| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الأثنين 14/11/ 2011

 

في ديترويت:
حركة " احتلوا وول ستريت" مستمرة منذ اسابيع

كمال يلدو
طريق الشعب ( ديترويت)

احتلوا وول ستريت (بالإنكليزية: Occupy Wall Street) هي حركة احتجاجات جارية تدعو إلى احتلال وول ستريت ( بناية مركز التبادل التجاري الورقي والذي يقع في شــارع وول ، ولهذا يكنى ب وول ستريت) في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. بدأت المظاهرات بنداء من جماعة مناهضة للاستهلاكية الكندية وموالية للبيئة.

في 15 أكتوبر دُعيَ إلى عولمة المظاهرات لتصبح حدثاً عالمياً يستهدف جميع مدن وبلدان الأرض، مما أدى إلى خروج المظاهرات في أكثر من 1,000 مدينة في 25 دولة تضم بعضاً من أكبر اقتصادات العالم، وتوسعت الحركة لتتحول إلى حركة عالمية. بدأت الاحتجاجات بمسيرة صغيرة في 17 سبتمبر في وول ستريت شارك فيها قرابة مئة شخص، واستمرَّت أعدادهم بالنمو شيئاً فشيئاً على مدى أسبوع، حتى جاءت الشرطة واعتقلت معظمهم (أكثر من 80 شخصاً) في 24 سبتمبر بحجة "عرقلة حركة المرور"..

في 15 أكتوبر وبعد أسبوع من الدعوات المسبقة انتشرت الاحتجاجات للمرة الأولى لتشمل جميع مدن العالم، إذ خرجت المظاهرات في أكثر من 1,500 مدينة حول العالم مئة منها في الولايات المتحدة وحدها ، ولم تكن مدينة " ديترويت" استثناءا من هذا الحدث الكبير ، حيث تجمهر العشرات في احدى ساحات قلب المدينة وتسمى ( سيركس بارك) وهي محاذية لأهم معالم المدينة ، وشارك في التجمع الكثير من العاطلين عن العمال ، والطلبة ، وبعض الجنود الذين خدموا في الحروب ، وبعض نقابات العمال ، ثم مالبثت ان تحول هذا التجمع الى البقاء الدائم في هذه الساحة بعد ان نصب المحتجون الخيم وصاروا (من الناحية العملية) مقيمين في الساحة ، ولم تبدي السلطات المحلية توجسها منهم ، لأنهم والحق يقال ملتزمون بالنظام ولا يعرقلون الحركة وحافظوا على نظافة الساحة ، بدرجة تختلف عن الكثير من التجمعات في الولايات الأخرى ، التي حاول بعض المحتجين عرقلة الحركة ، او التحرش برجال الشرطة ، او تحويل ساحات الأعتصام الى مكب للنفايات .

وتستقطب الساحة يوميا ، اضافة للمقيمين بها ، العشرات من العوائل والشباب الذين يعلنون عن تضامنهم مع المحتجين ويقدمون لهم الغذاء والماء وما يحتاجونه في ديمومة مسيرتم ، كما تشير وسائل الأعلام المحلية الى الحركة ولو بشكل غير مكثف ، ربما لأنها سلمية ولو ترافقها اعمال عنف لكي تتصدر عناوين الأخبار .

ما يطالب به المحتجون هو العدالة في توزيع الثروات ، وتقديم المسؤولين الماليين للعدالة لما تسببوا من اضرار للطبقة المتوسطة ،عبر ازمة بيع العقارات ، والخشية من ان تسحق هذه الطبقة من قبل رؤوس الأموال الكبيرة واطماعها التي لا حدود لها . كما يطالبون بوقف الحروب وسحب الجيوش من العراق وأفغانستان ، وتوفير الطبابة والتعليم الكافي لذوي الدخل المحدود ، وتوفير فرص عمل للعاطلين عن الاعمل ، ووقف عملية نقل المصانع الأمريكية الى خارج البلاد . بأختصار هـم لا يتوجسوا خيرا من نظام العولمة الجديد الذي فتح شهية الأحتكارات على ارباح لم يكونوا ليحلموا بها ، ولهذا نرى ان اقتصادات دول كثيرة تتعرض للهزات ، فيما ارباح الأحتكارات في ازدياد مضطرد وتنامي غير مسبوق .

من المشاهد الملفتة في حركة الأحتجاج هذه ، هي وجود قطاعات متنوعة ومختلفة بأنتمائاتها او مستوياتها الثقافية والأقتصادية . نسب المشاركة تتناصف بين المشردين والعاطلين عن العمل من مدينة ديترويت ذاتها ، ومجموعة غير قليلة من سكنة الأطراف ومن كل الأوان .

تجد من يرفع لفتات شخصية ، ومن يحمل كيتاره ويغني ، ومن جلب اطفاله ، فيما يتوسط الساحة مطبخ كبير يقدم الطعام المجاني لكل المشاركين وحتى للزوار والذي هو عبارة عن تبرعات قدمتها النقابات العمالية وبعض المصالح والمواطنين .

هذه الحركة ممكن ان تستمر ، ويمكن ان تضاف لها قطاعات العاطلين عن العمل و – المشردين – من ابناء المدينة ، اما فرص التغيير في الولايات المتحدة وسياساتها الأقتصادية ، فلا تبدو ممكنة الحدوث في الأفق القريب او المتوسط ، لكن هذه الحركة لن تمر دون ان ينتبه لها السياسيون ، ومن الحزب الديمقراطي خاصة ، الذي يراهن على اصوات الطبقة المتوسطة والفقيرة وما اكثرهم في ديترويت .



 تشرين ثان 2011

طريق الشعب العدد 66 ص 4 - الأحد 13/11/ 2011


 

free web counter