| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

 

الثلاثاء 5/12/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

لماذا يرفضون تدخل العالم لإخراج العراق من عنق الزجاجة ؟


كامل السعدون

الأطراف المستفيدة من الوجود الأمريكي ، الرافضة لخروجه من العراق ، هي ذاتها الرافضة لتدخل الأمم المتحدة من أجل إعادة ترتيب البيت العراقي الذي خربه الأمريكان من خلال تبنيهم لبذرة الطائفية السياسية .
السيد الحكيم .. توجه لأمريكا للقاء بوش هناك وطلب منه بأسم تياره العريض الممثل للأغلبية ( الأغلبية الطائفية ) طلب منه أن لا يخرج جيشه من العراق ، بينما رفض الرجل ذاته خطاب عنان ودعوته لتدخل الأمم المتحدة لجمع الأطراف العراقية والقوى العالمية المؤثرة في الشأن العراقي للإجتماع لحل المشكل العراقي .
اليس اكرم وأشرف لهؤلاء لو كانوا صادقين في حرصهم على مكتسبات الديموقراطية الأمريكية ، ان يطلبوا من بوش جدولة إنسحابه من العراق وبذات الآن يتقبلوا التدخل الأممي الذي هو بكل الأحوال اكثر نزاهة بكثير من التدخل الأمريكي الفج الذي نشر الخراب والإرهاب والقتل على الهوية في عراق ما بعد صدام حسين ؟
لو افترضنا كما يدعون بأن الديموقراطية العراقية التي اوجدها الأمريكان قوية فاعلة مؤثرة مشعة على المحيط المجاور ولا مثيل لها في الشرق كله ( ولا حتى في إسرائيل وتركيا ) ، وبأن الدستور صحيح سليم حضاري وبأن العملية السياسية عامة بما تضمنته من إنتخابات ولامركزية وميليشيات ونهب وسلب وتقاسم للأسلاب وتهريب للثروات العراق وإدخال للعجم بالجملة للتسلط على رقاب الناس ، بأن هذا كله سليم معافى ولا غبار عليه ولله والأمريكان الشكر والحمد كله ، طيب لماذا تتوسلون الأمريكان بأن يمدوا بعمر وجودهم البشع المذل في العراق ؟
اليس لديكم الأغلبية حسب إدعائكم ولديكم جماهير مليونية تقف وراءكم وهي ذاتها التي إنتخبتكم وقطعا ستقف غدا دفاعا عنكم لو حصل لا سمح الله ما يعرض ديموقراطيتكم للخطر ؟
أما إذا كان الأمر عكس ذلك ، أي إن الوضع العراقي حرج وديموقراطيتكم الجميلة ( التي تقتل كل ليلة ما يفوق المائة عراقي ) ، في حالة خطر والأمريكان عاجزون عن إنقاذكم ( لأن حضورهم ذاته هو ابرز إشكال والسبب الأكبر لإستمرار العنف والإرهاب القادم من وراء الحدود ) طيب لماذا ترفضون دعوة عنان وهي يالتأكيد أشرف وأكرم وأقوى تأثيرا ( وأكثر وطنية بالنسبة لكم ولموقفكم امام شعبكم ) ؟
ما لا يشك فيه أن عصابات الطوائف ليس في صالحها خروج الأمريكان قبل إكمال مفردات اجندتها الطائفية والعرقية في تمزيق الجغرافيا العراقية والمجتمع العراقي إلى دويلات طوائف .
هذا المخطط لا يمكن أن يتم في غياب الأمريكان لأن اصحاب الطوائف لا يملكون قضية شريفة ، والأغلبية العراقية الصامتة ليست مع الطوائف ، والمحيط الإقليمي وبالذات العربي ليس بداعم للطوائف كما وإن الأمم المتحدة وكثير من الدول الكبرى ليست مع التقسيم الطائفي والعرقي ، فإذن ليس امامهم إلا راعيهم الأمريكي الذي كان له فضل إستيلاد الطائفية السياسية وتسليطها على رقاب الناس ، عبر تشكيل حكومات المحاصصة وإنتاج الدستور التحاصصي المتخلف وتشجيع الإنتخابات على اساس الطائفة ودعم تشكيل الأحزاب والميليشيات الطائفية ...!
المحتل الأمريكي هو المستفيد الأول والأكبر من الشرذمة الطائفية ، وليس لهم إلا هو وحده لكي يستمروا في ذبح العراق وتمزيق لحمته .... !

النرويج- 5ديسمبر-2006