| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كمال يلدو

 

 

 

الثلاثاء 11/5/ 2010

 

هل تنهض قناة "الفيحاء" بمهمة السلطة الرابعة؟

كمال يلدو

تســتقطب فضائية "الفيحاء" الغراء جمهورا كبيرا من المشاهدين من داخل العراق وخارجه، وتمكنت من ذلك بفضل انفرادها في تقديم العديد من البرامج المتميزة التي تتوجـه للمواطنين وتنقل صـورة حقيقية عن واقعهم، وربمـا يكون " المايكرفون المفتوح" اكثرها صدقـا في تجســيد هـذه المعاناة وطرحها على الهواء مباشــرة وبلا رتوش .

ومن خلال متابعتي لمعظم برامج "الفيحاء" خاصة تلك التي تلامس الواقع الحقيقي لاوضاع العراقيين ، استطيع القول بأن فطنة المقدمين وحنكتهم تدفعهم في كثير من الاحيان الى اقتراح البدائل ، اما مباشرة او من خلال الاستضافات التي تغني برامجها المتنوعة .
وبالعودة لبرنامج "المايكرفون المفتوح" وابطاله الحقيقيين ، اي الجمهور، الذي يصطف في كثيرا من الاحيان لأســـتعراض معاناته وتقديم الحلول والبدائل ، او حتى طرح الترجـي في الاحيان التي يصل بها المواطن الى درجـة اليأس ، فيما يعبر الكثيرين عن امتعاضهم وســـخطهم عمـا آلت اليه اوضاعهم البائســـة ، وخيبة املهم بالسياسين العراقيين ووعودهم المظللة .

ففي المجال السياسي ، كان يمكن تلمس الآمال التي عقدها العراقيون على الانتخابات، لكن بعد مرور اكثر من شهرين على السابع من آذار ، ماعليكم ســوى متابعة ايّ من برامج "الفيحاء" المباشرة لتعرفوا رأي الناخب بالسياسة والسياسيين ووعودهم!
اما في المجال الخدمي والتعليمي والصحي والمعيشـي فحدث ولا حــرج . فمـا ان يقف المواطن العراقي امام المايكرفون والكاميرا حتى تنفتح قريحته في وصف معاناته ومعانات الآخرين ، لدرجة تجعل الواحد منـّا يســـأل ، هل ان الاوضاع على هذه الدرجة من الســوء ، ام ان كلام المواطن مبالغ ومغالى فيـــه ؟ وهـل ان العراقيين تحولوا الى النواح وعدم القناعة ، ام ان الواقع هــو اســوء مما تعرضه الدولة والعديد من القنوات الأعلامية الدائرة في فلكها ؟ ام ان الحلول والعلاجات مازالت في اطوارها الجنينية ولم ترى النور بعد، رغـم الوعود المعســولة التي نســـمعها من المسؤولين .
اربع ســنوات انقضت على مجالس المحافظات السابقة، توجت بالفشـــل الذريع والفساد الاداري وهدر الاموال والفرص من العراقيين وكانت النتيجة ، تجديد ترميم الارصـــفة ، وأعادة انتخاب العديد منهم او من ذات الكتل !! وها هو عام مضى تقريبا على المجالس الجديدة فما الذي تغيّر في حياة المواطنين ؟
كــم من هؤلاء المسؤولين المقصّرين فصلوا من مهامهم او حوســبوا على تقصيرهم ؟ وكم من الوزراء ووكلاء الوزارات أوالموظفين الكبار قـدموا للقضاء نتيجـة فشلهم في تقديم الخدمات ورفع الحيف والغبن عن العراقيين طوال السنوات المنصرمة؟
فـي واقـع الأمـر لم تجــر محاسبة حقيقية الا في احيان قليلة حينما كانت تعلوا الاصوات في البرلمان وســـرعان ما كانت الامور (تلفلف ) للحفاظ على ( الوحدة الوطنية) ولمواجهة خطر القاعدة وبقايا النظام المقبور!
هـذا هـو المشهد بكل تداعياته المأســـاوية . لكـن وربما بســـبب قتامة الصورة ، لم يعـد المواطن يتلمس اية ايجابية تذكر ( وهي ليست قليلة) لأن ازماته الحقيقية لم يجري تناولها وعلاجها بشــكل جذري ، بل كان المسؤلون يلجأون الى الترقيع دائمـا ، مما يعمق معاناتـه ويؤزم اوضاعه اكثر فأكثر.

من هذه المشاهدات ، ومن متابعتي للبرامج المتميزة التي تقدمها مشكورة فضائية " الفيحاء" ، فأني اتقدم بمقترح لمجلس ادارتها ، وللدكتور محمد الطائي بأستحداث برنامج او برامج متميزة ومتجددة ، لاتطرح هموم الموطن فقط ( وهي كثيرة) ، بل تطرح الحلول لها ، ان كان على لسان المواطن ذاتـه او من قبل الاختصاصين ، لابل ان تخصص برامج يجري فيها استضافة اعضاء معينين من احد مجالس المحافظات وتعرض عليهم في برامج تلفزيونية مباشـــرة حلقات من برنامج " المايكرفون المفتوح" وان يجري استجواب هؤلاء المسؤوليين عن حقيقة هذه الشكاوي ، لا بل ان يستقدم مجلس محافظة البصرة في برنامج خاص ويطرح عليهم فديو الانســانة الرائعة "ام عامر " الذي مضى عليه حوالي السنة ، وان تجري مساءلتهم عما تحقق من مطالبها ومطالب الآخرين .
لابل ان تـذهب الفضائية ابعد وتطالب البرلمان القادم ( حالما ينتظم عمله ان شاء الله) ، باستضافتها تحت قبة البرلمان وان تعرض بعضا من برامج " المايكرفون المفتوح" وان تطلب من مندوبي المحافظات المعنية (الذين جرى اختيارهم طبعا عن طريق القائمة المفتوحة وليس من خلال اصوات القائمة ذاتها !) ان يقدموا التعهدات الزمنية للمواطن العراقي في معالجة اوضاعه المتدهورة ، واخيرا ان تستحدث برنامج خاص اســـمه ( ماذا تحقق بعد عام ، او بعد عامين ) وان تعرض فيه من آرشـــيف الفيحاء حلقات من المايكرفون المفتوح او اية برامج مشـــابهة ، وان تقدم من الآرشـــيف ايضا تصريحات ومواقف المسؤوليين العراقيين قبل عام او عامين ، وذلك للتذكير فقط ، ولمعرفة حقيقة الامور ، وليس لأحراجهـم ( لا ســامح الله!) .

ان الشـعبية التي حققتها " الفيحاء" ، يجعلها في موقع المســؤولية ، ليس فقط بعرض مشـــاكل المواطن ، بل بطرح الحلول لتســـهيل مهمة علاجها ، ولســت في مجال التذكير بأهمية الاعلام الحر والمســتقل والذي لم يســمى اعتباطا ب (السلطة الرابعة) ، الا ان اذكّــر بالعديد من الامثلة عن مســـؤولين كبار ووزراء جرى تقديمهم للقضاء ونالوا جزاءهم ، على اثر نشـــر فضائحـهم في وســـائل الاعلام ( ببعض دول العالم ، وليس في العراق والحمد لله!) ، ذلك احتراما للناخـب العراقي والمواطن المســـكين .

وحتى تكون هذه الرســـالة واضحة ، اعيد نشـــر هذه الكلمات الرائعة التي اطلقها احد المواطنين اللذين صـوتوا في الانتخابات الاخيرة والذي لا يبدوا انـه ينتمـي الى احدى الكتل الكبيرة ، او انـه محـمي بأحدى الميليشـــات ، بأمل ان تصل ندائاته الى المسؤوليين العراقيين ، اليوم وغدا وحتى انقضاء دورتهم الانتخابية ، والتي يعـــوّل فيها على الاعلام الحر والمستقـل في تبني هذه المطالب حتى نهايتها المظفرة .

" آنـي عندي كـلام ، احب اوجهـه للأعضـاء القادمين ، أكوللهم مبروك مقدما ، بس هذا المبروك بيـه تكليف . احنـــه كلّفناكــم .
الحبر البنفســجي كلّفنا غالي ، كلّفنا نخبتنا ، كلّفنا شـــبابنا ، كلّفنــا عمـرنا .
احنـه بهـذا اللون خلّيناكم تحكمون البلد ، كــونوا كـــد المســؤولية .
المجلس القبلكم اذا تعـذروا بظروف بسـب الوضع الأمني والظروف السياسية ،انتو ماعدكـم عـذر.
المجلس الكبلكم كانوا مـو ابرادتنــه ، اجـــوّي من قائمة مغلقـة! ،
امـا الآن ، احنـــه انتخبناكم ، ميزّناكم ، فرزنـاكم . انتــوا مســـؤولين ،
ديروا دفـة العمل ، ديروا دفـة الاعمـار ، تبدي الحلول ان شـــاء الله " .
 

الولايات المتحدة
آيار 2010


 


 

free web counter