| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الجمعة 3/9/ 2008



وثيقة دهوك والمنعطف التاريخي في حياة شعبنا

كامل زومايا
 
سجلت مسيرة دهوك يوم امس الخميس 2/10/2008 انعطافة تاريخية في حياة شعبنا وتطلعاته السياسية اثر جملة من المطاليب والتي تعد وثيقة عهد اعلنها الاستاذ جميل زيتو رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري امام الاف المحتشدين للمسيرة التي دعى اليها المجلس الشعبي وبمؤازرة ومساندة قوى شعبنا الفاعلة في عراقنا العزيز والتي تركزت بمطاليب المجلس الشعبي في حقوق شعبنا التاريخية وحقه بالعيش الكريم في ارضه والحد في وقف نزيف الهجرة ،فبالرغم ان المسيرة جاءت على خلفيات الغاء المادة 50 الا ان المجلس أكد في كل مناسباته ومنذ تأسيسه في عنكاوا الحبيبة /اذار/ 2007 في حقه بالمطالبة العادلة والمشروعة باقامة الحكم الذاتي في مناطق تواجده التاريخية ولم يساوره الشك في ذلك مستلهما ومستندا ومستنهضا تاريخ وحضارة شعبنا من جهة ومن جهة اخرى المواثيق الدولية التي تناصر حق الشعوب في تقرير مصيرها ،كما وان سوح النضال لعراقنا القديم والحديث تشهد له تضحياته في الغالي والنفيس من اجل عراق ديمقراطي حر وان عهد الاقصاء والتهميش قد ولى وما مطالبتنا اليوم في اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ما هي الا تتويجا لنضال عشرات السنين ذاق بها شعبنا العذاب والويلات من تشريد وتهجير قسري واسقاط الجنسية العراقية منه دون وجه حق والتهميش والتحقير من القريب قبل البعيد للوصول الى غاياتهم الدنيئة على حساب جراح والالام شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ،هذا الشعب الذي سجل في وثيقة العهد (وثيقة دهوك) ان يكون امينا حريصا لقضايا شعبه وببصيرة ثاقبة وحكمة في ربط قضيته العادلة في الحكم الذاتي مع عراق ديمقراطي تعددي فدرالي موحد يضمن ويكفل حقوق الانسان والقوميات في عراق الأعراق .
ان المبادرة التاريخية للمجلس الشعبي والاحزاب المؤتلفة معه ومن خلال العمل المشترك الخلاق اثمرت الجهود في انجاح تظاهراته السلمية وليس اخرها في نوهدرا الحبيبة وان اعلان وثيقة العهد بين ابناء شعبنا لم تكن نتيجة او جراء الغاء المادة 50 والتي لا تعتبر بكل الاحوال سقف مطالبنا بل جاءت نتيجة حتمية لعمل مضني وجهود خيرة وجبارة لابناء شعبنا لتطرح ولأول مرة في تاريخه رؤيته وتطلعاته المستقبلية بشكل واضح تعكس طموحات شعبنا في المرحلة الراهنة في تاريخ عراقنا العزيز .
فشكرا وبوركت السواعد على هذا الجهد الذي يدعونا حقا للتفاءل ليس بتوحيد خطابنا السياسي وحسب بل في استرداد حقوقنا المشروعة في الحكم الذاتي في مناطق تواجدنا التاريخية .
لذا يتطلب من قوى شعبنا اليقظة والحذر من اي انقسام وتشرذم واجهاض ما توصلنا اليه عبر العمل الجماعي الخلاق الذي لاقت مطاليبه صدى واسعا ومتضامنا على الصعيدين الرسمي والشعبي في عراقنا الحبيب وعلى الصعيد العالمي عبر هيئاته الدولية والاممية .
علينا بالتنسيق العالي والجهد المضاعف الموجه صوب حقوقنا وان يكون خطابنا السياسي ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة ، فليس صحيحا ان نرتكن الى الجزء من حقنا ،وان نكون مرتهنين بحدود المادة 50 لتمثيلنا في مجالس المحافظات، فقد استفتى شعبنا عبر مسيراته وتظاهراته السلمية خلال الايام السابقة وفي دهوك العهد ما يحقق طموحه وتجسيدا حقيقيا لمطالب شعبنا الذي يعشق الحياة ومتسمكا بأرض اجداده ليصونها في ظل عراق ديمقراطي فدرالي موحد، وان الجهد الكبير الذي تلعبه القوى السياسية من احزابنا دورا متميزا وجهدا يستحق التقدير والالتفاف حوله لدفع قضيتنا الى شاطئ الامان .
لتنصب كل الجهود من اجل مستقبل شعبنا ، ولندافع من اجل قضيته بنكران الذات ولنعلم ان الشرعية تستمد من اصوات وحناجر شعبنا في تثبيت حقهم في مناطقهم التاريخية وليس غير ذلك .
لنعمل سوية مع الجميع قد لا نتفق أو لا نتطابق في الرؤى ولكن ، لنعلم جيدا ان مطاليبنا الشعبية هي امانة في اعناقنا وعلينا قول الفصل بدلا من ان يلفظنا التاريخ ويقول كلمته فالتاريخ لا يتعكز على مجد مضى غير متجدد لضرورات الحياة والبقاء ولا يرحم المتخلفين بحقوق شعبه .
 

free web counter