| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل الشطري

Kamel4349@maktoob.com

 

 

 

 

الخميس 11/ 10 / 2007

 


 

الدكتورة نزيهة الدليمي شمس أشرقت لأنارة عتمة الظلام


د. كامل الشطري

مايميّز الدكتورة نزيهة الدليمي عن غيرها هو التضحية و ذلك العطاء الا محدود وبسخاء كطبيبة شابة في مقتبل العمر وطموحة فكان عطاءها الى وطنها العراق والى شعبها العراقي الذي احتضنته وفي احلك الظروف والى حزبها الشيوعي العراقي الذي كان ولم يزل وفيآ مخلصآ لها كحبها واخلاصها له والى المرأة العراقية ونضالاتها التي عانت من جورالانظمة المتخلفة وتأثيرات الموروث الديني والاجتماعي المتخلف ورابطتها رابطة المرأة العراقية التي ناضلت وتناضل من اجل تلك الحقوق العادلة للنساء العراقيات فكانت الدليمي الحاضنة والقلب المفعم بالمحبة والتضحية والخيمة التي يستظل بها .

كانت شعلة من العمل و النشاط من اجل حقوق ومكتسبات المرأة العراقية فعملت منذُ الخمسينات كمناضلة عراقية سياسية ورابطية نسوية تكللت جهودها في تشريع اول قانون للاحوال الشخصية في عام 1959 يضمن حقوق الاسرة العراقية ويزيح غبارالتخلف و يمهد الطريق واسعآ امام المرأة العراقية في التحرر والانعتاق لتنهض وتعمل كأنسانة لها كامل الحقوق والواجبات والمساوات وعنصر فعال منتج ومشارك في المجتمع وفي بناء العراق وتقدمه وأزدهاره .

القانون الذي صدر في زمن العراق الساطع وفي نشوة انتصارات وانجازات ثورة 14 تموز المجيدة في عهد الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم قائد الثورة في 14 تموزعام 1958 ومؤسس اول جمهورية حديثه في تاريخ العراق والذي ثبّت حقوق المرأة العراقية دستوريآ.

الدكتورة نزيهة الدليمي من مواليد 1923 درست الابتدائية والمتوسطة في مدرسة تطبيقات دار المعلمات ثم التحقت في الثانوية المركزية للبنات وفي العام الدراسي 1941-1942 دخلت كلية الطب وحصلت على شهادة الطب

في عام 1945 بعد ان حضرت اجتماع الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية واثناء هذا الاجتماع تقرر تغيير اسم المنظمة النسوية الى رابطة النساء العراقيات وانتخبت الدكتورة نزيهة الدليمي في ذلك الاجتماع عضوآ في هيئتها الادارية .

ترأست الدكتورة نزيهة الدليمي رابطة المرأة العراقية منذُ تأسيسها في عام 1952 ومثلت رابطة المرأة العراقية في مؤتمر النساء العالمي في كوبنهاكن عام 1953 والذي اصبحت فية رابطة المرأة العراقية عضوآ في الاتحاد النسائي العالمي الديمقراطي .

انتمت الدكتورة نزيهة الدليمي الى الحزب الشيوعي العراقي ونالت عضوية الحزب عام 1948 بعد ان اكملت كلية الطب وعملت كطبيبة في ميادين مختلفة وكانت دائمآ ام ومعالجة لابناء العراق الفقراء وكادحية وكانت تمتلك صفات الارتقاء والقيادة لذكاءها وجرأتها وطموحها وحلمها العراقي والانساني النبيل ونضالها من اجل التقدم والمساوات والعدالة الاجتماعية وخصوصآ وقوفها الى جانب قضايا المرأة العادلة ولهذا اصبحت اول أمرأة عراقية عضوآ في مكتب اتحاد النساء العالمي في منتصف الخمسينات واول أمراة عراقية في العراق والشرق الاوسط تحتل موقع رفيع حيث إستدعاها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم لتكون اول وزيرة للبلديات في جمهورية العراق الحديثة في عام 1959.

عانت الدكتورة نزيهة الدليمي الكثير بعد انقلاب 8 شباط الاسود وانحسار ثورة 14 تموز،حالها حال كل المناضلين العراقيين وخصوصآ كوادر واعضاء واصدقاء ومؤازري الحزب الشيوعي العراقي وتعرضت للمضايقات فأضطرت لمغادرة العراق والعيش في العاصمة الالمانية برلين وعانت عذابات الغربة والمرض بعيدآ عن وطنها العراق الذي وهبته زهرة شبابها لتموت غريبة وحيدة ومقعدة بعيدآ فقراء وكادحي العراق الذين احبوها وأحبتهم ولم تر من العراق الجديد سوى مكرمة السيد مسعود البرزاني في عهده عندما كان رئيسآ لمجلس الحكم الانتقالي بعد سقوط نظام البعث فشملتها مكرمته براتب تقاعدي قدره 700 دولار امريكي هو كل رصيدها في شيخوختها ومرضها وهكذا انطفأت شعلة حياة مناضلة عراقية وشيوعية واول وزيرة عراقية وعربية وشرق اوسطية.
نعم راتب تقاعدي 700 دولار بعد اكثر من 60 سنة من العمل والنضال وفي مواقع متقدمة. ألا تسمعوا يا وزراء العراق الجدد وبرلمانيه و بالعافية عليكم !!!!