| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الأربعاء 16/11/ 2011

 

الناشطة اليمنية توكل عبد السلام كرمان من ديترويت :
" نحـن لن نختار طريق آخر غير طريق الحرية"

كمال يلدو
طريق الشعب ( ديترويت)

في ســـوح النضال كانت ، وأفترشت منذ اشهر خيمة في ساحة التغيير وسط صنعاء ، وعلى بعد امتار من جامعة صنعاء التي انطلقت منها شرارة الثورة اليمنية . عرفناها ناشطة وطنية صلبة لا تلين ، عرفناها متحدثة لبقة وتنقل رسالة المنتفضين بأفضل ما يكون ، كانت حميمية مع الأعلام والأعلاميين ، لم ترهبها التهديدات ولا المساومات ، ولم يخيفها مشهد دماء اليمنين وهم يسقطون صرعى او جرحى بأيدي عساكر على عبد الله صالح ، منحتها الثورة اليمنية شرف ان تكون من ابرز قادتها ، وحينما حانت الساعة ، كانت على موعد مع ارقى تثمين عالمي لها، يوم منحتها لجنة نوبل العالمية ، جائزة نوبل للسلام للعام 2011 مشاركة مع الين جونسون سيراليف رئيسة ليبريا ، والين جبوي ، وذلك لدورها في مواجهة العنف ضد المرأة والدفاع عن حقوقها في ظل الاهتمام بمجتمع مدني يعيش في سلام. ، وحينما تلقت " توكـل" الخبر قالت : هذه الجائزة هي للثوار ، للشهداء والجرحى ، للصامدين في ســوح التغيير ، لكل الشباب العربي الذي انتفض ضد الدكتاتوريات والحكومات القمعية .

نعم،هي ذاتها توكل كرمان، تزور ديترويت بدعوة من الجالية اليمنية ونشطائها ، ومؤيدي انتفاضة الشباب ، في لقاء يفيض بروح الثقة بالنصر والأمل بمستقبل زاهر لشباب اليمن ، بموعد قادم لا محال لمحاكمة الجلادين وتحقيق العدالة المغيبة عن اوطاننا .

كان جدولها لهذه الزيارة القصيرة جدا مزدحم بالمواعيد واللقاءات ، وعصر هذا اليوم الأحد 13 نوفمبر 2011 ، منحت جزءا من وقتها للقاء الصحفيين والأعلاميين فرصة الحديث معها عن قرب ، فدارت الأسئلة حول اهم محاور الوضع اليمني وكانت :
1) الى متى سيستمر الرئيس صالح في المماطلة بالتوقيع على الأتفاقية ونقل السلطات ، وحتى متى يبقى المفسدون يحكمون في البلد؟
2) لماذا انت هنا ، وما الغرض من زيارتك ؟
3) كيف يمكن لك شرح قضية الترابط ما بين مشاركة قوى اسلامية في الأنتفاضة ، وما بين رفع شعار الديمقراطية ؟
4) كيف تقيمون موقف الأعلام (المحلي والعربي والعالمي) من ثورتكم؟
5) هل سترفعون من وتيرة نضالكم ، وتطرحون قضيكم على الصعيد العالمي عبر الوفود ؟ وهل حان الوقت لكي تطرحون برنامجكم للمرحلة القادمة بشكل واضح ، حتى يطمئن العالم للتعامل معكم؟
6) كيف تقيمين زيارتك لحد الآن؟
7) مرة اخرى حول المخاوف من سيطرة التيارات الأسلامية على الوضع ؟

بدأت الناشطة توكل كرمان اجوبتها بالقول: اننا نعرف ان علي عبدلله صالح يماطل بالتوقيع على الأتفاقية بغية تسويفها ،ونعلم ان المفسدين مازالوا يحكمون ويعبثون ببلادنا، ولهذا ندعو الرأي العام العالمي الى تقديمه للمحاكمة بتهمة جرائم القتل ضد المتظاهرين السلميين ، نحن "لم نمل من ثورتنا ، وسنستمر بها حتى نهايتها المظفرة" .حتى نبني الدولة المدنية الديمقراطية التي نريد . وزيارتي هذه تندرج ضمن الحملة التي نقوم بها لفضحه عالميا ، وتحميل الرأي العام العالمي المسؤولية لشعارات قيم العدالة والحرية التي ينادي بها . ان العدالة تتطلب وقف نظام صالح من قتل المتظاهرين ، وأن يتعاملوا مع ثورتنا مثلما تعاملوا مع الثورات في تونس ومصر وسوريا . سمعناهم يجمدوا ارصدة الطغاة ،و يضعوا عقوبات خاصة عليهم . ان ثورتنا السلمية تمكنت ( حتى الآن ) من اسقاط صالح في الداخل. فهو فاقد السيطرة على معظم المحافظات ، وما تبقى له هـو مربع بسيط في صنعاء ، وهو يمتلك الأسلحة داخل المربع ، مع بعض الوحدات العسكرية التي يرأسها اولاده . وحول دور بعض القوى الأسلامية في الثورة قالت : ان هذه الثورة لم يتبناها تيار محدد ، وفي ثورتنا الشبابية لا نسأل عن الخلفية الدينية او السياسية او المناطقية او المذهبية ، هذه ثورة شعبنا، وهي ثورة قيم وأخلاق. ان شعاراتنا باتت واضحة بعد هذه الأشهر والتضحيات ، نحن ندعو الى الحرية والعدالة والديمقراطية ، الى التساوي بين المواطنين في ظل دولة مدنية. ان اي تيار يأتي بعد الثورة يمينيا كان او يساريا ، ولا يلتزم بهذه المبادئ ، ستقول له الثورة الشبابية ، ارحل. اما بخصوص الأعلام فقالت: اعلام اليوم ليس مثل الأمس ، قديما كان الأعلام ملك للدكتاتوريات ، اليوم يجد الشباب فسحتهم في الأعلام ، ولابد من القول ان الأعلام العالمي تطور ، فهناك من ينقل مظاهراتنا ، وبياناتنا ونحن ممتنون لهم ، الأعلام لم يعد بيد السلطات القمعية فقط . اما عن البديل فقالت : نحن لدينا البديل عن علي صالح ، لدينا مجلس انتقالي انطلق منذ 16 تموز ، وأعقبه مجلس وطني يمثل البرلمان الأنتقالي .ان مشروع الدولة الأنتقالية موجود، وكذلك الرئاسة ، ولدينا خطة للسير بالبلد حتى صياغة دستور جديد يضمن الحقوق والحريات، ويحقق الشراكة السياسية، ويؤكد على التساوي بين المواطنين في ظل الدولة المدنية الحديثة .

وبخصوص زيارتها للولايات المتحدة

قالت : لقد اسعدني ان التقي بالطلبة العرب في جامعة ( آن آربر – مشكان) ، وقبلها في جامعة هارفرد ، وسعادتي اكبر بلقاء الجالية العربية ومنظماتها ، ويمكن لهذه الجاليات ان تفعل الكثير في مجال التضامن ، اما الشعوب ، فقد قررت الثورة وهي تستطيع اكمال مشوارها . الشباب اليمني قرر الثورة ، ودفعنا الدماء الغالية ، وفي سجلنا لحد اليوم بحدود 21 الف ما بين شهيد وجريح ( أمرأة ، رجل وطفل) .

في الختام شكرت كل من قام على زيارتها هذه ، وسهل عليها مهمة اللقاء بالمسؤولين والجاليات ، وأكدت مرة اخرى على عدم الخوف من الثورة اليمنية ، وعدم الخوف من التيار المتطرف ، الذي سيخضع لقانون الحياة ويتغير ، وذكرت ان التعدد مطلوب ، والتنوع ايضا ، وأختتمت كلامها بالقول : " التطرف ينمو مع الأستبداد والدكتاتوريات، اما مع العدالة والديمقراطية فأنه يخف" .



 تشرين ثان 2011

طريق الشعب العدد 69 - الأربعاء 16/11/ 2011


 

free web counter