كمال يلدو
الثلاثاء 19/5/ 2009
المشـــهداني كوميديا بائســا
كمال يلدو
"رضينـه بالشــوم والشــوم ما رضـه بينــه"
لو ســألت اي عراقي عاقل لذكرياته عن محمود المشهداني (رئيس البرلمان المُقال - او المطرود -) لما اجابك الا بأبتسامة ســاخرة عن هذه الشخصية ، التي طبعت بالتصريحات السوقية ، وحال الهرج والمرج الذي كانت تعم جلسات البرلمان تحت قيادته الرشيدة جداً . ولقد نشرت جريدة الشرق الاوسط في عددها 11129 والصادر يوم يوم الاثنين 18 آيار 2009 تصريحا له جاء فيه :
" لا يشــعر باي حساسية تجاه عودة البعثيين ضمن قواعد اللعبة السياسية " و " فلا يعقل ان يسمح للحزب الشيوعي بالمشاركة ويهمل حزب البعث ، فهؤلاء الشيوعيون مارسوا في 1958 ابشع انواع العنف، فلماذا يسمح لهم بالعمل الآن؟ "
والحقيقة ان من حق اي انسان ان يقرأ التاريخ كما يشــاء ، اما ان يكذب ويزوّر ويسّـــوق الاحداث ويعقد المقارنات بهذه الســذاجة فهذه هي المأســاة بعينها.
وقراءة للسطور وما بينها تكشف قضيتين ، الاولى هي جهل المشهداني بتأريخ العراق ، وتأريخ ثورة 14 تموز والقوى التي حاربتها والتي كانت في مقدمتها بريطانيا وامريكا عبر دول الجوار ومصر مستخدمين بعض القوميين والبعثيين حتى تمكنوا منها والمفروض انه يعرف التفاصيل الباقية ، اما القضية الثانية حول "عدم حساسيته" من عودة البعثيين، فهي ادل اشارة بأن موعد دفع الفاتورة للذين اوصلوه الى البرلمان قد حان ، خاصة وانه ينعم براتب تقاعدي (نتيجة خدماته الجليلة) ، وحماية وجواز دبلوماسي وســمعة وظيفية ووو الخ .
اما من اوصله للبرلمان وهذه هي المفارقة ، فجزء منها يعود لنضالات الشيوعيين (وغيرهم) ضد الانظمة الدكتاتورية والرجعية وقوائم الشهداء منذ 1958 ولحد اليوم .
تعســـاً للزمن الردئ الذي اوصل هذه النماذج الى حيث ما وصلت ، وتعســاً "للديمقراطية" ولصناديقها المزوّرة التي جعلت من بعض "الواوية" ........ " ســـباع ".
آيار 2009