| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com
gawher75@homail.com

 

 

 

الخميس 30/10/ 2008

 

مسيحيو العراق مآسي ... استنكار ... لجنة ... ومستقبل مجهول

كوهر يوحنان عوديش

كان للاحداث والمتغيرات التي حصلت في العراق بعد احتلاله عام 2003 الاثر السلبي الواضح على حياة العراقيين عامة والمسيحيين منهم بصورة خاصة، فتعرض منهم من تعرض الى القتل او الاختطاف او الاختيار بين اعتناق الاسلام او ترك بيته وممتلكاته، اضافة الى تفجير الكثير من كنائسهم وقتل العديد من رجال دينهم المسالمين الذين صلوا دائماً لخير الوطن وسلامة ابنائه، والسبب لكل هذا واضح ومعلوم وهو دينهم اولا وثانياً كونهم اقلية بلا ميليشيا تحمي وجودهم وتأخذ بالثأر اضعافاً لكل قتيل او مهجر وثالثاً غياب القانون في دولة منقسمة مناطقياً ومحصصة حكومياً.
منذ خمس سنوات والمسيحيين يذبحون ويهجرون والرأي العام العالمي يندد والشخصيات العالمية تستنكر والكتاب والصحفيون ينشدون ويشجبون والحكومة تطمئن وتتوعد !!! والامور تسير من سيء الى الاسوأ، ويمكن لاحداث الموصل الاخيرة ان تكون خير برهان على ذلك فخلال ايام معدودة تم تهجير اكثر من 2000 عائلة مسيحية من بيوتها قسراً وقتل العشرات منهم تحت انظار السلطات الامنية والقضائية في المحافظة دون معرفة السبب !!! او تحديد الفاعل ومعاقبته !!!، والاجراءات المتخذة من قبل الحكومة كان ارسال فوجين من الشرطة الى محافظة الموصل وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وزيارة وفد وزراي وبضعة برلمانيين محافظة الموصل والاجتماع بالقيادات الميدانية والالتقاء بالعوائل المهجرة في ناحية برطلة وسماع شهاداتهم بشأن ما حصل، واخر هذه الاجراءات كان طمأنة رئيس الوزراء المجتمع الدولي على اوضاع المسيحيين !!! ( وهل بقى منهم شيئاً ) وتعهده بأن الحكومة الحكومة ستقوم بإعادة جميع المسيحيين الى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم.
لكي لا نجانب الحقيقة نقول ان كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة تشعر المسيحيين بالطمأنينة وتبعث في نفوسهم التفاؤل والثقة بالمستقبل لكن هل هذا يكفي لعودتهم لبيوتهم دون خوف وبلا تردد ؟ فتشديد العمليات الامنية وحماية كنائسهم والمناطق التي يقطنوها ليست بالاجراء الكافي لحثهم على العودة وكأن شيئاً لم يكن، فماذا عن اعمالهم ومحلاتهم ووظائفهم واماكن دراستهم ؟ هل ستتكفل الحكومة بوضع حارس او حارسين لكل مسيحي يخرج من بيته لغرض من الاغراض ؟ وماذا عن سيارات الشرطة التي كانت تجول في الازقة والمحلات التي يسكنها المسيحيون ونداءاتها المتكررة بوجوب مغادرة المسيحيين لبيوتهم ؟ ام ان هذه السيارات كانت تحت سيطرة الارهابيين والخارجين عن القانون في ذلك الوقت ؟.
عندما تكون في الحرب فأنت تعرف من هو عدوك وتعرف ايضاً موقع الخط الاحمر الفاصل بينك وبينه، اما ان تعيش في مدينة متنوعة الافكار والاجناس هذا يطالبك بفدية وذاك بجزية وذاك بتغير دينك وذاك ..... فكيف ستميز عدوك من صديقك ؟ وعلى أية اسس وقواعد ستعتمد عند غربلتك لهم ؟
نتائج الاحتلال واهداف المحتلين واعوانهم كانت معروفة، وهي تعميم الفوضى وتمزيق النسيج العراقي وتدمير ثقافته وافراغ الوطن من كل مبدع وعالم ومثقف والا ما معنى توظيف امام جامع بمنصب وزير للثقافة ؟؟؟ ولماذا عملوا منذ البداية على تشكيل الحكومة على اسس الاكثرية والاقلية والانتماء الطائفي والمذهبي ؟؟؟

 

free web counter