| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الجمعة 6/2/ 2009



عودة المهجرين والمهاجرين والمؤتمر العالمي للكفاءات

كامل زومايا

كنت احد المشاركين في المؤتمر العالمي الأول للكفاءات والخبرات العراقية في المهجر والذي دعى اليه مجلس النواب وبرعاية الشيخ خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب في الفترة 22ــ24/12/2008 ، ولم يحالفني الحظ في قراءتها بالرغم من اني ومنذ دعوتي كنت قد اعددتها وارسلتها للجنة التحضرية من اجل ان يسمح لي بعدد من الدقائق لألقاء الكلمة ولكن لم يحالفني الحظ( لأسباب واسباب اخرى حول المؤتمر سوف انشرها ضمن تقييم المؤتمر فيما بعد تباعا) والجدير بالذكر، لقد صادفت ايام المؤتمر أعياد الميلاد ليسوع المحبة ورأس السنة الميلادية ، وهذا النص الكامل للكلمة ....

المجد لله في العلى وعلى ارض العراق السلام وفي القلوب المسرة والرجاء الصالح لبني البشر
كل عام وانتم بالف خير ومحبة انه يوم مجيد لميلاد يسوع المسيح رمز للسلام والمحبة ويوم انعقاد مؤتمرنا الأول
السيدات والسادة ممثلي الشعب العراقي الكريم

دولة الرئيس الاستاذ نوري المالكي المحترم
السيدات والسادة وزراء الحكومة الوطنية العراقية المحترمين
السيدات والسادة المشاركين في المؤتمر الاول للخبرات والكفاءات المحترمين
السيدات والسادة الحضور جميعا السلام عليكم
من اجل عودة طوعية كريمة تليق بعراقنا العزيز وباصحاب الكفاءات والخبرات والمهنين وبكل المهجرين والمهاجرين، لبناء عراقا ديمقراطيا فدراليا لكل العراقيين علينا ان ننطلق من ثوابت وطنية من خلال :ـ

أولا : علينا أن ننطلق من أن هناك رغبة وإصرار من معظم المهجرين والمهاجرين في العودة والإسهام في إعادة بناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد .

ثانيا : أن بناء العراق الجديد المنشود يحتاج للكوادر العلمية الهندسية والطبية والزراعية وغيرها من المختصين ممن تلقوا تأهيلا عاليا ومتوسطا والي العمال والفلاحين والموظفين المهرة....الخ هذه هي القوة المنتجة الرئيسية للمجتمع العراقي وبدونها لا يمكن تحقيق تنمية مستديمة .

ثالثا : أن من المستلزمات أو الأسس لعودة أبناء شعبنا ( ذوي الخبرات والكفاءات والمهنيين...الخ ) إلى الوطن يتطلب بعض الاجراءا ت الحاسمة من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية في البلاد ، بأن تحمي حقوق المواطن كمواطن عراقي بمعنى الكلمة، والذي يعد أعلى رأسمال في البلاد، وأن نعتز بجميع مكونات الشعب العراقي الأصيلة ، فهذه المستلزمات لا يمكن حلها إلا بمساهمة كل القوى الخيرة و الوطنية الحريصة في المجتمع لبناء دولة مؤسسات تعتمد على المواطن ومؤهلاته وترسيخ مبادئ التسامح والمساواة وحقوق المرأة والإنسان عبر قوانين ملموسة وان لا تبقى مركونة كمواد دستورية فقط .
لذا علينا توفير بعض من هذه المستلزمات من اجل الشروع للعودة إلى الوطن ومنها... .

1. إن من أهم مستلزمات التفكير بالعودة للوطن يحتاج المواطن للأمن لسلامته وسلامة أبناءه ، ويحتاج الذي يفكر بالعودة إلى الأمن الاجتماعي الذي يضمن حياة كريمة له ولعائلته، ولن تكفي هنا النداءات الوطنية وحدها، إذ سيحتاج الأمر إلى أن تضمن لهم فرص العمل بدخول مجزية (وهذا اقل كلفة بالقطع من الخبراء الأجانب)، وكذلك ظروف مهيأة لحياة عائلاتهم وأطفالهم من تعليم ورعاية صحية وحرية سياسية .. الخ ومن الضروري أيضا تقديم مساعدة لبدء الحياة من سكن ومتطلبات العيش....والخ، لذا فأن فقدان الأمن بالدرجة الأولى تجعل مسألة نزيف الهجرة واللاعودة أساسية في حياة المهجر أو المهاجر .

2. لقد طرأت على مجتمعنا مفاهيم جديدة... مفاهيم مدمرة لبناء الدولة العصرية ،فبالرغم من تجربتنا المريرة من النظام البائد دون رجعة ، إلا إن المحاصصة والطائفية التي نعيشها اليوم تنعكس سلبيا على عمليات الجذب لذوي الخبرة وأصحاب الكفاءة بالعودة الى الوطن بسبب عدم إمكانية منافسة المحسوبين لهذه الجهة اوذاك الطرف .

3. هناك مخاوف حقيقية من جميع مكونات شعبنا العراقي الأقل عددا من بنات وابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري ) والصابئة المندائيين والايزيديين والشبك...وغيرهم من تهمشيهم وعدم ثقتهم في الحصول على فرصتهم كمواطنين في المنافسة بين ابناء الوطن الواحد على اساس الخبرة والكفاءة ، ففي الاونة الاخيرة طالهم التهميش في تشريعات مجلس النواب الموقر و ازدادت معاناتهم في مناطق تواجدهم بسبب هويتهم القومية والدينية بعد ان اقترفت الجماعات الارهابية المسلحة وفلول البعث الفاشي في تفجير دورهم و معابدهم وتهجيرهم خارج مناطق سكناهم .... فيا ترى كيف سيكون وقع هكذا خبر وهذه الممارسات البشعة على ذوي العقول والكفاءات في المهجر الذين يرومون بالرجوع للوطن والمساهمة في أعماره !!!

4. إن اغلب التشريعات الدستورية التي تحمي المواطن لم تترجم لحد ألان إلى قوانين مسنة رادعة للمسيئين وان غياب الشفافية وعدم كشف الحقائق في الجرائم المنظمة التي تحدث في البلاد والتي تعبث بأمن الدولة والمواطن على حد سواء، يشكل بحد ذاته صعوبات كبيرة إمام عودة هذه العقول والكفاءات ، حتى وان كانت هذه العقول والكفاءات إسلامية التوجه والهوى وذلك لأمر بسيط لأنها تفاعلت واندمجت في المجتمعات الأوربية وان ما لاقته من اهتمام ورعاية إنسانية واجتماعية بغض النظر عن الدين والعرق ...الخ تجعل من هذه الأمور تؤرق أصحاب الكفاءات وكل مهجر ومهاجر يروم العودة إلى وطنه، وان كانت المغريات المادية من سكن وراتب محترم ولكن مع كل هذا يرى أن هناك إلغاءا وتهميشا لذاته وكينونته وهذا بحد ذاته صعب تقبله .

واخيرا ضرورة الاستمرار بعقد المؤتمرات الدورية ومتابعة التوصيات للوصول للهدف المنشود
وشكرا جزيلا على حسن اصغائكم ولدعوتكم الكريمة

بغداد 22/12/2008
 


 

free web counter