهم. وقد أكد لي ذلك صديق كان قيادياً في المعارضة، أنه في أحد اللقاءات مع فاروق الشرع، وزير الخارجية السوري آنذاك، ونائب رئيس الجمهورية الآن، أنه طرح ذلك بمنتهى الصفاقة. ولما اعترض بعض القادة العراقيين وأكدوا له جرائم حزب البعث بحق الشعب، أجابهم قائلاً: (يا أخوان ألا يوجد حتى ولو 20% من البعثيين العراقيين شرفاء؟ نحن نريد منكم أن تسمحوا لهذا الـ 20% فقط يشارك معكم في الحكم بعد صدام). وإذا ما عرفنا أن حزب البعث كان قد أرغم أكثر من مليوني عراقي على الانتماء إلى الحزب، لعرفنا أن 20% يساوي 400 ألف عضو على أقل تقدير. وبالتالي حتى خمس الحزب يكون أقوى من أقوى حزب غير بعثي بعد صدام. وهذا يعني عودة البعث للحكم، وكما يقول المثل العراقي: (تي تي مثل ما رحتي إجيتي).

المهم، عصفت الرياح بغير ما اشتهت سوريا، فصار مصير حزب البعث في مزبلة التاريخ، ولذا بقيت سوريا، وبالتحالف مع حليفها النظام الإيراني، مصممة على عرقلة العملية السياسية وخلق المشاكل للشعب العراقي، فاستقبلت الألوف من فلول البعثيين وقادتهم الذين أفلتوا من العدالة، ووفرت لهم الحماية والإمكانات المطلوبة لإعادة تنظيم أنفسهم وإرسال الإرهابيين إلى العراق عبر الحدود دون انقطاع.
ولذلك واصلت سوريا وإيران معارضتهما المستميتة وبشتى الوسائل ضد الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا لمنع توقيعها، ولكن في النهاية صوت البرلمان بالأغلبية المطلقة لصالح الاتفاقية ولصالح العراق.
وفي نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حصلت القوات الأمريكية على معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود خلية إرهابية في مدينة ألبوكمال الحدودية تعتزم دخول العراق، فقامت هذه القوات بقصف وكر تلك العصابة الإرهابية، وبذلك جن جنون الحكومة السورية، وكشرت عن أنيابها، وراحت تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، مدعية أن القصف الأمريكي قتل عدداً من العمال المدنيين الأبرياء، ولا يوجد بينهم أي إرهابي، وهو تجاوز على سيادة دولة مستقلة...الخ. بينما أكد زعيم صحوة الأنبار في تقرير نشرته صحفية الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 29/10/2008، صحة المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، ومفادها أن الغارة الاميركية داخل الاراضي السورية استهدفت مسؤول إرهابي اسمه الحركي (أبو غادية) واسمه الحقيقي (بدران تركي هيشان المزيدي)، وهو عراقي من الموصل وأحد كبار مهربي المسلحين إلى العراق، وهو مطلوب من جانب القوات الأمريكية منذ مدة طويلة. فيما اشارت مصادر مستقلة الى أن «أبو غادية» هو احد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «القاعدة في العراق» الذي قتل في غارة اميركية في عام 2006. وأنه وجماعته قتلوا في تلك الغارة. ومنذ ذلك اليوم والنظام السوري يحشد الرأي العام الداخلي والخارجي ضد العراق.

إن آخر ما وصل إلينا من معلومات عن طريق معارف لنا مقيمين في سوريا في رسالة يقول صاحبها: هل تعرف أن سوريا الآن تجنّد العراقيين للمقاومة؟ تنظمهم تحت ألوية أحزاب عدة، ومن يرفض الانخراط في هذه الألوية ترفض الحكومة السورية تجديد إقامته.. وهذا آخر خبر سمعته قبل يومين. وتضيف الرسالة أنه هدف سوريا من هذا التجنيد هو التجهز لما بعد انسحاب القوات الأمريكية. ومن المتوقع انه ستعم الفوضى في العراق والحرب الطائفية والأهلية... كتمهيد لتسلل المسلحين البعثيين الذين تجندهم سوريا للقيام بحرب العصابات في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية. ولذلك يعتقد كاتب الرسالة أنه من المفترض أن تلتزم أمريكا بالبقاء في العراق حتى تستتب الأمور امنيا، أما انسحابها الآن فكارثة.

كما ويعتقد أن قلّة العمليات من قبل "المقاومة" الآن سببها أنهم جميعا يحضرون حالهم ويتهيئون لما بعد خروج القوات الأمريكية. لان العمليات ضد القوات الأمريكية الآن يمكن أن يؤخر خروجها من العراق. ولان القوة والسلاح ستتم الحاجة إليه أكثر بعد خروج القوات الأمريكية. ويضيف : "استطاعت أمريكا اختراق القاعدة .. لكنها لم تستطع اختراق المقاومة...".

على أي حال، ومن معرفتنا بسياسات حزب البعث الطائشة والأخطبوطية واللا اخلاقية، سواءً في العراق أو سوريا، فلن نستبعد صحة هذه الأخبار عن عزم النظام السوري تشكيل هذه العصابات المسلحة من الإرهابيين وتحضيرهم لشن عمليات التخريب داخل العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية. وعليه نسترعي انتباه الحكومة العراقية والأمريكية لهذه المخاطر وندعوهم إلى اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، وأن يعيروا الموضوع اهتماماً بالغاً قبل فوات الأوان.


 

free web counter