| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الخميس 25/3/ 2010

 

حـول انتخابات 2010

قبلنا التحدي ، وفخورين بـه!

كمال يلدو

تتضح نتائج الانتخابات ربما خلال ايام، لكن ارقامهـا الاولية بينت عدم حصول قائمة "اتحاد الشعب" على الاصوات الكافية لنيل اي مقعد في البرلمان القادم . وخرجت بعض المقالات التي حملت ملاحظات من اناس حريصين على مسيرة الحزب ومستقبله ، وملاحظات اخرى من اناس اقل ما يقال عنهم انهم من المتربصين وصيادي الماء العكر، فيما خلص البعض لنتيجة بعدم صلاحية الحزب لهذه المرحلة نتيجة لفشله في هذه الانتخابات وما سبقها في انتخابات مجالس المحافظات .

بدءا اود القول من اني كنت ممن لم يشـــجعوا على المشــاركة بهذه الانتخابات، لأسباب ادرجتها في احدى مقالاتي لكن اســاسها كان ، عدم صلاحية قانون الانتخابات الجائر، وعدم وجود قانون الاحزاب وقانون لتحديد الصرف على الاعلانات الانتخابية، لكن حينما قرر الحزب المشاركة في هذه الانتخابات وتحت قائمة " اتحاد الشعب" لم اتوان ولو للحظة واحدة في تبني هذا المشـــروع (مع الاحتفاظ بكل ملاحظاتي)، وقلت ، معا نقبل التحدي وسننزل للشــارع بمشروعنا الانتخابي .

لم ينتابني اي شــعور بأننا سنكتسح الانتخابات ، كنت كما الكثيرين نتصور بحصول قائمتنا عل 2 – 5 مقاعد نسبة الى تنامي نشاط الحزب والكسب الجديد من الشبيبة وســمعة نوابه والوزير ووكلاء الوزارات ، وهذه النتيجة بالحقيقة هي جيدة جدا استنادا للوضع القائم ، وحينما ظهرت النتائج ، تيقنت اكثر من تحفظاتي الســابقة واضفت عليها مهزلة الغاء نســـبة الثلث من اصوات الخارج .

لكن هـل اخطأ الحزب بدخوله هذه الانتخابات ؟

جوابي المختصر ،لا!
فقـد مثلت هذه الانتخابات وكل ما رافقها من ارهاصات وتشنجات وصراعات، تمرينا صعبا وشـــاقا وهامـا لجيل الشباب الذين انضووا في معترك النضال الوطني ، وشـــكل ايضا امتحانا للقيم والمبادئ التي ننادي بها وبالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ، كما كشـــفت عن مواطن الضعف والخلل في بعض جوانب عملنا ، الا ان الصورة ومن اجل ان تكتمل بكل رتشوها لابد ان نأخـذها كاملة ودون اســـقاط الواقع العراقي الحالي والصراعات الجارية على السلطة من الحسـاب .
لقـد اطلقت حملة "اتحاد الشعب" ولأول مرة اســاليب جديدة (قديمة) في التواصل مع الجماهير وليس فقط ايصال صوتنا لها ، بل الاستماع الى مطالبها ايضا ، ووفرت ارضية حقيقية للتواصل معهم ، لأن الحقيقة لابد وان تنجلي ان عاجلا ام آجلا في وعود الاحزاب المتنفذة للجماهير عشية الانتخابات ، وأن المواطن عليه ان يكتشف بنفســـه الاعيب وممارسات هذه القوى وتسترها على السراق والفساد الاداري والمجرمين .

قبلنا الانتخابات وفخورون بما قدمناه!
ملاحظات كثيرة ربما ســـيطرحها الاصدقاء وأتمنى ان تأخذ كلها مأخذ الجد وأن لا توضع خطوطا حمراء الا بما يتناقض وقيمنا او مبادئنا . ســنرفض اي امتياز مقابل التنازل عن اولوياتنا ، فأن كانت الفضائية مقابل التنازل لا نريدها ، هذا هو واقعنا ، فالقاصي والداني يعرف ان هذا الحزب هو ملك الكادحين والمثقفين والشعراء والادباء ، ولم تتسخ يده بالمال العام او الرشاوي او بهبات دول الجوار او الميليشيات والعصابات ، هذه هي الامكانيات الآن لكنها يقينا لن تبق هكذا . فالشــارع العراقي مازال في حالة الصيرورة بعدما افاق من صدمته عقب 35 سنة من حكم البعث . في انتخابات 2005 كان يبحث عن هويته الطائفية ، وذاق الأمرين من اختياراته ، واليوم يبحث عن تثبيت هويته الوطنية ، فلابأس ، لكن مهمة الحفاظ على ما انجز وتعزيزه هو الضمانة بتطور وعـي الجماهير وحســـن اختيارها . لاشئ يخيفنا او يبعث فينا اليأس والملل ، فأن كانت قضية الجماهير وحاجاتها هي اســاس عملنا ونضالنا اللاحق ، فأعلموا جيدا ان لا حدود لهذه المطالب ، وهذا يعني بالضرورة ان لا حدود لأفق عملنا ، وربما نكون بحاجة الى مراجعة ادوات عملنا ، وحتى الاساليب ، لا عيب بذلك ، فمن يعمل يخطأ والعبرة بالأستفادة من الخطأ لتجنب تكراره.

عندما نـدقق بالمواصفات التي اختارها الناخب العراقي حينما وضع اشارته امام القوائم والنواب الجدد نحتار حقا . فبنظرة ســـريعة لسيرة النائب حميد مجيد موسى "ابو داوود" في مجلس الحكم الانتقالي وفي البرلمان الحالي (ناهيك عن تأريخه الوطني الناصع في مقارعة الدكتاتورية) وحيازته على التقدير والتثمين لألتزامه بجدول عمل البرلمان والحضور الدائم والأسلوب المتوازن في معالجة الامور المطروحة للنقاش، امام هذه المواصفات يحتار الانســان حقا عندما تمنح اصوات الناخبين لأناس مجهولي التأريخ والسيرة ، بينما لا يحصل النائب " ابو داوود" على الحد الادنى لوصوله للبرلمان القادم ، هكذا هو مزاج الشــارع فلا بأس اذن ، لكننا فخورون بما انجزه في السنوات الاربع الماضية .

في حديث لأحد اصدقائنا الطيبين في مدينة ديترويت واثناء استماعه لبعض ايتام النظام المقبور وتشمتهم بنتائج قائمة "اتحاد الشعب" قال لهم : " ان حزبنا غير مشمول بالاجتثاث واسمه ليس مدرجا ضمن الممنوعين بالدستور ، وأن احدا لم يقيم دعوة على الحزب بتهمة استلام الرشــوة او الفساد الاداري او الميليشيات او العصابات المســـلحة ، وهذا يشـــرفنا ، اما الانتخابات ، فهذه ليست نهاية العالم ، بل نحن مازلنا في بداية الطريق ".

 

الولايات المتحدة
آذار 2010


 


 

free web counter