| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الأثنين 14/4/ 2008

 

لمناسـبة الذكرى ال60 لمؤتمر السباع الخالد


عصام الصفار...

مسيرة مفعمة بين إعدادية البصرة ولجنة التنسيق - أجرى اللقاء: كمـال يـلـدو
 

أجرى اللقاء: كمـال يـلـدو

سـتون عاما قـد انقضـت على تلك الملحمة التي احتضنتها سـاحة السباع والتي انبثق عنها " اتحاد الطلبة العام" ليواصل مسيرته لاحقا بعد قيام الجمهورية بأسم ”اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية". ويعز علينا والعراق يمر بهذه الظروف الصعبة أن لا تكون لجمهرة غير قليلة من المناضلين الذين حملوا راية الاتحاد دون أن يكونوا حاضرين رغم تعدد المنافي و تبدل الحكام ســنبقى نحلم بالغد السـعيد لهذا الشــعب وبالأمل لكل أبنائه. وبهذه المناسـبة كانت إطلالتنا مع الزميل العزيز "عصـام الصـفار" ابن البصرة العزيزة والذي ينحدر من عائلة أنغمر أبنائها بالعمل الوطني، وعندما فتح عينيه سـمع بالمنشـور والمظاهرات والاعتصامات، صـارت هذه المفردات لصيقة به لعشــرات السنين. فتحت ثورة 14 تموز المجيدة الأبواب مشــرعة للعمل الوطني والنقابي، وهو لما يزل يافعـا كانت الصدمة كبيرة عليه وعلى أبناء عائلته ومدينته حينما اغتيلت الثورة وهي في المهد فتمرس عوده وصـلب، وعشــية الخامس من حزيران 1967 كان انتســابه إلى اتحاد الطلبة العام حينما كان طالبا في " إعدادية البصرة" وامتد هذا الانتماء لعقود من الســنين لازالت ذكرياتها طرية وحلوة في الأذهان، رغم المحن وتعدد المنافي ليســتقر به الحال في مدينة لندن الكندية.

توجهت بالسؤال إلى عصام عن ابرز نشاطات الاتحاد آنذاك فقال: كانت ابرز نشاطاتنا مهنية، كنا ندافع عن مصالح الطلاب، احترام قدسية الحرم الجامعي من التدخلات، حرية الرأي، الإشراف على الطعام في نوادي الطلبة، حل المشـاكل العالقة بين الأساتذة والطلبة، قضية الكتب المدرسية والطلبة ذوي الدخل المحدود وكذلك أنظمة القبول، أي باختصار ما يهم الطلبة نقابيا. وســألته، وماذا عن السياسة؟

قـال: لا يمكن حجب السياسة عن هذا الفصيل المهم والملتهب بالمشاعر، خاصة ما كان يجري في العراق والمنطقة، طبعا مهم، لكن الأنظمة لم تكن ترغب بهذه النشاطات إلا بما يكون في خدمتها.

ننتقل إلى مرحلة الجامعة في السبعينات، ومع الانفراج النسبي أيام الجبهة ماذا حدث؟

في تلك الأيام يجيب عصام، كانت نشـاطاتنا كثيرة وكان اتحاد السلطة "الاتحاد الوطني لطلبة العراق" ينظر لنا بريبة، وحاول باستماتة السيطرة على الحياة النقابية في المؤسسات التعليمية، وللأســف نجح بفعل دعم السلطة والمخابرات لهم، وأفرغت الحياة الجامعية من المؤسسات المهنية وصارت بدلها مؤسسات أمنية لإرهاب الطلبة.

هـل توفرت لك الفرصة لتمثيل الطلبة في الجامعة؟

نعـم يجيب عصـام، مثلت الطلبة الشيوعيين في البصرة وكان هذا لفترة قصيرة، ثم سـاءت الأوضاع السياسية فتعرضت للمضايقات والملاحقة.

وماذا جرى بعد ذلك؟

يجيب: اضطررت لمغادرة العراق وتوجهت إلى يوغسلافيا لإكمال دراستي وعملت مع مجموعة من الطلبة الشيوعيين من اجل التصدي للأوضاع السيئة التي بدأت ملامحها في العراق نهاية السبعينات.

ولو ســألتك عن أقسى القرارات التي مرت بك مـاذا ســيكون؟

التجــميد بـلا تردد، تجميد المنظمات الديمقراطية ومنها اتحاد الطلبة العام والرضوخ لمطالب البعث وتســليم السـاحات الطلابية والشبابية لمنظماتهم، نعـم كان هذا أقسى شيء على الرغم من إننا حاولنا استثماره لتوســيع صـفوف الحزب لكن هناك فرق كبير بين العمل المهني النقابي والعمل الحزبي خاصة بالنسـبة للطلبة والشباب ذوي الخبرة البسيطة.

نعود معك إلى الخارج ونهاية السبعينات والصورة تكاد تتوضح أكثر فماذا جرى على الصعيد الطلابي؟

يجيب عصام: بعد التدهور السياسي صدر بيان بإعادة العمل ونشــاط اتحاد الطلبة العام (بين نهاية 78 وبداية 79) والمهمة لم تكن ســهلة إن كان في الداخل أو الخارج، وبما أني كنت في الخارج فقد فقدنا أرضية كبيرة لاتحاد السلطة وإرهاب السفارات وحتى بعض المنظمات الشقيقة والصديقة ناهيك عن مركزنا في اتحاد الطلبة العالمي، وكانت مهمتنا طويلة في استعادة مركزنا وســمعتنا وتحقق ذلك بالعمل والتفاني والتضحيات للســنين اللاحقة.

كيف نظمتم عملكم؟

يجيب عصام: أعيد تشكيل الفروع في الخارج وحسب الحجم والإمكانيات وتشــكلت "لجنة التنسيق للجمعيات والروابط الطلابية خارج الوطن" وكان مقرها براغ، ســاهمت بعقد العديد من النشـاطات الطلابية والكونفرنسات والإشراف التنظيمي وتنسيق النشـاطات في الخارج في فضح الدكتاتورية وحربها والإرهاب المسلط على العراقيين، ولا بد من الإشارة إلى العمل الكبير الذي قامت به الجمعيات الطلابية وربما اذكر بامتياز الجمعية في إنكلترا وعملها مع لجنة "كاردري" التي كانت تؤازر نضال الشعب العراقي.

أية ذكريات تركت عندك تلك الأيام؟

ذكريات حلوة لا تنسى يجيب عصام، أولا في طبيعة التحدي التي كانت تلازم عملنا، الكونفرنسات ولقاء الزملاء من دول العالم المختلفة ومنها أمريكا، والمهرجانات، وربما ذكرى التحاق العديد من الزملاء بحركة الأنصار في كردستان العراق واسـتشهادهم هي واحدة من الذكريات المؤلمة على قلبي، أتذكرهم بكل فخر واعتزاز، منهم الشهداء زهير عمران، نعمة فاضل، بهــاء ونصير الصباغ.

ماذا عن الأحياء ســألت عصام؟

يجيب علـيّ والحيرة بادية عليه، فالذاكرة وســنين الغربة والبعد عن الأحبة ربما لا يساعد على تذكر الكل لكن اعتذر مسبقا عن الأسماء التي لم أتذكرها، رواء الجصاني وعمله المتفاني في لجنة التنسيق في الثمانينات، الزميل النشــيط ثعبان والزميل إحسان المالح. وربما قســاوة ما مـرّ علينا اضـاع من عندنا الكثير من الفرص وتشــتت شــمل الكثير، لكن أمنيتي أن تكون هذه الذكريات وســني النضال حافزا للكثيرين في أن ينفضوا غبار الأيام عنهم.

وعندما سـألته عن لجنة التنسيق حاليا

قال: اعتقد انتقلت إلى ألمانيا، ولا بد من القول أن الجمعية في ألمانيا بقت واحدة من الجمعيات النشــيطة، والعجيب في هؤلاء الزملاء أنهم لم يقطعوا انتمائهم لاتحاد الطلبة العام حتى لو صـار عمر الزميل منهم 80 عاما، انه اعتزاز رائع بهذا الاتحاد ومســيرته النضالية.

وكي نصـل إلى مســك الختام في هذا اللقاء قلت لعصــام الصفار، ماهي أمنياتك ونحن على أبواب هذه الذكرى العزيزة؟

يجيبني والحســرة في صــوته: أتمنى أن يعود رونق الحياة الطلابية وجماليتها، أن يحترم الحرم الجامعي والأساتذة، أن تعود العلاقات المتميزة بين الطلبة والإدارة، أن يحيوا هذه المناسبة بما يليق بها من تأريخ وأصـالة وان تقوم الجهات الرسمية بتجديد ســاحة السباع، وأخيرا أتمنى الخير لكل الطالبات والطلبة العراقيين واخص بالذكر منهم زملائي وأحبتي أعضاء اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية لمناســبة 14 نيســان المجيــد ولهم منــي كيـس ملئ بالحلوى " الجكليت" وفي داخله شــعاراتنا العتيدة في الحياة الطلابية الحرة والأمن والأمان للعراقيين والتقدم لوطننا الغالي.




 

Counters