| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الجمعة 3/10/ 2008



حـول الغاء الفقرة 50
مشـاريع عبثية يجب ان لا تمـر

كمـال يلـدو

من خلال متابعتي لأعتراضات رئاسـة الجمهورية والتفسيرات التي طرحها رئيس البرلمان وبعض السياسـين العراقيين حول مشـروعية الغاء الفقرة (50) من قانون انتخاب مجالس المحافظات والتي كان في صلبها الغاء فكرة (الكوتا) في مسـألة تمثيل الاقليات في (بعض) المحافظات التي يتواجدون فيها حضـرني مثل نتداوله في المجتمعات الكلدانية : " كـناوا زخـمـه اكمأره مــر بيـثـه" وتفســير المثل يقـول : " ان الحـرامـي القوي ، يـلقـي بصاحب البيت في الســـجن " . وهـذا بأختصـار مـا جرى ويجري اليوم تجاه ابناء الاديان والقوميات الصغيرة في العراق. فكل ما تعرض ويتعرض لـه ابناء هذه الجماعات من اســتهداف من قبل عصابات الجريمة والميليشـيات مضافا اليها تقصـير الدولة في حمايتهم، مما حمل الكثير منهم الى مغادرة مناطقهم الاصلية والذهاب الى مناطق اخرى او بمغادرة العراق طلبا للأمان ،يضـاف الى ذلك والغاء وجودهـم في العديد من لجـان صـنع القرار السياسي مثل (لجنة صياغة الدستور ، لجنة الاشراف على الانتخابات ولجان كثيرة تابعة للبرلمان)، كل هذا يـدفع للتفكير بأن ما جرى حول المادة (50) لم يكن خطأ مطبعي ولا هـفوة ، بل كان رأي يعبر عن موقف جدير بالمناقشــة .وهنا لا بد من مراجعة بعض الاحداث الاخيرة التي مازال الجسد العراقي يعاني منها ، فهناك قـوى اجتمعت ، متفقة ام غير متفقة ، على لـيّ العملية السياسية ومطاوعتها لتخدم مصالحهم او تخريب كل ما جـرى ، تارة بتأجيج الصراع الطائفي ، ومرة الديني ، وتارة القومـي ، واليوم في اســتهداف النســيج العراقي بأعـرق مكوناته . هذه القوى تتربص لأيـة فرصـة من اجل ارجاع الكرة الى المربع الاول حالما تظهر في الافق بوادر استقرار وتوجه ســليم في البناء . يقينـا ، لم يتوقع احدا ان تثار هذه القضية من قبل ، والاغلبية كانت مستكينة واعتبرت هذا التمثيل حق مشــروع وســيقوم المشــّرع العراقي بأحترامــه . ماذا كانت النتيجة ؟ كـــلا ! فـفـي العراق الجديد لا توجد ضمانات و " الخبزة التاكلها لازم تتعب بيهـا" ولا ضير من ذلك .لكن السؤال المهم يبقى في صياغة التبريرات والتي تأســسـت على فكرة الاحصـاء السكاني ، فهـل حقـا كان هذا هو الدافـع .وحتى لو اردنا الحديث عن الاحصاء، فلابأس اذن ، عودوا الى الاحصاءات الموجودة فالأرقام واضحة وجلية ، امـا بعد كل ما جرى لهذه الشــرائح من تهجير وملاحقة ومحاربة وقتل وســبي وســلب لأموالهم ، ونقول اليوم ان نســبهم قلت ، فـفي الحقيقة ، ان هـذا الموقف يكشــف بأن ماجـرى لهذه المجاميـع كان يجـب من بعض البرلمانيون والسياسيون العراقيون ان يجنـوا ثماره فماذا كانت النتيجة ، الغاء الفقرة (50) في تمثيلهم ببعض مجالس المحافظات تمهيدا لألغائهم بالكامل في حال ســرت الرياح كما تشــتهي ســـفنهم !

قـوى وشخصيات وطنية عراقية غير قليلة اعترضت على الغاء هذه الفقرة ، رافقتها حملة مباركة من قبل المثقفين والنخب العراقية (مشــكورة) ، اجبرت بعض الساسة العراقيين على مراجعة مواقفهم وحتى التنصل منها كما فعل القسـم الآخـر ، وهذا يثبت من جديد آهلية العمل الوطني والجماعي المنظم في محاربة القوى والافكار التي تريد شــرا لهذا الوطن وأهـله . القضية لم تنتـه، وســيلجأ الخاســرون الى طرق جديدة ، والوقت ليس للأحتفال ، اليوم بحاجة الى عمل اكبر للحفاظ على ما انجـز والا ، فأن تفكير البعض يجعلني اعتقد بأن البعض لا ما نع لـه من ان يطالب الارض بأثبات عراقيتها قبل ان يســـلمها للأجنبي !
الكل مـدعو الى البحث عن الايادي الخفيــة ، والبعثيـة خاصــة .الكل مـدعـو الى ادانتها وتعرية مشــاريعها ، والكل مدعو الى العمل الجمـاعـي وعلى ابســط المشــتركات ، الكل مدعـو لأســناد المشــروع الوطني غير الطائفـي ولا القومـي المتعصـب ، الكل مدعـو لان يكون هذا العراق للعراقيين .
كلنـا للعراق ، وكـل العـراق لنا .

 

free web counter