| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

 

 

 

الأحد 27/1/ 2008



الحكومة العراقية وعناد جحا مع زوجته !!!

كوهر يوحنان عوديش

تعمد مبتكري حكايات جحا وطرائفه الى تغليف فلسفتهم وتسويقها عبر النكت وإضحاك الناس، وليس كما يفعل البعض الأخر حيث يعتمدون الى فرض فلسفتهم وأرائهم بطرق أخرى مثل التخويف والتعذيب والتفجير .... الخ من الوسائل المعروفة لإجبار المعارض على الخضوع والركوع ... ومن هذه الحكايات حكاية جحا وعناده مع زوجته، والتي تنطبق كلياً على العراق شعباً ووطناً.
تقول الحكاية ان جحا كان‏ معتاداً ومتفقاً مع زوجته بالتناوب في تقديم الطعام إلى الحمار.. هو يوم..وهى يوم..‏ وفي يوم من الايام ..‏
قال لزوجته : اليوم دورك في إطعام الحمار.. فقومي وأَدِى واجبك..‏
قالت زوجته : بل هو دورك أنت..‏
وتنازعا بعض الوقت.. ثم قال جحا :‏
‏- ما دمنا وصلنا إلى هذا الحد.. فما رأيك يا زوجتي في شرط !
قالت زوجته :ماذا تعني؟
أجاب جحا : نصمت عن الكلام من الآن..‏
والذي يبدأُ الكلام قبل الآخر.. يقوم بتقديم الطعام للحمار..‏
قالت الزوجة : على كل أنت الخاسر.. فسوف أتركك إلى أعمالي في البيت وبالفعل انصرفت زوجة جحا إلى أعمال البيت
‎ أما جحا فقد جلس على الأرض صامتاً .. كأنه تمثال جامد.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
‏- ثم خرجت زوجته لشراء أشياء من السوق.. وغابت ساعة من الزمان وعادت..‏ فوجدت جحا على حاله.. لا يتحرك.. ولا يتكلم..‏
وجاء الليل.. فذهبت زوجته إلى الجيرانِ ضائقةَ بهذا الوضع..‏
‏- وفى أثناء غياب زوجته دخل لص إلى الدار فرأى جحا جامداً لا يتحرك فتعجب من منظره.. وظنّه مصاباً.. أو أنه‎ ‎لا يرى ولا يسمع.. فأراد اللص أن يتأكدَ من ذلك فأخذ عمامة جحا.. فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ثم أخذ حذاءه فلم يتحرك ولم يحتج على شيء..‏ ووجدها اللص فرصة ذهبية فجمع كل ما يمكن جمعه من البيت.. وهرب..‏
‏- وبعد وقت طويل عادت زوجته فوجدت البيت مسروقاً وجحا في مكانه لا يتحرك.. فهجمت عليه بكل قوة وقالت‎ ‎‏:

‏- أمجنون أنت..‏
ولم يدعها جحا تكمل كلامها.. بل صاح في وجهِها :‏
‏- أنت التي بدأتِ الكلام وعليك أن تذهبي وتطعمي الحمار وكفاكِ عنادا..
عراقنا الديمقراطي الفدرالي الموحد الجديد، الذي يتباهى بنظامه وأمنه واقتصاده ... اسياده الجدد، يشبه كثيراً بيت جحا الذي فرغ من محتوياته وهو جالس لا يحرك ساكنا لان كلامه يؤدي الى نتيجة واحدة مؤكدة وهي اطعام الحمار، فالسادة الذين تسلموا مقاليد الحكم بعد الاطاحة بالنظام السابق ( الذين جاءوا عبر صناديق الاقتراع والتصويت النظيف !!! ) نسوا الشعب والوطن، نسوا سواد الثكالى ودموع اليتامى ودماء الشهداء، فلا يهمهم المليارات التي تنهب ولا الاف الاطنان من النفط التي تسرق يومياً ( ادارة الاحتلال وحكومتنا المنتخبة تكرمت على الشعب العراقي باعفاء صادراته النفطية من العدادات !!! )، ولا معاناة الشعب العراقي ...... ولا .... ولا ...... ، فمهمة اليوم تختلف عن مهمات الامس القريب، عندما كان حاكمي اليوم معارضين ومنفيين، مهمة اليوم هي كيفية الفوز بالكرسي والاحتفاظ به، وليكن ما يكن !!!
‏ ما يحدث بين السنة والشيعة من جهة وبين العرب والكرد من جهة اخرى يدل على ان العراق كوطن واحد انتهى والى الابد، فلا احد بتاتاً من قادة اليوم يفكر كعراقي !!! بل يفكر كشخص مستقل ويعمل على اخذ نصيبه من الكعكة دون نقصان ( رجال اعمال وشركات دخلوا المناقصة على حساب معاناة الشعب )، لذلك نرى عراق اليوم غارق في حرب اهلية تحكم مدنه عصابات مدعومة، وتنعدم فيه الخدمات العامة اضافة الى اختفاء المشتقات النفطية !!! من اسواقه، بينما حكامه وقادة احزابه ورجال دينه الكرام ( الذين حولوا البلد الى كهوف من العصر الظلامي والنساء الى جواري .... ) منشغلين بالسرقة، وتحويل المليارات من خزينة الدولة الى الحسابات الشخصية في بنوك محروسة ومؤمنة، وتصفية الاخر او تهميشه واهماله.
هؤلاء السادة الذين يتباهون بنضالهم وتفانيهم من اجل الشعب والوطن، نسوا ملايين اليتامى والاف العوائل النازحة والمهجرة، نسوا السجون وفضائحها من تعذيب واغتصاب ( حتى الاطفال واليافعين لم يستثنوا من ذلك )، هذه الفضائح التي لا يمر يوم دون نشر واحدة جديدة منها التي تطال النساء او الاطفال او الشيوخ، نسوا قسمهم عند تسلمهم لمناصبهم وبدلا من خدمة الوطن صاروا علة وعاراً.
الصراع بين الاخوة والازواج في العراق يؤدي الى اعطاء الحرية الكاملة للص لتفريغ البيت بكل ما فيه ليس من مواد فقط بل من العقول ايضاً، فمتى يا ترى سيستيقظ العراقيون من غفوتهم هذه.
هل تكفي مئة سنة ؟؟؟ ربما !!!
 


 

Counters