| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com
gawher75@homail.com

 

 

 

الأثنين 5/1/ 2009



ماذا لو كان رئيس البرلمان من الاقليات؟

كوهر يوحنان عوديش

ودع الشعب العراقي عاماً اخر من عمره ليضاف الى سنوات الهموم والمآسي والمعاناة والحروب التي تزين! تاريخه، لان المعاناة التي عاشها ويعيشها ليست وليدة اليوم بل هي سلسلة من الاعباء والاثقال القيت على كاهله على مدى عقود طويلة جراء السياسة الخاطئة والملتوية التي اتبعها القلة المسيطرة على امور البلد السياسية والادارية والاقتصادية.

لسنا هنا لسبر اغوار الماضي وتعداد المآسي او لاثارة مشاعر الحزن التي تطغي على كل المشاعر الاخرى للانسان العراقي بسبب الحروب والملاحقات السياسية والمعاقبات غير القانونية ( التي اودت بحياة الكثيرين اثر شبهة او وشاية ) واخيراً بسبب اختصار الوطن بشخص او عشيرة او طائفة، لكننا بصدد تذكير المسؤولين الجدد بان ما يحدث في العراق الجديد منذ احتلاله/ تحريره عام 2003 هو اسوأ واخطر وافظع وافجع ما في تاريخه من مظالم ومآس وحروب ودمار، فالوطن الذي كان شعبه معروفا بتناغمه وانسجامه واحترامه ومحبته لبعضه البعض تحول بفضل عصابات الموت والميليشيات الطائفية وقوى الارهاب المدعومة خارجياً الى فصائل وعوائل تفصل بينها الجدران الاسمنتية والسيطرات الطائفية وخوف مشبع بالحذر لا يضاهيه شيء، والحي ذو الاطياف القوس القزحية الذي كان مزداناً بالمسيحي والمسلم والايزدي، بالكردي والعربي، بالشيعي والسني تحول بقدرة قادر! وخلال اعوام قليلة الى حي بغيض يعيش فيه اناس من طيف واحد ولا تنمو في حدائق بيوته الا ازهار من لون واحد.

التقسيم الديني والقومي والطائفي الذي غزا مراكز القرار ومقاعد البرلمان والدوائر الحكومية والمدن والمحلات السكنية، هو نتاج السياسة الخاطئة التي اتبعتها بعض الاطراف والنماذج من الطبقة السياسية الحاكمة في العراق اضافة الى النهج الخاطئ الذي اعتمده بعض الزعماء الروحيين في التعامل مع الظرف الجديد في عراق ما بعد 2003 ، فتقسيم الهرم الحكومي وتوزيع المناصب الحكومية والادارية حسب الانتماء القومي والطائفي اديا الى تفكيك المجتمع العراقي وتنافر الشعب وتناحره.
اكبر خطأ عمد الامريكان الى الوقوع فيه هو التمهيد والعمل على محاصصة السلطة وجعل السياسية طائفية، ولما كانت الاكثرية الساحقة من الوجوه السياسية جديدة العهد بالسلطة ولم تذق طعم المناصب وامتيازاتها، عملت هي الاخرى دون وعي او عن قصد متعمد الى التركيز على المسألة الطائفية بدلاً من التركيز على الوطنية والرقي بالشعب وبناء مجتمع مدني حضاري يحفظ حقوق وكرامة الفرد على عراقيته وليس على انتمائه الديني والمذهبي والقومي.

وفي الختام بمناسبة دخولنا العام الجديد ( 2009 ) الذي نتمنى ان يكون عام خير وسلام لكل العراقيين في الداخل وعام العودة والتنعم بهواء الوطن ومياهه لكل المغتربين، نتوجه بسؤال بسيط الى كل السادة المحترمين في الحكومة والبرلمان الذين ينبذون نظام المحاصصة والطائفية السياسية التي تغزو البلاد ( الكثير منهم عبروا عن استعدادهم للاستقالة! من مناصبهم لانهاء نظام المحاصصة الذي ابتلوا به مخيّرين أو مكرهين منذ عام 2003 ) وهو لماذا لا تختارون عراقي مسيحي او ايزيدي لمنصب رئاسة البرلمان الذي اصبح خالياً بعد اقالة/ استقالة رئيسه السابق محمود المشهداني ؟ ام ان هؤلاء ليسوا عراقيين ولا يحق لهم الترشيح ؟ ام ان التسلسل السلطوي الذي اتفقتم عليه (كردي شيعي سني) سيبقى معمولا به الى اجل غير مسمى، والوطنية تعني ابراز المذاهب وتهميش الاقلية ؟
 

free web counter