| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كوهر يوحنان عوديش

gawher75@yahoo.com
gawher75@homail.com

 

 

 

                                                                                       الأربعاء 12/9/ 2012



بين مضايقات الحكومة وتصريحات السيد يونادم كنا ضاع مسيحيي العراق

كوهر يوحنان عوديش

هجمة اخرى يتعرض لها مسيحيي العراق لاجبار ما تبقى منهم على الرحيل وترك بلدهم الذي ساهموا في بنائه منذ الالاف السنين، لكن الغريب في هذه الهجمة ان منفذيها لم يكونوا من القاعدة او من اعضاء حزب البعث المنحل الذين يصبحون شماعة تعلق عليها كافة الجرائم التي مورست وتمارس ضد المسيحيين سواء كان منفذ الجريمة عضوا في القاعدة او عضوا في احد الاحزاب الحاكمة او ميليشياتها المنتشرة في البلاد، بل ان منفذي الجريمة الجديدة كانوا من قوات الامن وافراد الشرطة !!! التابعين لمكتب السيد المالكي رئيس وزراء العراق نفسه!!!، حيث قامت هذه القوة المسلحة ( وكأنهم يصدون هجمة مسلحة او انهم يهجمون على وكر من اوكار القتلة والمجرمين.... ) بمهاجمة النوادي الليلة والقاعات والمراكز الترفيهية وضرب روادها وتدمير محتوياتها متحججين بعدم استحصال البعض منها على اجازات ممارسة المهنة!!!.

لو كان الامر كما روج له الاعلام الحكومي لما كان هناك من داع للاعتداء بالسلاح على رواد هذه الاماكن وما كان هناك من داع لتدمير محتويات واثاث هذه الاماكن وما كان الهجوم المسلح يشمل الجميع، بل كان من الممكن ان يتم اغلاق النوادي الغير المستحصلة لاجازات ممارسة المهنة قانونا بكتاب مطبوع موجه الى اصحابها دون الاعتداء على حقوق وحريات الافراد ومعتقداتهم كما ينص الدستور المصوت عليه من قبل الشعب العراقي.

اما في ما يخص مواقف الكتل النيابية وممثلينا في البرلمان وتصريحات بعض الاحزاب فيدعو للخجل ويؤكد للمسيحيين انهم بلا قادة وبلا احزاب وبلا مسؤلين وبلا مدافع عن حقوقهم، وفي نفس الوقت يشعرهم بان لا مستقبل لهم في العراق الديمقراطي!!! الجديد وعليهم حزم حقائبهم والرحيل اليوم قبل الغد، فبعد الهجمة الشرسة التي قامت بها قوات رئيس الوزراء وبامر مباشر من سيادته اصدرت قائمة الرافدين النيابية للحركة الديمقراطية الاشورية بيانا تشجب فيه وتستنكر النهج الذي سلكه بعض منتسبي القوات التي داهمت الاندية والجمعيات، وناشدت القائمة النيابية الجهات المختصة في الحكومة عموما وفي وزراة السياحة لتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين والمرافق السياحية، كما وناشدت دولة رئيس الوزراء التدخل العاجل والتوجيه للتدقيق في الامر لكشف ومحاسبة المتجاوزين والمعتدين......

كان من الافضل لقائمة الرافدين النيابية ان تسكت ولا تثير الموضوع لا من قريب ولا من بعيد لان بيانها كان نوعا من التوسل وتجميل للاعمال الشنيعة التي قامت بها القوات المرسلة من مكتب رئيس الوزراء، لان اعضاء القائمة يعرفون جيدا قبل غيرهم ان الشجب والاستنكار لن يجديا نفعا ولن يغيرا شيئا في دولة مثل العراق يحكمها قانون الغاب، اما مناشدتهم دولة رئيس الوزراء التدخل العاجل والتوجيه للتدقيق في الامر لكشف ومحاسبة المتجاوزين والمعتدين فهو امر يدعو للضحك ( لا اعرف هل يضحكون علينا ام على انفسهم!!! )، فكيف يطالبون رئيس الوزراء التدقيق في الامر وكل الدلائل تؤشر الى ان القوات قامت بهذه المداهمات وما رافقها من ضرب واهانة وتدمير كانت بامر مباشر من مكتب السيد رئيس الوزراء!.

اما تصريح السيد يونادم كنا رئيس كتلة الرافدين في مجلس النواب لـ (المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي) الذي يقول فيه " لا يوجد استهداف للمكون المسيحي من خلال قيام الاجهزة الامنية باغلاق النوادي الليلية في بغداد" ويضيف السيد كنا " ما رافق عملية اغلاق النوادي الليلة من تصرفات من قبل عناصر القوات الامنية اتضحت انها تصرفات فردية".

لا اعرف بالضبط ما هو السر وكم هو الثمن المدفوع للسيد يونادم كنا للادلاء بهكذا تصريح بالنسبة لهذه الهجمة بالذات،علما ان هكذا تصاريح ليست غريبة من شخصه، فبعد عملية المداهمة اللاقانونية التي طالت النوادي الاجتماعية وقاعات الاحتفالات والمراكز الترفيهية في بغداد والتي كان من ضمنها نوادي تابعة للمسيحيين، قامت العشرات من المنظمات المدنية والاحزاب السياسية والشخصيات النوابية باستنكار العمل وادانته باعتباره يضيق الحريات ويهضم الحقوق ويزرع الرعب والخوف لدى ابناء الشعب وخصوصا الاقليات غير المسلمة ويجبرهم على الهجرة من بلد يحتقرهم، اضافة الى مئات المقالات التي نشرت في الجرائد وعلى مواقع الانترنيت التي دانت العملية ووصفتها بالظلامية التي تريد اعادة العراق الى القرون الوسطى، مع اتفاق الجميع ان هذه العملية انما هي وسيلة اخرى للضغط على الاقليات غير المسلمة ومنهم المسيحيين على ترك البلد ( والا ما معنى مخاطبة القوات الامنية المهاجمة للمسيحيين في احدى النوادي: باتركوا العراق واذهبوا الى اقاربكم في السويد والمانيا؟ وما معنى تحطيم صورة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان؟ ) فاذا لم يكن هذا استهدافا فماذا يكون اذا؟ وكيف يكون الاستهداف يا سيادة النائب؟

منذ عام 2003 والمسيحيين يدفعون ثمن كونهم مسيحيين فقط ليس الا، فرجال دينهم يغتالون وغيرهم يختطفون ويقتلون بابشع الصور وكنائسهم تدمر وحرياتهم تقيد، حيث ادت هذه التصرفات الى تهجير ما يقارب من نصفهم الى خارج البلد وكادت المحافظات الجنوبية تخلو من المسيحيين، وفي كل هجمة او مذبحة يعيد السيد النائب (يونادم كنا) على مسامعنا نفس الاسطوانة القديمة ويقول ليس هناك استهداف للمكون المسيحي وان ما يحدث للمسيحيين ما هو الا جزء مما يحدث للشعب العراقي، فاذا كان كل ما حدث للمسيحيين لا يعتبر استهدافا فما هو الاستهداف بنظر السيد يونادم يا ترى؟؟؟

يقول السيد كنا في جزء اخر من تصريحه ان عملية اغلاق النوادي الليلية من قبل عناصر القوات الامنية اتضحت انها تصرفات فردية!!!، وهذا يناقض ما جاء على لسان افراد القوة المداهمة انفسهم ويناقض ما نشر في الكثير من الجرائد، التي تؤكد ان افراد القوة الامنية كانوا يرتدون الملابس العسكرية وقالوا لاصحاب احد النوادي انهم بامرة فاروق الاعرجي ... ومرسلون من مكتب المالكي!.

بين كل مذبحة واخرى وبين كل هجمة واخرى تسفك دماء طاهرة وتهجر ظلما عوائل مسيحية برئية فهل يا ترى يكف اسيادنا الممثلين ( الذين يعتبرون انفسهم ممثلين عن المكون المسيحي!!! ) عن تشويه الحقيقة وتجميل وجوه المتسببين بمأساتنا امام انظار العالم مقابل منصب كارتوني وحفنة من المال الحرام.
 

 

free web counter