| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل الشطري

Kamel4349@maktoob.com

 

 

 

 

الأربعاء 30/ 8 / 2006

 

 

مآثرالانصارالشيوعيين في ذرى كوردستان حصانة لحزبهم الشيوعي العراقي

 

د. كامل الشطري

كان اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المنعقد في شهر تموز من صيف عام 1979 اجتماعآ مصيريآ و حاسمآ في حياة الحزب الشيوعي العراقي الداخلية و النضالية والجماهيرية و اتخاذ موقف لارجعة فية من نظام البعث الدكتاتوري في العراق و من اجل الوقوف الى جانب ابناء الشعب العراقي بعد ان وصلت الامور بين النظام الحاكم من جهه و الشعب العراقي و قواه الوطنية و السياسية من الجهة الاخرى الى مواقف لايمكن السكوت عنها او التستر عليها مهما كانت المسميات و الذرائع و المبررات و التضحيات نتيحة لسياسات النظام ومواقفه الشوفينية العنصرية الخاطئة ونتيجة لنهجه و مغامراته القومية الفاشلة و نظرته الدونية لاغلب مكونات المجتمع العراقي وممارسته سياسة التسلط و القمع و الارهاب و التهميش التي ادخلت العراق في دوامة العنف و الموت والكوارث السياسية والاجتماعية و الاقتصادية والانسانية و تبديد ثروة العراق النفطية من اجل الولاءات العربية و الاقليمية و الدولية و على حساب الشعب العراقي.

لهذا فقد أقرت اللجنة المركزية في ذلك الاجتماع شعار اسقط النظام الدكتاتوري الحاكم في العراق و النضال بكل الاساليب بما فيها اسلوب الكفاح المسلح من اجل الاطاحة به وتخليص الشعب العراقي من هذا الكابوس الجاثم على صدور العراقيين و الذي حوّل حياتهم الى جحيم لا يطاق والعمل المتواصل من اجل تهيئة الاجواء و كل مستلزمات مرحلة الكفاح القادمة و تذليل كل العقبات لهذا النهج الجديد في سياسة الحزب و تهيئة الارضية الكفيلة لانجاح هذة التجربة الجديدة تجربة الكفاح المسلح في حياة الحزب النضالية.

كانت ذرى جبال و سهول و وديان كوردستان ساحة المواجهه الرئيسية ضد النظام البعثي الدكتاتوري بالاضافة الى الاساليب السياسية و الجماهيرية الاخرى التي عززت من دورالنضال المسلح وحركة الانصار الشيوعيين و توسيع مساحة حركتها .

و تنفيذآ لقرار اللجنة المركزية من اجل العمل بشعار الكفاح المسلح فقد استطاع الحزب الشيوعي العراقي و بفترة قياسية من تهيئة وفتح مراكز التدريب العسكرية و اتخاذه من لبنان المركز الرئيسي لاستقبال و تجميع اعضاءه و اصدقاءه و مؤازريه من شتى بلدان العالم و خصوصآ القادمين من الدول الاشتراكية آنذاك و بعض الدول العربية وفتح الدورات العامة و التخصصية من اجل اعدادهم و ارسالهم الى العراق و قد خرّج معسكر الناعمة العديد من هذه الدورات و احتضن اعداد كبيرة من اعضاء الحزب و كوادره وكان لكوادر و اعضاء الجبهه الديمقراطية لتحرير فلسطين الدور الكبيرفي احتضان و تدريب و تجهيز الشيوعيين العراقيين وقد لعبت قيادة الحزب دورآ رياديآ و حماسيآ لايجاد المسلك و الطرق الامنة من اجل ايصال الانصار الشيوعيين الى القواعد الانصارية المنتشرة في مواقع المجابهه مع النظام الدكتاتوري في اقليم كوردستنان و بالرغم من امكانيات الحزب المادية و التجهيزية و الفنية إلاّ انة استطاع ان يوفر مستلزمات الحياة الضرورية لحركة الانصار الشيوعيين و كذلك تنظيم العمل الانصاري و بناء علاقات متينة من التعاون و التنسيق مع القوى و الاحزاب الاخرى الفاعلة على الساحة الكورستانية .

لقد تحولت كوردستان الى مكان امن نسبيآ ومركز استقطاب للكثير من ابناء العراق الذين تطاردهم اجهزة النظام و مخابراتة القمعية و كل الاحزاب و القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية و كان لشعب كوردستان الدور الاخوي الكبير في احتضان اخوانهم من كل مكونات الشعب العراقي و تقديم وتسهيل كل ما يستطيعون تقديمه و ما تجود بة بيوتهم و قراهم على الرغم من ظروفهم الحياتية القاسية و شحّة وسائل عيشهم المتواضعة و البسيطة.

كانت بطولات و بسالة الانصار الشيوعيين العراقيين وعلى مدى تسع سنوات من المواجهات و المعارك ضد النظام الدكتاتوري محط انظار حزبهم الحزب الشيوعي العراقي و ابناء الشعب العراقي و جميع احرار العالم و كانت تجربة رائدة بكل معاني الكلمة على الرغم من الصعوبات التي اكتنفتها و ظروف تحركها ودموية النظام الدكتاتوري و ساديته و عمليات الانفال و الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليآ و امكانيات الحزب المادية و التنظيمية مقارنة بهذا المشروع الضخم و هذا العدد الكبير من الانصار و رغم ظروف الحزب الداخلية و الاقليمية لقد كانت التجربة عملا بطوليآ ناجحآ يمثل صفحة ناصعة و جديدة من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي المجيد.

عاشت راية الانصار الشيوعيين العراقيين خفّاقة دائمآ و ابدآ
عاش الحزب الشيوعي العراقي
المجد و الخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي
المجد و الخلود لشهداء الحركة الوطنية العراقية