كمال يلدو
الأحد 24/2/ 2008
الـى الفنان فـؤاد ســـالم !
كـمـال يـلـدو
الـى العـزيز فـؤاد ســـالم
تحيـة طيبـة وبعد
وددت ايها الغـالي ان انقـل تحيات الاحبــة لـك مـن مدينـة " ديترويـت " ، اهلـك ومحبيك في الاتحاد الديمقراطي العـراقي ، المدينة التي جمعتنا واياك في ذكريات حلـوة ، وفـي ازمـنة صـعب عـلى البعض ان يقـفـوا مرفـوعي الرأس ، وكنـت انت من تصـدح حنجـرتـه في محـبـة الـوطن واهـلك الطيبيـن .
فـرحت لك حينمـا شــاهدت صـورك وانت تزور البصـرة بعد غياب طـويل ، بصـرة الاهل والذكريات والاحباب ، بصرة المحبين وشـط العرب والميناء والعشــار والجمهورية والزبير والتنومة ، البصرة التي تســجل لك بحروف ذهبية احلى الاغاني والالحان والاشـــعار التي قلتها بهــا . وفرحـت لـك اكثر عندما غنيت العام الماضـي فـي ملعب الشــعب ، ســمعتك جيدا وانت تقـول " كان حلـمـي ان اغـنـي في ملعب الشــعب ، وها هـو حـلمـي يحققه لي الشـيوعيين العراقيين في عيدهم الزاهـي " .
اكتب لك ، لأننا عـلى اعتاب مناسـبات واعياد وطنية حلوة سـتحل علينا قـريبا ، وحتى وانت لاتنام تحـت ســماء العراق ، ولا تتكـحـل عيونك ببغداد ...مدينتنا الجميلة ، المتعبة والمنهكـة ! لكنـي اطمئنـك ايهـا الغالـي ، انت كما كنـت دومـا ، ســفيرا للأغنية الملتزمة الصافية والنقية ، تـدخل البيوت والقلوب دون اسـتأذان من احـد ، دون اســتأذان من الجـلاد ! اطمئنك يا فـؤاد انت حاضـر بيننا وبأســتمرار ، ان كان بمواقفك النبيلة ، بشــخصيتك العذبة ، بغنائـك المشـــّرف او بفنك الراقـي .
صـعبا عـلــّي ان احصـي لك البيوت او المحلات او الآذان التي تصـغي وتسـتمتع بفنـك كل يوم ، وبأمكانك ان تطمئن ، ليس في بصـرتك الجميلة ولا في عراقك ، بل قل ولا حرج ..فالعراقيـون صـاروا يفترشــون كل المنافي والعواصـم المكتوبة وغير المكتوبة وان فرقتهم قليلا الريح الصفراء ، لكن صدقا ، بأمكانك ان تجمعهم فــي اغانيك الفذة عن الوطن ( لا تضيعين العرف ، حنا يابوية رفاكة ، يا بو بلم ، عمي عمي يابو مركب ، غريب على الخليج ، 14 تموز ، بصرتنا ما عذبت محب ، يا طير الرايح لبلادي والعشــرات من الاغاني الجميلة )
العزيز فـؤاد
لايكفـي ان اتحدث عنك او اســمعك كـلام آمل ان يكـون وقـعـه طيبا عـلى قلبـك رغـم اني مطمئن لذلك ، لكـني ايضــا ، اوجـه نـدائــي للأحبـة ، لكـل مـن خـفـفت اغانيك من غربتـه ، وزادت الحانك حـبه للوطن ، ان لا ينســوا فـؤاد ، و طالب غالي ، كوكب حـمزة ،كمال السـيد ، ابو ســرحان ، كاظم اسماعيل الكاطع ، مظفر النواب ، عونـي كـرومي ، حـميد البصري وشــوقية ، خليل شـوقي ، جواد سليم ، جـعـفر حسن ، انوار عبد الوهاب ، سـيتا هاكوبيان ، زهير الدجيلي ، ناظم نعيم ، ادباء وفنانين ومثقفين عظام لا تكفيهم هذه الســطور المتواضعة . قـد تأخذنا مشــاغل الحياة على حـين غـــّرة او تنهكنـا مشــاكل الوطن المســـتعـصية لكن تبقـى انـت وكل هـذه النجـوم اللامعة امـانة فـي اعنـاق المحبيـن ، رغـم ان ظـروف العراق خانتنا قليلا وطـغـى على ســطح الاحـداث اناســا لا ادري من ايـة اثـداء رضـعـت او من اي مـاء شــربوا او لأيـة ثقـافـة ينتمـون ؟
تذكرتـك ايها الغـالي قبل ايام حينما كنت اتصـفح بعض اوراقي القديمة ، وعثرت مجددا على القصـيدة التي اهديتها لـي يـوم اصـطحبك الاحبة الـى " شـــقتي " عـام 1986 وشــاهدت بأم عينك ، مـاذا يـعـني الوطـن لنا ، وكيـف يعيـش العراق فينا . اعـتز بها كثيرا لأنها تمثل شــهادة متواضـعـة لعمـل نخبـة من الوطنيين والديمقراطيين العراقيين فـي بقـعـة منســية من منافـي العالم المتعددة ، عـملـوا وما زالوا بـلا كلل او ملل ، بصـمـت وبدون ضـجيـج ، مـن اجـل ارضـاء ضـمائرهـم ، وعـرفانا للحـركـة التي زرعـت فيـهـم احلـى مـا يكــون .....حب الشعب والوطن !
الى الملحنين الرائعين الذين واكبوا فنـك ، الى الشــعراء الذين كتبوا لك ، الى العازفين وكل من عمل خلف الســتار لأنجـاح مســيرتك ،الـى جـمهورك الطيب والـوفـي ، اليك ايها الغالي فـؤاد ، اهــدي محـبـة المحبين في ديترويـت ، وآمــل لـك الصـحـة والعافية ، آمـل لك ولعائلتك الكريمة الفرح ....
دمـت لنـا ســالما ومعـافــى ايهاالعـزيـز..فـؤاد ســالم !
كـمـال يـلـدو
ديترويت/الولايات المتحدة