| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

 

 

 

 

الأثنين 5/2/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

شكرا سيادة الوزير, نعرف انكم
لا تستحقون هذا المنصب..لكن !!


كوهر يوحنان عوديش

ابو تحسين لم يكن رئيسا للوزراء او مسؤولا كبيرا في حزب معين او قياديا في فرق الموت لتنقل صورته وكلماته عشرات الفضائيات العالمية, بل مواطن عراقي دخل التاريخ بدموعه وصراخه ونعاله, ربما يكون اول شخص يدخل التاريخ بهذه الاشياء, بدموعه الحارة التي كانت تحرق وجنتيه وهو يبكي على العراق ونعاله الذي كان يضرب بها صورة الرئيس السابق صدام حسين بينما غيره من المواطنين مشغولين بالنهب والسلب والسرقة, فهذا الانسان لم يفكر بما يمكن سرقته والحصول عليه من اموال الدولة بل كان يفكر بكيفية الاحتفال بمناسبة سقوط نظام قمعي كمم الافواه وسلخ الاجساد واغتال الطفولة ...كان يفكر كيف ينتقم من رجل دمر العراق وطنا وشعبا, وبصراخه عندما كان يقول:- هذا قتل شبابنا. هذا شرد شعبنا, هذا دمر وطننا هذا دمر العراق.
هذا الانسان لم يكن حاقدا على احد, بل سكب ما في نفسه من غضب والم وعذاب على صورة لرئيس دمر هذا الوطن, حقده كان على نظام دموي يبدد ثروات العراق ويحرق شبابه دون سبب.
لست هنا بصدد سرد مآسي شعبنا في زمن حكم البعث, فهي كثيرة وكثيرة بحيث لا يمكن عدها, بل بالعكس اريد تذكير السادة المسؤولين الذين يحكمون عراق اليوم بأن الشعب العراقي لم يكن حاقدا على صدام كشخص محدد بل كان حاقدا عليه كدكتاتور ورأس نظام فاسد.
قبل ايام صرح سيادة الوزير ( حسين الشهرستاني ) وزير النفط ( اطال الله عمره وكثر امثاله لخدمة هذا الوطن المذبوح ) بأن:- اسعار المشتقات النفطية باقية على حالها حتى شهر نيسان المقبل ...!!! لا اعرف عن اي مشتقات نفطية يتحدث سيادة الوزير؟؟؟ هل يتحدث عن الغاز الطبيعي الذي بلغ سعر قنينته 30 الف دينار ( اي 23 دولار ) ام عن النفط الذي بلغ سعر برميله 260 الف دينار ( اي 200 دولار ) اي اضعاف تسعيرته العالمية ام عن البنزين الذي يباع تجاريا ب 925 دينار للتر الواحد ( اي 70 سنتا ) هذه الاسعار ليست من نسج الخيال اومن بلد من خارج نطاق الكرة الارضية, بل من بلد يعتبر من البلدان الاساسية لتصدير النفط ويملك في احشائه اكبر احتياطي للنفط في العالم. ولكي لا ننسى فأقول ان هذه الاسعار هي مثبتة في الايام العادية اما في الازمات ( وما اكثرها الحمد لله ) فالاسعار تتضاعف.
يقول وزير نفطنا المحترم ان اسعار المشتقات النفطية سترتفع بسبب رفع الدعم الحكومي عن هذه المشتقات. ربما نسي وزيرنا بأن المشتقات النفطية التي يتحدث عنها تباع تجاريا في الاسواق, والشعب لا يستلم حصته وبالاسعار الحكومية الا نادرا ربما مرة او مرتين مثلما يحتفل بأعياد الميلاد ورأس السنة مرة كل عام ( فرحة اغلبية العوائل بإستلامها لبرميل نفط او قنينة غاز بالتسعيرة الحكومية هي اكبر من فرحة العيد )!!. كان الاجدر بوزيرنا ورئيسه واعضاء برلمانه المشلولين ان يرفعوا الدعم عن المشتقات النفطية التي ترسلها حكومتنا المنتخبة!! الى الاردن وبأسعار رمزية بدلا من رفع معاناة شعبنا المبتلى بها والغارق فيها اصلا.
مما لا شك فيه ان لكل دولة استقلاليتها وخطتها الاقتصادية التي يجب ان تكون مرسومة على اساس رفع المستوى المعاشي للمواطن قدر الامكان, لكن في بلدنا ام العجائب فالحال يختلف لان الوزراء المعنيين لا يملكون خيارا سوى التوقيع وتنفيذ الاوامر حتى لو كانت هذه الاوامر تزيد من معاناة المواطن وتثقل كاهله.
وزارة النفط العراقية تمثل العمود الفقري للاقتصاد العراقي خصوصا في هذه الفترة التي دمر فيها الانتاج الزراعي والصناعي, لذلك كان يجب على هذه الوزارة ان تنسق مع وزراة التخطيط ووزارة المالية لكيفية التخفيف عن معاناة شعبنا بدلا من الاجتماع والتباحث مع صندوق النقد الدولي حول كيفية تجريد المواطن العراقي من لقمة عيشه.
( عملية رفع الاسعار بالنسبة للمشتقات النفطية متعلقة بالمباحثات التي سيجريها العراق مع صندوق النقد الدولي ) هذا الكلام ليس لي او لغيري من المواطنين العاديين بل هو كلام الناطق الاعلامي بأسم وزراة النفط. لا اريد التعليق على هذا الكلام سوى: شكرا لوزير اهم وزارة في وطننا للتوقيع على اوامر هيئة مصاصي الدماء الدولي المسمى صندوق النقد الدولي.
نعال ابو تحسين لم يكن موجها ضد صدام حسين ونظامه الفاسد فقط بل كان انذارا لكل من يعقبه في الحكم ويحسب العراق جزءا من ثروة امه او ابوه او اجداده. ترى بعد الذي جرى ويجري في العراق, جرى في زمن صدام والذين سبقوه في الحكم ويجري الان بعد زوال صدام, كم ابو تحسين ونعاله نحتاج لننتقم من قتلة العراق من مسؤوليه.