| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الأحد 21/6/ 2009

 

الدائرة الانتخابية الواحدة بين انصارها ومناوئيها

كمال يلدو

لـم يعـد خافيا على احـد وبعد افرازات انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة بأن القوى السياسية "الرئيســية" انما تريد الاســتئثار بالســـلطة وكبح جماح اية قوى مهما كان حجمها وازاحتها من طريق المنافسة الشريفة . وقد برهن سير الاحداث لاحقا صحة المقولة التي تنطبق على معظم القوى العراقية والرئيسية منها من ان رفـع شـــعار الديمقراطية والتشــبث بالأنتخابات انما هي وســيلة ورافعة لأيصالهم للكرســي وبالتالي الانفراد بالحكم . فالطريقة التي تم فيها تشكيل الهيئة (المستقلة) للأنتخابات ، وقانون توزيع اصوات الناخبين في مجالس المحافظات وعدم التوصل الى قانون الاحزاب ، وعدم وجود آلية لمراقبة الاموال التي صرفت على الحملات الانتخابية ، وانكشــأف امر العديد من المرشــحين (( والذين اصلا ينتمون الى هذه القوائم المعنية)) الذين تقدموا بشــهادات مزورة وفاز القسم منهم ولم تجر عملية كشف اسمائهم او انتزاع الفوز منهم، انما يؤشـــر الى خلل فاضــح في العملية السياسية الجارية . فكل الاحزاب (صغيرها وكبيرها) تعمل للأســتفادة من الاوضاع الجديدة التي نشـــأت في العراق عقب زلزال التاسع من نيسان وما تلاه ، والكل يعمل حســـب امكانياته وفهمه للأمور في صياغة نمط الدولة العراقية القادمة ، ومما لاشــك فيه فأن التجاذبات السياسية انما هي انعكاس لحالة توازن القوى المطلوب لتحقيق نهجها وروآها للمرحلة اللاحقة ، ومن هنا فأن الهيئات التشـــريعية المنتخبة ســتتحمل في الفترة الراهنة مســؤلية تأريخية في ارســاء نمط الحياة السياسية والمدنية في العراق القادم. وتجربة العراقيين في السنوات الاربع الماضية اثبتت بلا شك ولا جدل عن اية نوعية من البرلمانيين يحتاج العراق .
يعلم القاصي والداني بأن السلطة مغـرية ، وكرسي الحكم وموقع القرار مغر، وســـيخطئ من يتصور بأن القوى الموجودة اليوم والتي ركزت اسسها في انتخابات مجالس المحافظات وهي تتربع على خزينة مالية لم يكن يحلم بها احد، اقول ســـيخطئ من يتصور انهم سيخلون مواقعهم للغير ســـلما ، اما شعار (التبادال السلمي للسلطة) فهـو ليس الا ادعاء سمج يــسـتخدمه معظم هؤلاء الســـاسة .

ان حصيلة انتخابات مجالس المحافظات، ومعظم الشخصيات او القوى التي فازت ، والطريقة التي جرى بها الاســتحواذ وســـرقة اصوات ناخبين لم يصوتوا لهم تثبت كذب وبطلان ادعاآتهم بالتبادل السلمي للسطة, اما التستر على سلبيات ( وسرقات) مجالس المحافظات السابقة والعديد من الوزراء الغير كفوئين فهو بلا شــك يندرج ضمن فهم هذه القوى الرئيسية للسلطة ولكيفية المحافظة عليها حتى وان تطلب الامر الخروج عن مبادئهم وقيمهم الدينية والوطنية والتي طالما نادوا وتاجروا بها لعقود وعقود .

ان مشـــروع اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة ، هـو مشــروع وطني وواقعي ومطلوب ، وهــو يضمن بالضرورة الفرصـة لكل القوى (صغيرها وكبيرها) في ان لاتتبدد اصوات ناخبيها بل ان يجري الاستفادة منها بشــكل حقيقي، اما من يقف ضـد هذا المشروع فهـو انما يبــّيت امرا خطيرا للعملية السياسية برمتها ، ليس اقلها اقصــاء القوى السياسية الاخرى وتحويل العملية السياسية الى ســـاحة تتقاذف كرة الحكم بها قـوتين او ثلاث بعد ان يتم التبويس والتقبيل وتمسيح اللحى فيما بينهم تحت شــعار (( هاي الي ..وهاي الك)) والا بماذا يفســـر اصرار بعض القادة الذين ينتمون للكتل الرئيسية من رفض فكرة (الدائرة الواحدة) والمضي قدما في اعتبار العراق متعدد الدوائر رغم ان فكرة الدائرة الواحدة لاتضرهم ولا تســـحب منهم ولا حتى صوتا واحدا.
ان من يراهن على الدخول في الانتخابات القادمة دون وجود :
1- قانون اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة
2- وجود قانون عصري للأحزاب
3- وجود قانون ينظم عملية المراقبة على صرف الاموال في الحملات الانتخابية
4- وجود قانون عادل في حساب الأصوات الزائدة للناخبين

اقول، انه وبدون تحقيق هذه الشـــروط فأن هـذه القوى( الصغيرة والمتوسطة) فأنما تضفـي الشــرعية على اكبر عملية تزوير في تأريخ الديمقراطيات ، وتعطي الضوء الأخضر لمن لايؤمن بالتعددية او التبادل السلمي للسلطة ، وتمنح (مجانا) اصوات اعضائها ومؤيديها الى مجموعة من السياسيين مازالوا ينظرون للعراق ك ((كعكعة)) دســـمة يتحينون الفرص لأقتطاعها في اية فرصة ممكنة ، وتمنح اعداء الديمقراطية ورقة رابحة بأسم الديمقراطية يتاجرون بها امام الامم المتحدة ودول العالم بدعوى ان في العراق انتخابات عامة تشارك فيها كل الاحزاب.

مطلوب من كل القوى التي يهمها امر عدم تهميشــها وشــطبها من العملية السياسية، العمل الجاد في تحشـــيد البرلمانيين وقادة القوى السياسية المؤيدين لفكرة (الدائرة الواحدة) وتقديمها الى الرئاسات الثلاث والقضاء العراقي, ومطلوب ايضا تحشـــيد الجماهير العراقية وخاصة تلك التي جرى الســطو على اصواتها في الانتخابات الماضية ، ومطلوب ايضا التوجه الى وســائل الاعلام وطرح هذه المطالب والاستفادة من الندوات الجماهيرية وتحويل الامــر الى مطالبة وطنية رئيســـية تفتح الباب للمشــاركة في العملية السياسية من باب الثقة المتبادلة وليس من باب الترصد، وحتى لايصبح المشــهد العراقي عبارة عن تبادل ادوار بين ( التيار المحافظ والتيار الاصلاحي!) .

لتتحد الجهود ، كل الجهود ، وليجري التوجه للجماهير ، صاحبة المصلحة الحقيقية ، للمطالبة بجعل العراق دائرة انتخابية واحدة واصدار القوانين اللازمة لتنظيم العمل السياسي في العراق، ولنقطع الطريق عن ورثة عـقـول الانظمة الشمولية و"الحزب الحاكم"، من مصادرة اصوات وحقوق المواطنين ، ولتكن ثورة " اين اصواتنا " التي تدور رحاحاها بالقرب من العراق، درســـا للكل ونبراســـا للناخب العراقي .

وبدون ذلك ...سيكون الحديث عن البرلمان الجديد والديمقراطية الموعــودة ، والقوى التي تريد اعمار العراق .............كلام هــراء .

 

حزيران 2009
 


 

free web counter