| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com
gawher75@homail.com

 

 

 

السبت 22/8/ 2009



من المسؤول؟

كوهر يوحنان عوديش

اعرف ويعرف اسيادنا الموقرين ويعرف الشعب كله ان الاجابة عى هذا السؤال شبه مستحيلة لان المسؤولين كثر والاسباب متعددة، وغالباً ما تسجل الجرائم التي تمارس بحق الشعب ضد مجهول كما هي العادة في عراقنا الجديد، او ان شماعة القاعدة واتباعها جاهزة لتعليق كل العمليات الاجرامية من تفجير وخطف وقتل ......الخ على رقبتها وبذلك ينام المسؤولين الحكوميين مرتاحي البال لانهم اوضحوا الحقيقة للشعب وهي ان القاعدة مسؤولة عن كل ما يحدث للعراق من تدمير ونهب وسلب وتقاتل على السلطة والمال، ولا احد من المشاركين في الحكم تأتيه الجرأة ليعترف امام الشعب بأن الذي يحدث في العراق انما سببه التنافس الانتهازي والاناني اللامسؤول من قبل الاحزاب والشخصيات المتنفذة للتحكم في ثروة العراق واحتكار السلطة فيه، فلا يمكن لاي كان ان يتهم جهة واحدة معينة مسؤولية كل العنف والتدمير الذي حصل ويحصل في العراق لان العراق اكبر من ذلك، فالقاعدة ومعها بعض التنظيمات المتفقة معها فكريا كانت، وتكون مستقبلاً، سببا في الكثير من المذابح والجرائم والعمليات الارهابية التي اودت بحياة الاف الابرياء من ابناء شعبنا لكن ليست مسؤولة عن الصراع الخفي بين الاقطاب المتنفذة الذي بدأ يطفو على السطح ويسبب المزيد من الالم، وليست مسؤولة عن اختفاء مئات المليارات من الدولارات من اموال الشعب، وليست مسؤولة عن اختفاء الكثير من العراقيين في السجون السرية، وليست مسؤولة عن التعذيب والترهيب الذي يمارس ضد السجناء، وليست مسؤولة عن استيراد البضاعة الفاسدة من قبل وزراة التجارة ( لا تزال قضية وزير التجارة عالقة بسبب منع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي من محاكمته )، وليست مسؤولة عن ما حدث في مصرف الزوية من قتل لحراس الامن وسرقة ملايين الدولارات ( بعد اكتشاف ابطال هذه الجريمة تبين انهم من ضباط الفوج الرئاسي! ابشروا يا قوم جاءكم الامن فناموا بأمان )، ولم تكن مسؤولة كلياًً عن مذبحة بغداد الاخيرة التي راح ضحيتها المئات من المواطنين الابرياء اثر المفخخات والقصف الصاروخي والمدفعي الذي طال الوزارات الحكومية ومقر الحكومة والبرلمان ( افادت بعض المصادر ان منفذي الهجمات والتفجيرات هم مجموعات مرتبطة مع فيلق القدس الايراني! ).

مضت على اسقاط النظام السابق اكثر من ستة اعوام واحوال الشعب تسير من سيء الى اسوأ، فلا الوعود نفذت ولا القوانين طبقت ولا الجنة الموعودة كما اعلنوا بانت، بل على العكس من ذلك تماماً تشرد الشعب واصبح الابرياء لقمة صائغة وسهلة الهضم من قبل الميليشيات والعصابات والمجرمين الذين اصبح الكثير منهم ذا شأن كبير في وزارات ودوائر الدولة، واصبحت ثروة البلد تبدد وتصادر من قبل المسؤولين واولادهم دون مساءلة، وما نراه ونسمعه ونتلمسه ونعيشه خير دليل وبرهان على ما نقول، فالملايين المهجرة من ابناء الشعب ( يدعونهم بالنازحين وكأنهم لا يفرقون بين النزوح والتهجير! ) الذين سلبت بيوتهم وهددوا بالقتل يعانون ويحتقرون في الجوار او في بلدان المهجر لم يذهبوا للتنزه او للترفيه عن النفس بل اجبروا على ترك وطنهم، اما الباقين في الوطن فحالهم ليس بحاجة الى شرح او حتى الى اشارة لان التقارير والاخبار اليومية تبين حالهم للعالم اجمع، ورغم كل هذا بقى اسيادنا الجدد الديمقراطيين الاحرار جامدين بلا حراك ازاء المعاناة والمآسي والمذابح ( هذا ان لم يكونوا هم طرفاً فيها اصلاً ) التي يتعرض لها الشعب العراقي بشكل يومي، وعوضا عن ذلك قاموا بتقوية الميليشات والعصابات لتعزيز نفوذهم وتمرير رغباتهم وترضية شهواتهم الجنونية بالضد من ارادة الشعب ومصلحة الوطن، ضاربين بعرض الحائط ثقة الشعب الذي انتخبهم ودماء الشهداء الذين اوصلوهم الى هذا المنصب ناكثين للعهد والقسم الذي قطعوه على انفسهم امام الملايين من ابناء الشعب والعالم اجمع.

وختاماً لكي لا يعلو صوتنا وتنفضح الحكومة بكامل اجزائها المتفرقة والمتخاصمة نهمس في اذن الحكومة الحالية، التي لم يبقى من عمرها الا شهور قليلة، وننصح كل الحكومات المقبلة بان بناء الوطن لا يتم عبر تعذيب وتهجير الشعب ولا عبر سرقة البنوك من قبل الضباط وافراد الحماية! ولا عبر تقسيم الشعب وتقطيعه ولا بنهب وسلب مال الشعب وتراثه..... بل يتم عن طريق نبذ الانانية وترجيح كفة المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وصيانة ثقة الشعب والوفاء بالعهد والقسم المقطوع.

 

free web counter