| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل زومايا

kamelzozo@hotmail.de

 

 

 

الثلاثاء 2/6/ 2009


 

دولة الرئيس نوري المالكي
شهداء الدعوة ليسوا سلعة في وزارة التجارة الفاسدة

كامل زومايا *
 
دولة الرئيس نوري المالكي المحترم ،
لا اخفيكم وصدقا ، كنت اتمنى بأن كل ما شاهدته عبر شاشة التلفزيون العراقية هو ضرب من الخيال لسبب مهم ، ان الوزير الفاسد والمفسد هو أحد قادة حزب الدعوة الذي تنتمون اليه، فقد هزتني تلك الصورة لما أكنه لهذا الحزب وشهدائه من احترام كبير كان وما يزال، لنضاله ضد دكتاتورية صدام البغيضة وحزني وألمي العميق لأستذكاري لتلك المعايشة مع شهداء الوطن من حزب الدعوة في زنزانة رقم 5 في معتقل أمن الكرخ ، في ذلك الاستجواب لوزير التجارة وانا اتطلع لبؤسه في اجابته عبر شاشة التلفزيون ، استذكرت شهداء حزب الدعوة محمود ونجم من شهربان وناجي وسعدون من اهالي مدينة الثورة ، صعقت لتلك الدماء الطاهره التي سالت وتلك الايدي الوسخة التي قبضت الثمن ، شهداء افنوا حياتهم من اجل العدل والمساواة بين الناس، كانوا يحلمون ببناء وطن للجميع ويحترم الجميع ، كانوا يتبارون معنا ونتبارى معهم ويحتدم النقاش بيننا في كيفية ارساء العدالة الاجتماعية بعد زوال الديكتاتورية، فتارة يحاججوننا في ( اقتصادنا للشهيد الصدر الاول ) وتارة اخرى نحاججهم بـ (رأس المال ..كارل ماركس) وكانت تنتهي نقاشنا بعبارة ( ان غدا لناظره قريب..) ، كنا نضحك ونبكي معانقين بعضنا البعض (الذكر الطيب لكم يا أهلي الطيبين)

تم تنفيذ حكم الاعدام الجائر بحق شهداء حزب الدعوة في اواخر صيف 1989 ، كان أملهم في تغيير أوضاع الوطن الى الأحسن وأملهم بالقادمين بحمل رسالتهم ورايتهم بكل امانة وشرف، وكانوا مؤمنين بالقادم سوف يواصل المسيرة ، واليوم وبالرغم من اني لست عضوا في حزب الدعوة المناضل الذي اتشرف به ، أشعر بالأسى والحزن على تلك الدماء التي سالت لتصبح سلعة رخيصة بيد ذلك الوزير الفاسد الذي لم يحفظ الامانة لتلك الدماء الزكية والتي جعلت من عبد الفلاح السوداني وزيرا، رصيده اعناق عشرات الالاف من شهداء الوطن ليجاهر هو والاخرين بدمائهم دون حق وبلا خجل .

دولة الرئيس ، الرجال معادن والمناضلين الشرفاء لا ينتمون لاي حزب فانتمائهم الحقيقي لشعبهم ووطنهم قبل كل التسميات ، لذا يا دولة الرئيس، انكم اليوم مؤتمنون لتلك الدماء الزكية، دماء سعدون ونجم وناجي ومحمود والاف الشهداء من مختلف الاتجاهات والمشارب الفكرية التي ناضلت من اجل عراق جديد ، أمانة في أعناقكم بمحاسبة الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات شعبنا المظلوم، وليس عدلا يا دولة الرئيس، أن تكون أرواح شهداء الدعوة والوطن قربانا للفاسدين امثال عبد الفلاح السوداني ومن لف لفهم في وزارة التجارة والوزارات الاخرى ...

وان خيرة شباب العراق يا دولة الرئيس ، التي اعتلت اعواد المشانق في الحقبة المظلمة كانت لا تهاب الموت من اجل الوطن وأملها وسعادتها كبير باليوم القادم الباسم ليعيد البسمة والسعادة لجميع بنات وابناء العراق دون تمييز وهذا عهدنا وعهد الشهداء بكم وبكل الشرفاء في هذا الوطن العزيز .


*
 سجين سياسي سابق

 

free web counter