| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

السبت 17/1/ 2009



تضـامنا مع السجناء العراقيين في السجون السـعودية

" أم القتيل تنام لكن أم المهدد بالقتل ما تنام"

كمال يلدو

تتحمل الحكومة العراقية ومؤسـسـاتها مســـؤلية قانونية واخلاقية في الدفاع عن ابنائها وخاصة في قضية حسـاسـة كقضية المعتقلين العراقيين في السـجون السـعودية، والمهددين بتنفيذ احكام الاعدام بحق قســم منهم، لا بل ان بعضهم قد نفذ فيه الحكم!
ان منظر امهات السجناء وعوائلهم واهاليهم يبعث على الالم والاســى، وما يحزن اكثر هـو الصمت المريب من لدن الجهات الرسـمية العراقية والتي لم تحرك ســاكنا حتى الآن (على الاقل اعلاميا بأستثناء مبادرة السيد الربيعي والتي تدور حولها شـائعات كثيرة).

ومن حقنا ان نتســـائل:
ما الدور الذي قام بـه البرلمان العراقي حتى الآن (مجتمعا)؟
ماذا فعلت وزارة الخارجية العراقية بشــان، هذا الملف؟
ماذا فعلت وزارة حقوق الانسان ومؤسـسـات المجتمع المدني المعنية؟

الكثير من العراقيين ربما لايلمون بموضوع السجناء العراقيين في السعودية، ربما لكثرة الملفات السـاخنة ولأن ماكنة القتل مازالت تحصد يوميا ارواح العديد من الضحايا وعندها تضيع بين الاســطر اخبار السجناء. لكن هناك جمهرة عراقية جلهم من ســكنة محافظة المثنى القي القبض عليهم في السعودية وأودعوا السجون وحكم على معظمهم ، لابل فقد نفذ حكم الاعدام بقسم منهم والعدد كما يشــأع يتراوح مابين (500-600) مواطن وجرت هذه العملية خلال السنين الخمس الماضية. ومن باب الانصاف اقول ، ربما يكون دخولهم مخالفا للقوانين، وربما قاموا بأعمال او تجارة محرمة وربما امور كثيرة لكن السؤال يبقى باحثا عن الجواب الشــافي، اي حينما يخطئ مواطن عراقي في دولة اخرى (جارة) ياترى من يدافع عنه غير دولته، ناهيك عن هذا العدد الكبير ، واذا كانت الاحكام بهذه القسوة (قطع الرأس بالسيف) ياترى من غير دولته تدافع عنه؟؟اســئلة ليس هناك مايبرر تقاعس الجهات الرسمية عنها ابدا، خاصة لو اردنا المقارنة بيننا وبين الدول الاخرى والتي يبدو ان ابناءها اغلى من ابنائنا (حادثة الممرضين البلغار في ليبيا مثلا) .

ربما لو تفضل المتحدث الرسمي بأسم الحكومة العراقية وظهر امام الاعلام واجاب على تساؤلاتنا حول هذا الموضوع ، قد يبدد بعض الغموض عن القضية:
هل تدخلت الحكومة العراقية رسميا لدى الجهات السعودية وماذا كانت النتائج؟
هـل شــكلت لجان من المحامين العراقيين للدفاع والمرافعة عنهم ؟
هـل جرى تـدخل عربي او اقليمي او دولي بشــأن ملف المعتقلين ، وماذا كانت النتائج؟

قد لا يختلف اثنان بأن الاوضاع الجديدة في العراق تثير الريبة لدى بعض الانظمة المجاورة، ولكن المشهد يختلف كليا بشأن هؤلاء المواطنين الذين الصقت بالكثير منهم تهم ليس لها مساس بألامن او السيادة السعودية، فهم ليسوا جواسيس ولا قوات امن خاصة ولا مجاميع تريد قلب النظام انما اناس دفعت اغلبهم الحاجات الحياتية للبحث عن مصدر معيشــة لا اكثر ولا اقل في ظل الفوضى العارمة التي سادت وتسود الوطن والاهمال والفساد الاداري وقلة المشاريع في المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية منها ...فهل يستحقون حكم الاعدام ؟
يقينا ان هناك حقائق لايجب تجاهلها في هذا الموضوع ومنها، ان محافظة المثنى مجاورة بمئات الكليومترات للسعودية، وان التجارة قائمة منذ مئات السنين، وان العلاقة بين البشر قائمة منذ الازل، وما نحن بحاجة له الآن هو تنظيم هذه العلاقات حتى لاتخرج عن المألوف، رغم ان الجارة المسلمة والشقيقة تخطط لبناء سياج بينها وبين العراق، ومن جانب آخر فان بيد العراق اوراق كثيرة (لو احسن استعمالها) للضغط على السعودية في هذا الملف، أوجز قسما منها:
اولا) عن طريق وزارة الخارجية العراقية وسفيرها في السعودية
ثانيا) عن طريق رئاسة الوزراء او الجمهورية او البرلمان
ثالثا) عن طريق جامعة الدول العربية ومؤسساتها
رابعا) عن طريق المؤتمر الاسلامي
خامسا) عن طريق الصليب والهلال الاحمر الدوليين
سادسا) عن طريق منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة
سابعا) عن طريق الحلفاء المشتركين بين الدولتين
ولو عزم العراق حقا، فهناك فرص كبيرة للنجاح، لأن السعودية وببساطة ليست بحاجة لعداوة العراق او لعلاقات ملغومة مع جارتها الشــرقية.
قلوبنا معكم ايها الاخوة العراقيين في ســجون الســـعودية، وقلوبنا مع اهاليكم، مع امهاتكم وزوجاتكم وكل عوائلكم ، ونأمل اليوم الذي تكتمل فرحتكم بأطلاق ســراحكم وعودتكم الى عوائلكم، فنحن نعرف جيدا حجم معاناتكم ومعاناة كل من يحبكم.

اما لقناة الفيحاء، فلها الشــكر والتحية، فقد برهنت وعن جدارة مهنيتها العالية والتزامها برســالة الاعلام الانســأنية وبتبنيها لمعاناة وآلام وأحلام المواطن العراقي .والى الدكتور محمــد الطائي مقدم برنامج "فضاء الحرية" والى كل الفنيين والتقنين والعاملين معه... قبلة عراقية حارة على جباهكم تســتحقونها على العمل الرائع والتغطية الممتازة والجهد النبيل الذي تقومون به.
ودعوة مخلصة الى المثقفين العراقيين، الاعلاميين والمبدعين والفنانين وكل النخب الوطنية ...دعوة للدفاع عن هذه الجمهرة العراقية والتي حرمت من ابسط حقوق الانســان الا وهي حق الدفاع عن النفس بتكافؤ. وتذكروا ان هناك امهات ثكلى، وكما يقول مثلنا،
" ام القتيل تنام لكن ام المهدد بالقتل ما تنام" .


الولايات المتحدة
 

free web counter