| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

السبت 2/5/ 2009

 

تطلعات شعبنا وتكتلات البعض في زمن انفلونزا الخنازير *

كامل زومايا
 
أثارث دعوة الدكتور احمد الجلبي بتشكيل البيت الشيعي بعد انهيار الدكتاتورية في 2003 حفيظة الشعب العراقي، فقد حمل عرابها بين طيات ذلك البيت الشيعي الانقسام في لحمة الشعب العراقي ودعوة للتخندق تحت ستار الطائفية، وكان السؤال انذاك وما زال لكل من تتسول نفسه في اللعب في وحدة ومقدرات الشعب العراقي عموما ، هو هل يحتاج اخواننا الشيعة وهم الاكثر عددا من الشرائح االاخرى في الوطن تكتلا خاصا بهم ليرعى مصالحهم .. ؟؟ ثم لمصلحة من العمل على احتقان الشارع وخلق العداء بين ابناء الشعب الواحد والدين الواحد ؟؟ ، أو ليس من الافضل العمل على ارساء الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد هي الضامنة الحقيقية والاكيدة لحقوق أي مجموعة في البلاد شيعية كانت أو غيرها من مسميات ابناء الشعب الواحد..؟ وقد فشلت المراهنة في جعل البيت الشيعي بديل عن الخيمة العراقية ، فبالرغم من فشل اجندته إلا انه عمق بعض السلبيات في المجتمع العراقي في خلق تكتل مناهض له بالتكتل السني، وكانت الغاية من تلك التكتلات والبيوت المشبوه جر العراق باهله في حرب طاحنة اهلية لا سامح الله ومع انها قبرت والى الابد التي كان مخطط لها عبر اجندة مصلحية نفعية ضيقة وهذا شاهد للعيان، فنرى اليوم كل الاحزاب الشيعية منها والسنية ، تنأى عن نفسها بالطائفية، وما فوز قائمة دولة القانون في انتخابات مجالس المحافظات جاءت للتأكيد على فشل المشروع الطائفي ، فلم يكن الفوز الذي حققته قائمة دولة القانون فوزا لحزب الدعوة بقدر ما تم طرح شعارات بفرض القانون والمساوات والاعتماد على المواطنة العراقية والتي من خلالها حصدت نتائجها في فوزها في غالبية مجالس المحافظات او وجودها المؤثر ...

واليوم ومن خلف الكواليس لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري تتجدد الدعوات عبر عراب أو اكثر وكل له اجندته الخاصة بمحاولتهم في استنساخ الحالة الشيعية الفاشلة وذلك من خلال لملمة نيفا من الاحزاب الكلدانية ومؤسساتها بما يسمى بترتيب وحماية البيت الكلداني، وهنا نتساءل ، حماية البيت الكلداني من من ؟؟
من العرب والاحزاب العربية مثلا؟؟؟
أم من الاحزاب الدينية الأسلامية؟؟؟
أم من الكورد والاحزاب الكوردستانية ؟؟؟
أم انها دعوة للمتطرفين الاشوريين لتشمير سواعدهم في تأسيس بيت منافس كما فعل الاخوة "السنة"؟؟؟
أم ان حقيقة الامر لا تعدو الا من أجل عزل الجسم الكلداني من روحه الاشوري السرياني؟؟؟
وبذلك تتحقق اجندة من يغذي في زرع الشك والانقسام في ابناء الشعب الواحد ؟؟؟ فهل هذا هو المخطط ؟؟؟

ان تشكيل البيت الكلداني أو الاشوري بمعزل عن أخيه الآخر تحت اي تبريرات ، سوف تكون تلك التبريرات أقبح من الفعل نفسه، وان عدم اعطاء فرصة للعمل المشترك في الانخراط في العملية السياسية على مستوى العراق دون الدخول في محاكات جانبية بين ابناء الشعب الواحد والعمل على دغدعة مشاعر الناس بكلمات معسولة ألعن واقسى بما يتعرض له شعبنا اليوم من ترويع و قتل وتهجير !!! فمن من تخافون ايها السادة القائمين في تلك الاحزاب الكلدانية؟؟؟ فمن المعروف نحن الكلدان الأكثرية في الوطن والآشوريين والسريان هم الأقلية (لنسمي الاسماء بمسمياتها ما دمنا وصلنا الى القاع بمستوى تفكيرنا وتطلعاتنا )، يتفهم المرء في بعض الاحيان عندما تتكتل الجماعات الصغيرة العدد لمواجهة الخطر من الاكثر العدد القادم ضمن الصراع من اجل البقاء، وما الدعوة للتجميع الا ايمانا منا في محاولة للدفاع عن عمليات اقصائنا وتهميشنا من الاخر الشريك في الوطن وصاحب الاكثرية في القرار السياسي ، والان عندما تتكتل هذه المجموعة ضمن المجموعة الاصغر عددا في عموم البلاد والذي لا نبلغ في عموم العراق في احسن الاحوال عن 2ـ3% جميعا ( كلدان سريان اشوريين )، فضد من يتوجه هذا البيت للتكتل يا ترى ؟؟ بالتأكيد هو ليس موجه ضد الاخرين الذين يشاركوننا او نشاركهم في الوطن، بقدر ما هو موجهة ضد مصلحة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وأن تلك التكتلات التي تطبخ خلف الكواليس كلدانية اليوم وغدا اشورية ان وجدت تسعى الى تمزيق شعبنا وتعد خيانة لتاريخنا ومستقبلنا ولمستقبل ابناءنا .

ان مصلحة الكلدانيين أو الآشوريين في هذه الاوقات العصيبة هو العمل على وحدة الكلمة بفعل ملموس على الارض ليكون بلسما لجراحات شعبنا وليس من خلال كلمات انشائية تسطر في البيانات الختامية التي تشم منها رائحة الانقسام والتشرذم وتعكير وشائج العلاقات الاجتماعية بين ابناء الشعب الواحد.

علينا ان نعلم جيدا إن أي عمل لا يعبر عن لحمة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يعد خيانة حقيقية للقومية الكلدانية ولشعبها اولا ، وان من يريد ان يعيد امجاده الشخصية أو تراثه الديني على حساب شعبنا المغلوب كان الأفضل له ان يبحث عن ذاته الجريحة بين آهات شعبه وبين ثنايا أمته الثكلى ويعالجها بحرص وبرص الصفوف بين ابناء الشعب الواحد وعندها فقط سوف يصل الى مبتغاه وهدفه المنشود .


* انفلونزا الخنازير
ذكرت اخر التقارير الصادرة من الصحة العالمية انه من الممكن ان يصاب نصف سكان الارض بانفلونزا الخنازير ( بدون تعليق )


*
ناشط في مجال حقوق الانسان واللاجئين
 

free web counter