| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الخميس 6/8/ 2009


 

حبيب تومي وقضايانا القومية

كامل زومايا
 
الملفت للنظر وللقارئ العزيز بأن كتابات أستاذنا العزيز حبيب تومي المنشورة يوميا تقريبا عبر مواقعنا العزيزة والتي تعكس أفكاره الشخصية وهو حر بذلك طبعا ، حيث يحاول عبر مقالاته ان يعطيها طابع الاجماع وبأسم الكلدان وبذلك يصادر حقوقنا وكأننا نحن الكلدان كلنا ندعو للانفصال والاستعلاء على حساب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كما ويخلق شعور للقارئ بأننا ضحية الاخرين والمقصود الآشوريين أو من له موقفا موحدا من قضايا شعبنا ، هذا باختصار ما يكرره استاذنا الفاضل حبيب تومي في معظم ما يكتبه في تعميق الهوة وتصدع العلاقة بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وحقيقة انه قد نجح بحدود في دق الاسفين بين ابناء الشعب الواحد نتيجة للخلافات المستمرة في جسد شعبنا الهزيل الكلداني السرياني الاشوري ، وان كانت تلك الخلافات هي في التفاصيل وليست في الجوهر الا ان الاستاذ تومي استغلها في الدعوة للانفصال والتشرذم دون مراعاة اثارها السلبية في مستقبل ابناءنا ، كما انه يعلم بأن حتى المختلفين مع الاخرين دائما هناك وما يزال جهدا في البحث لأيجاد السبل والحلول بين جميع الاطراف أبناء الشعب الواحد بالرغم من التصدع الذي حصل ، وهناك نيف من ابناء شعبنا لا يحلوا لهم العجب ، فتراهم يحاولون وعبر وجودهم اما كممثلين في البرلمان أو استغلال مكانتهم الدينية بين الحين والآخر في اللعب على مقدرات شعبنا كونهم رجال كنيسة لأثارة المشاكل بين ابناء الشعب الواحد والأسباب معروفة ومقصودة عبر تاريخنا القديم والحديث .، فالمتابع بأمكانه ان يكتشف بكل بساطة بأن رؤساء قوائم شعبنا المتنافسة في انتخابات اقليم كوردستان والتي يشن الاستاذ تومي الحرب عليها وبلا هوادة كلهم من الكلدان ، فأين يا ترى عملية اختزال دور الكلدان او محاولة انصهارهم او مسحهم من التاريخ ..؟ الا نتقي الله بما نكتب ؟؟ كما وان الاستاذ حبيب تومي يطرح نفسه علماني وتقدمي يسعى لبناء مجتمع عقلاني ، لذا ومن هذا المنطلق كان عليه ان يناقش وينتقد برامج تلك القوائم دون نعتها وتشويها بأنها آشورية وكأن الاشورية هي تهمة كما كانت كذلك في ثلاثينيات القرن الماضي ، يا ترى لمصلحة من اعطاءها صبغة ورائحة العنصرية المقيت القادم الجديد في حياة شعبنا؟؟ ، ولمصلحة من الامعان في دق الاسفين بين ابناء شعبنا؟ .

ان المختلفين مع الذين يؤمنون بخلاص شعبنا عبر مطالبتنا بالحكم الذاتي والوحدة بين ابناء شعبنا لا يذهبون ما يذهب اليه الاستاذ تومي ، فالمجلس القومي الكلداني ممثلا برئيسه الاخ والصديق العزيز الاستاذ ضياء بطرس ليس مع الانفصال الذي يدعو اليه الاستاذ تومي بل العكس تماما فقد زار المدن المختلفة لدعم قائمة عشتار عندما كان رئيسا لها داعيا للتصويت لوحدة التسمية والحكم الذاتي، وهنا اشير من حيث المبدأ دون الدخول في الاشكالات الاخيرة التي هي خلافات بتفاصيل العمل وليس في المبادئ والاهداف ، ومع هذا بالامكان حلها لو توفرت الارضية المناسبة لذلك الحوار الاخوي المستند والمنطلق من تطلعات شعبنا ومستقبله ، كما وان تلك المشاكل العالقة هي ليست اخر النفق المظلم ، فمن البديهي في اي عمل سياسي كحالنا في العراق بوجود تلك التداعيات وخاصة ان حراكنا السياسي تحركه الكثير من الاجندة الداخلية والخارجية مما لا يساعد على حلحلة الموضوع بقدر ما يخلق ارباكا واحتقانا لا سيما ان بعضنا من لا يروق له وحدتنا بل يحاولون اذكاء نارالفتنة بين ابناء شعبنا.
كما ان الدكتور حكمت حكيم عبر كتاباته ومواقفه ما قبل الاخيرة لا تعكس بالنتيجة او داعية للتطرف فبالرغم مما صدر من بيانات بين الحين والاخر موقعة بأسمه كناطق بأسم الهيئة العليا للمنظمات الكلدانية بتسمية شعبنا تارة بالشعب الكلداني السرياني الاشوري وتارة اخرى بالشعب الكلداني والسرياني والاشوري في رسالته الاخيرة لرئيس اقليم كوردستان ، حيث لا يمكن الاعتماد على تلك الاشكالات للفصل بين ابناء شعبنا حيث هي واضحة للمتتبع هناك اغراق في اثارة المشاكل التفصيلية لتصبح وتطفو على السطح وليستغلها من لا يبحث عن مصلحة شعبنا وسعادته .

المثير للاستغراب ان البعض الذين كانوا يدعون للاممية وقيم التسامح وفصل الدين عن الدولة تراهم ينقلبون رأسا على عقب ليصبح قوميا متطرفا متعصبا يجاهد في خلق مجتمع ديني ليعيد السلطة الدينية بعد ان فقدتها في القرون الوسطى يعيد استنساخها لتفصل وتقرر في قضايانا السياسية !!! !! قد نختلف سياسيا مع الحركة الديمقراطية الاشورية ومع الحزب الوطني الاشوري ومع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومع حزب بيث نهرين ومع جميع الاحزاب والمنظمات القومية، وقد نختلف بمطالبتنا بحقوقنا المشروعة بالحكم الذاتي وقد نحشد ونثقف ونقف ضده ونسخر جميع قوانا لعدم تحقيقه هذا من حقنا الدستوري والانساني ، ولكن كيف يمكننا ان نثقف وننفث افكار تهدد وجود شعبنا ونشكك في وحدته والعمل ضد مصالحه ومستقبل ابناءه وعلمانية مجتمعه ؟؟ ؟ كيف ندعو الى مجتمعا متدينا في الوقت الذي نحصد اليوم الكثير من جراحاتنا وشهدائنا جراء تلسط الاحزاب الاسلامية وهي نتيجة حتمية لتتدين المجتمع والتي تعمل على تسخير المجتمع لأجندتها كلما سمح لها بذلك !! الا يستحق لنا ان نفرق بين الاختلافات السياسية كأحزاب ومنظمات في الرؤى السياسية وبرامجها القابلة للتغيير في ضوء الحراك السياسي الذي نعيشه وبين عمليات التشكيك وزرع الاحقاد بين ابناء القومية والشعب الواحد التي من المفروض تعد خطا احمرا للجميع.

في تجربتي السياسية المتواضعة رأيت هناك من استمروا في عملهم الحزبي، منهم من كان في قوات الانصار ومنهم من كان في المعتقل او في العمل السري حتى سقوط النظام البائد وما زالوا في التنظيمات السياسية منسجمين وصادقين بما آمنوا به ومازالوا على العهد ضحوا ويضحون من اجل وطن حر وشعب سعيد ..
ومنهم من لم يتمكن مواصلة المسير لاسباب مختلفة (تقدم العمر، اختلاف في الرؤى في القضايا السياسية ، ...الخ) ولكن بالرغم من ذلك حافظوا على احترامهم لتاريخهم ونضالهم الطوعي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وان تركوا مواقعهم ولكن مازالوا يقترن سلوكهم بكل ما آمنوا به ايام العمل السياسي فتراهم كما كانوا شيوعيين بسلوكهم وطباعهم محبين متسامحين امميين وحدويين في حب وعشق العراق وقضايانا القومية..

ومنهم في اول محطة عندما يترك موقعه الحزبي تراه يخلع ويسلخ حتى جلده ليصبح قوميا متعصبا عدوانيا شموليا يصدمك سلوكه وبئس طموحاته الدونية ، لم يحترم تاريخه ولا بالرفقه الحميمة في الايام الصعبة ولم يتعلم من الاعتدال شيئا بالرغم من هم يستوطنون في بلدان الاعتدال ويعيشون في ظل مجتمع المدني يحترم الانسان اخيه الانسان وفي دولة يؤمن الدين لله والوطن للجميع ومع هذا ترانا لهذا البعض يستكين ويعشق العيش في جبال تورا بورا حتى وان كان يرفضها علنا.

لنبدأ من الامس واليوم وغدا في ايجاد ارضية مشتركة لحماية مصالحنا امام الاخرين ولنعلم لا يوجد لدينا خيار اخر الا الاعتدال والتفاهم مع ابناء الشعب الواحد، ان لم يكن من باب الرأفة بنا وبتاريخنا، فعلى الاقل الرأفة باولادنا لكي لا يكونون وقود لحروب قادمة ذو قلوب قاسية ويكرهون بعضهم بعضا باسم الدين والقومية المنقوصة لا سامح الله .


 

free web counter