| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل الشطري

Kamel4349@maktoob.com

 

 

 

الأحد 16/3/ 2008

 

الكويت وفكرة اسقاط الديون العراقية مقابل الفائض من مياة شط العرب

د. كامل الشطري

قبل تسليط الضوء على الديون العراقية-الكويتية و فكرة اسقاطها مقابل استفادة الكويت من مياة شط العرب الفائضة عن حاجة العراق بأتفاقية وإمكانية ابرامها بين البلدين الشقيقين الجارين والحكومتين العراقية والكويتية وهي مجرد رؤية أو فكرة كويتية لمشروع قد ينضج في المستقبل،كما جاء في تصريحات الوفد البرلماني الكويتي وعلى لسان السيد وليد الطباطبائي العضو البارز في الوفد الكويتي المشارك في المؤتمر الثالث عشر للأتحاد البرلماني العربي والذي انهى اعمالهُ يوم الخميس الماضي المصادف 13 آذار 2008 في مدينة اربيل وإستفادة الشعب الكويتي ودولة الكويت الشقيقة من مياة شط العرب الفائضة او الزائدة عن جاجة العراق والتي تصب في مياة الخليج ومن ثم تذهب هدرآ وتختلط بالمياة الاقليمية والدولية دون الاستفادة منها.

أعتقد إن الفكرة من حيث المبدأ هي بالدرجة الاولى رؤية انسانية لحاجة الكويت الماسة للمياة العذبة وهو البلد العربي والخليجي الذي لايملك أوليس لدية انهار اوبحيرات أو أي مصادراخرى للمياة العذبة كالعراق وألذي تتوفرفية مصادرالمياة العذبة متعددة المنابع وفيةِ نهري دجلة والفرات وروافدهما الكثيرة بالاضافة الى بحيراتهِ العذبة .

وبالتالي فإن حاجة الكويت الى المياة العراقية العذبة ضرورية جدآوخصوصآ في مجالات الشرب والزراعة و الصناعة وفي الاستعمالات الاخرىوالتي تتطلبها الحاجة الانسانية وضرورات الحياة المتعددة وفي كل مناحي ومجالات الحياة،مثل الزراعية والصناعية وغيرها وبالتالي لايمكن الاستغناء عن الماء حالهُ حال الهواء ولولاهما لانتهت الحياة البشرية و الشعب الكويتي شعب تربطنا معة ليس فقط إنسانية وانما هناك روابط واواصر متينة من الجيرة والاخوة والصداقة والعروبة والاسلام.

وبالتالي أرى إن هذهٍ الاراء والافكار المطروحة من قبل الوفد الكويتي بحاجة الى دراسة مستفيضة والى تمعن وتأني وتفحص ومناقشة الموضوع من كل جوانبهِ الاقتصادية والسياسية والسيادية والانسانية من قبل الحكومة العراقية والقوى السياسية والشعبية المتنفذة في العراق لأن الموضوع مرتبط ايضآ بدول الجوار وخصوصآ تركيا والدول التي يتقاسم العراق معها مياة نهري دجلة والفرات وكذلك من حيث المبدأ من الصعب المساومة بين اسقاط الديون والتفريط بالسيادة الوطنية العراقية وهذا في رأيي الاهم وضرورة دراسة هذا الملف بتمعن والبحث عن صيغ وأساليب اخرى للتعاون بين العراق والكويت تصب في تحقيق رغبة الشعبين الشقيقين العراقي والكويتي وتحقيق والتعاون الاخوي فيما بينهما وسد احتياجاتهما في التكامل البشري والاقتصادي والاجتماعي والعلمي وتحقيق التنمية البشرية بما فيها المياة كحاجة انسانية ملحة وعلى جميع الاصعدة وفتح صفحة جديدة من العلاقات التي تخدم وتلبي اهداف ومصالح وطموحات الشعبين الكويتي والعراقي وكذلك ضرورة الاخذ بنظر الاعتبار الجانب التركي في مسألة تقاسم المياة والذي يطرح دائمآ فكرة المياة مقابل النفط .
وأرى ضرورة عدم فتح ملف المياة الذي قد يستفز دول المنطقة التي يتقاسم العراق معها مصادرالمياة لو قام العراق فعلا بعقد او ابرام اتفاقيات طويلة الامد مع دولة الكويت حول المياة وسيؤدي الى فتح باب جديد من المشاكل بين العراق وجيرانهِ خصوصآ وان العراق ليس ملزمآ بمثل هذه الاتفاقيات .وليس هناك علاقة بين اطفاء الديون الكويتية على العراق وامكانية تسديدها وتزويد الكويت بالمياة العراقية.

أرى من المهم على العراق ودولة الكويت فتح منافذ وفضاءآت جديدة من التعاون الاخوي والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والعلمي بما فيه ملف المياة وسد حاجة الكويت من مياة العراق الفائضة او الزائدة.
ولكن ليس بطريقة المعاهدات والاتفاقيات الملزمة وانما بأتفاقات اخوية وبنوايا حسن الجوار والاحترام المتبادل مع الاخذ بنظرالاعتبارالمصالح المشتركة لكلا البلدين الشقيقين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومعززة بالثقة المتبادلة بيبن الشعبين العراقي والكويتي وتصحيح اخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات الاخوية وطي ونسيان صفحة الماضي الاليم وبناء علاقات جديدة ومتميزة تخدم الشعبين الشقيقين الجارين والقريبين على بعضهما البعض .

نعم هناك ديون للكويت على العراق وهذا لا ينكرهُ احد وهي ارقام فلكية وخيالية فديون حروب صدام حسين كبلٌت العراق بديون لا يمكن ان تيحمل مسؤوليتها الشعب العراقي بمفردهِ وقد بادرت كثير من الدول على اسقاط أكثر من 100 مليار دولار من دونها على العراق خصوصآ نادي باريس

الديون المستحقة للكويت على العراق حاليآ عدا ديون دول الخليج الاخرى والدول العربية تقدر ب 14 مليار دولار بالأضافة الى تعويضات غزو النظام السابق للكويت قدٌرتها الامم المتحدة ب 37 مليار دولار تم تسديد 12 مليار دولار منها خلال السنوات الماضية من حصة النفط العراقي المستقطعة لصندوق تعويضات الغزو والبالغة 5% من عائدات النفط العراقي والباقي 25 مليار دولار وبالتالي فان مجموع مستحقات الكويت على العراق من ديون بما فيها التعويضات ما مجموعهُ 39 مليار دولار.

بالتأكيدهذا الرقم من الديون فلكي و قياسي من الصعب جدآ تسديدهُ في ظروف العراق الحالية خصوصآ بعد انهيار هياكل واسس الدولة العراقية وكل البنى التحتية فيها وبالتالي فان الحكومة العراقية الان تبذل كل الجهود في سبيل اعادة اعمار العراق ومن الصعب علية في الوقت الحاضر تسدسد هذهِ الارقام الخيالية من الديون المستحقة للجارة والشقيقة الكويت واعتقد ضرورة البحث عن مخارج اخرى يتفهم من خلالها الكويت وشعبهْ الكريم وضع العراق الحالي والبحث عن قنوات ومخارج اخرى تختزل هذة الديون وتعزز وشائج الاخوة والمحبة والتعاون بين العراق والكويت وتفتح آفاق جديدة تصب في مصلحة البلدين .

ومن هذا المنطلق وللتذكيرلابد من القول .
إن دولة الكويت وشعبها الكريم كانا ضحية لنظام دكتاتوري متغطرس لايعرف غير لغة القوة والتهديد والغزو وشكلٌ خطرآ حقيقيآ على دول المنطقة وعلى شعبهِ وجيرانهِ وعلى الامن والاستقرار الدولي الاقليمي والعالمي واشعل حروب محلية واقليمية ودولية كان الخاسر الاكبر فيها الشعب العراقي ومن ثم شعوب المنطقة من جيران العراق وكذلك محيط العراق الاقليمي .

فكانت المأساة الحقيقية حرب الخليج الاولى عام 1980 بين العراق وايران البلدين اللذين تربطهما روابط
تاريخية وحضارية عميقة واواصرالصداقة والدين والجيرة والتاريخ الطويل نعم هذة الحرب التي استنزفت طاقتيهما البشرية والاقتصادية والمادية وكان وقودها خيرة ابناء الشعبين المسلمين الجارين ،حرب مدمرة إستمرت ثماني سنوات عجاف اكلت الاخضر واليابس وراح ضحيتها أكثر من مليون انسان من كلا الطرفين.

ومن ثم حرب الخليج الثانية في العام 1990 وغزو الكوبت وشعبهِ المسالم الآمن واشعال الكويت وازالتها من الوجود واعتبارها المحافظة التاسعة عشر وحرق آبارها النفطية والتي تمثل ثروة الكويت الرئيسية وربما تكاد تكون الوحيدة آنذاك وقتل وتشريد ابناءها وماخلفتهُ تلك الحرب على الرغم من قصرها مآسي وكوارث كبيرة على الشعب الكويتي وعلى اقتصادهِ ومعنوياتهِ و بيئتهِ
على الرغم من إن هذهِ الدول و الانظمة الخليجية دعمت آنذاك النظام العراقي و وقوفت الى جانبهِ في حربهِ الخليجية الاولى ضد ايران وقدمت له مليارات الدولارات بذريعة دفاعهِ عن البوابه الشرقية وكبح جماح التهديد الايراني المزعوم لدول الخليج العربية وكان الكويت في مقدمة تلك الدول التي دعمت النظام العراقي السابق في حربهِ الجائرة على الجارة ايران وقدمت لهُ مليارات الدولارات هي ديون الشعب العراقي الحالية ولكن النظام العراقي السابق غدرها واحتلها ههما يدلل على طبيعة هذا النظام ونهجهِ الدكتاتوري الشوفيني والذي لا يحسب حساب لأي اعتبار حتى وان كانت الكويت البلد الصغير الدي وقف الى جانبهِ بكل امكانياتهِ وقدراتهِ .

ومن ثم حرب الخليج الامريكية الثالثة في العام 2003 والتي لايزال الشعب العراقي ينزوف دمآ من آثارها وجثث خيرة ابناءهِ مرمية في الشوارع والطرقات والمزابل والانهارعلى الرغم من خلاص الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري البائد والى الابد ولكن الشعب لايزال ينزف ويتألم ويعيش محنة التشرد والتهجير والموت اليومي والاحتلال والقاعدة والمحاصصات الطائفية والفساد المالي والاداري ونهب ثروات الشعب العراقي وخيراتهِ كلها.

ما أودُ قولهٌٌ من كل هذهِ المقدمات هو ان حروب النظام العراقي السابق والتي شنها على شعبهِ بالدرجة الاولى ومن ثم على جيرانة واخوانهِ في الدين والعروبة والانسانية كانت كارثية بمعنى الكلمة وجلبت الويلات والدمار الى الشعب العراقي قبل غيرهِِ من شعوب المنطقة ، فالشعب العراقي كان الضحية والخاسر الاكير من صولات وجولات وعنجهيات النظام السابق وسياساتهِ الرعناء والحمقاء ، وان الشعب العراقي حالهُ حال الشعب الكويتي والشعب الايراني كانوا جميعآ ضحايا لهذ النظام الدكتاتوري الذي اجرم بحق الجميع وكانت حروبهِ أبادة جماعية للجنس البشري لكثرة الضحايا وسعة الدمار.

نتيجة لسياساتهِ الخاطئة ونهجهِ الدموي والذي عانى منه الشعب العراقي كثيرآ ولغاية هذهِ اللحظة فقد بدد ثروات العراق وطاقاتهِ البشرية بحروب خاسرة ولهذا فعلى دول الخليج بصوة خاصة وفي المقدمة منهم دولة الكويت الشقيقة وشعبها الكريم وكل الدول العربية والاقليمية والعالمية المحبة لقيم الحرية والديمقراطية و مباديء السلام وحقوق الانسان ان تتفهم واقع ومأساة الشعب العراقي والظرف العصيب الذي يمرُ بهِ وأن تقف الى جانبهِ بكل امكانياتها ومساعدتهِ على النهوض بنفسهِ من جديد والخروج من محنتهِ الحالية والقيام بمبادرة أخوية والاسراع باسقاط كل الديون المترتبه علية دون قيد اوشرط حالها حال الدول الاوربية والصديقة بما فيها تعويضات حرب الخليج الكويتية الثانية وأن تتفهم اوضاع الشعب العراقي الحالية و ما يمر به من ظروف عصيبة وعدم استغلال ظروف العراق الحالية والقيام بمساومات لامبدئية لا تخدم العراق ومصالهِ ولا تحترم شعبهِ ولا تخدم مصالح شعوب المنطقة حاضرآ أومستقبلا.



 

Counters