| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الأربعاء 2/1/ 2008



بالصيف ضيعنا اللبن.. يا سيادة الكردينال

كامل زومايا 

مرة اخرى يقدم للأسف رجال الدين الافاضل الدخول في دهاليز السياسة ولكن من بابها الخلفي المتهرئ حيث تصريحات الكاردينال عمانوئيل دلي للصحافة العالمية ومقولته الشهيرة التي تعبر بعمق عن الاصالة العراقية " لا تسألوني عن المسيحيين بل اسألوني عن العراقيين جميعا دون تفرقة " ذهبت أدراج الرياح بعد مطالبته بأطلاق سراح المتهم طارق عزيز "عضو مجلس قيادة الثورة" و"نائب مجلس الوزراء" لأعتى دكتاتورية عرفها العراق والعالم ."مجلس قيادة الثورة" هذا الذي نطق بالجرم على الالاف من ابناء شعبنا العراقي دون رحمة عبر قسمه السييء الصيت "قسم السلامة الوطنية" في ذلك المجلس المنحل ،وكان طارق عزيز أحد الموقعين على الاف الاعدامات يا سيادة الكردينال والذي اخذ حيز من وقتكم الثمين في تصريحاتكم الاخيرة .
ان التصريحات الاخيرة يا سيادة البطريرك تسيء لنا كمسيحيين وعراقيين وفي هذه الاسطر سوف لا أضيف جديد على ما ذكره من قبلي الاخوة الاستاذة الكاتب اسكندر بيقاشا والكاتب ثامر توسا حيث كما يقول المثل العراقي (كفو ووفوا)  .
ولكن سبب كتابتي لهذه الاسطر ذكرياتي لحادثة مماثلة ولكن في الاتجاه المعاكس مع مثلث الرحمة روفائيل بيداويد ، ففي اواخر 1990 وبعد غزو العراق الكويت وتوقيع الاتفاق بوقف الحرب مع الجارة ايران ومن ضمن الاتفاقات كان العفو على الهاربين من الطرفين ايران والعراق ومن جراء العفو هذا تم تسليم الهاربين انفسهم في ايران والعراق ، ومن اللذين سلموا انفسهم بعد قرار العفو وأوكد هنا هذا العفو الذي تم الاتفاق عليه عبر المجتمع الدولي ومجلس الامن أخل النظام العراقي به فقد حاكمهم جميعا وتم حبسهم بقرار من "مجلس قيادة الثورة " المنحل وكان عدد السجناء اللذين قدموا الى سجن ابو غريب وفي قسمنا (قسم الاحكام الخاصة) في تلك الجملونات التي لا تتمكن ان تأوي حيوانات فما بالك نحن البشر وكان عددهم (العائدين من ايران) 103 ، لذا كنا نسميهم جماعة 103 (بالتمام والكمال) وكان من بين السجناء شباب قلة من المسيحيين ،وكان احد هؤلاء المسيحيين شاب صغير نسيت اسمه وكانت جريمته فقط انه رفض الحرب ونزف الدم، فهرب الى ايران من اجل الهجرة الى اوربا او امريكا وهذا الشاب كان له صوت جميل يطربنا بأغاني ايوان اغاسي وخاصة اغنيته المفضلة ( لن ميرو)  .
هذا الشاب من اقارب مثلث الرحمة روفائيل بيداويد وكنا نتضامن معه لصغر سنه وزجه بالسجن بدون سبب ... في احد الايام بعد زيارة الاهل جاءنا حزينا بائسا بسبب خبر سمعه من اهله حيث حاولوا التوسط عند مثلت الرحمة روفائيل بيداويد من اجل اعفائه واطلاق سراحه من السجن لكن مثلث الرحمة البطريرك روفائيل بيداويد رفض الوساطة والحديث مع "السيد الرئيس صدام حسين" بشأن هذا الشاب وهو من اقاربه او على الاقل من رعيته ،وقد حاول اخرون ايضا من جانب التضامن والتكافل الاجتماعي عندما القي القبض على بعض من المسيحيين الذين اودعوا السجن وكانت لهم علاقة رحم في البطركخانة ، الا ان الجواب كان دوما رفضا قاطعا بدعوى ، الكنيسة لا تتدخل في السياسة وكنتم في حينها سيادتكم قريبا وقريبا جدا من هذه الاحداث والاخبار اليومية وأكيد سيادتكم تتذكرونها جيدا ... فيا ترى ما بدى مما حدى ان تدافعون اليوم عن شخص نكره لأهله وشعبه ..!!
عجبي يا كردينالنا وشيخنا الوقور... هل هكذا تورد الابل أم بالصيف ضيعنا اللبن .

اثر تصريحات بعض رجال الدين في الفاتيكان حول الموضوع نفسه في عام 2005 كتبنا في حينها هذه الاسطر على الرابط التالي :
http://bahzani.net/B%20Ordner/b83.htm

 


 


 

Counters