| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

 

الجمعة 30/3/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس



عيدكم ... عيدنا ... عيد العراق كُلّه


كامل السعدون

-1-
ليس من حزبٍ تأنق القلم في حضرته ...كما الشيوعي .
ليس من حزبٍ عشق الكتاب والموسيقى والحرف والمرأة والطفل والأرض والوطن والفقراء كما الحزب الشيوعي ...!
ليس من حزبٍ ضحّى ولم يتشدق بتضحياته ، ولم يطالب بثمن لها كما الحزب الشيوعي .
ليس من حزبٍ كان ولاؤه للعراق ولفقراء العراق ولتربة العراق وفضائه ومائه ، كما الحزب الشيوعي .
ليس من حزب نسي الناس في حضرته طوائفهم وأعراقهم ولغاتهم واديانهم وقبائلهم ، كما الشيوعي .
لله درّك ايها الحزب ... ايها الجميل الدائم الفتوة ، الخالد ابد الدهر ... لله درّكْ ...!

-2-
تخيلْ ...!
فقط تخيلْ ... أن الحزب الشيوعي العراقي لم يولد عام 34 ...!
هل كان يمكن أن يكون القرن العشرين ، قرنا للوطنية العراقية الحقّة ؟
هل كان يمكن أن يلد لدينا الف شاعر وفنان ونحات وعاشق ومفكر وأديب وقائد سياسي ، كاولئك الذين ولدوا في حضن الحزب أو على ضفافه ... الجواهري ، البياتي ، فرمان ، النَوّاب ، سعدي ، السيّاب ، يوسف العاني ، زينب ، هادي العلوي ....!
هل كان يمكن لأعراقنا المتنوعة العديدة أن تتحابب وتتعايش بهذا القدر الجميل الرائع من الحب والتفاهم على اساس وطنية تقدمية حقّة بذر الشيوعيون وحدهم بذرتها المباركة .
هل كان يمكن لناسِنا أن يعبروا مخاضات الفرز الطائفي والقبلي والمذهبي لولا وجود الحزب الشيوعي في صميم البيت والشارع والحدث العراقي منذ الربع الأول من القرن العشرين ؟
كيف تسنى لفقرائنا الطيبين أن ينتصروا على اعراف القبائل وطغيان الشيوخ وزبانيتهم ، وسطوة الموروث الديني بغوايات الجنة الموعودة ، لولا شجاعة الرفيق الشيوعي الذي يطوي الأرض العراقية من اقصاها إلى اقصاها ، عابرا الجبل وهابطا الوادي ومخترقا للصحراء وشاقا طريقه وسط البردي وقصب الهور ، متوجها بهمّة صوب جمهوره المنتظر بشوق للبشارات الجديدة الملونة التي تحملها عينا هذا النحيل الجائع المغامر القادم من بعيد ...!
الوطنية العراقية الحقة وُجدت على ألسِنة وفي قلوب وفي فكر الشيوعيين قبل غيرهم ، بل قبلهم ولا غير لهم لحد الآن وللأسف ....!
الوطنية العراقية الحقة التي جمعت يهود العراق ومسيحييه وكورده وتركمانه وشيعته وسنّته في بوتقة واحدة ...!
تلك الوطنية لم تتحقق إلا في حضن الحزب الشيوعي وفي بيت الحزب الشيوعي وفي قلوب وكراريس واقلام الشيوعيين منذ عام 1934 ولغاية يوم الله هذا .

-3-
رغم أنه كان آخر من إرتضى الدخول في الخندق الأمريكي ، ( وليته لم يدخل ابدا ، إذ ما كان متوقعا ، إنقلب إلى كابوس طائفي بغيض بشع ) ، رغم هذا فإن سهام الأعداء تأبى إلا أن تتوجه لصدور الشيوعيين دون غيرهم ( او ربما مع البعض من هؤلاء الغير كالسيد علاوي وبعض الرموز القومية والتقدمية العراقية غير المتطيفّه ) ...!
السيد صاحب الحكيم ، وبعد أن إنتهى من إلتقاط وتجميع وثائق عصر الدكتاتورية ، وحيث لم يعد لديه شاغلٌ يشغله بعد أن اهمله النظام الديموقراطي الطائفي الجديد ولم ينتبه لمواهبه وإمكاناته الفكرية الخلاقة في تجميع الصور والأوراق ...!
بعد هذا وجد أن من الجدير به أن يراجع ثانية أوراق الماضي ، وهذه المرة الماضي البعيد ، ماضي بواكير البعث ( خصوصا وأن صدام قد أُعدم ولم يعد لنظامه وجود ولله الحمد ) ، فجاءنا بمقالة بائسة في صحيفة من صحف النت الصفراء ، ليطلق من خلالها ونحن على ابواب الذكرى الثالثة والسبعون لميلاد حزب الشهداء ، يطلق تساؤله القلِقْ ( كفاه الله شرٌ القَلقْ وأنعم عليه براحة البال والضمير ) عن دور الشيوعيين في فضح إنقلاب كان عبد الغني الراوي وبعض الإسلاميين المدعومين من إيران الشاه ، ينوون القيام به يومئذ .
كان ذلك عام 1970 حين كان الدكتور داعية السلام لما يزل بعد في بواكير الشباب ، قبل أن يغادر العراق صوب بريطانيا ، وقبل أن يقيض الله للإيرانيين أن ينعم عليهم الغرب بتسريب الخميني ليقيم لهم جمهوريتهم الطائفية الدموية الوسخة ، وقبل أن يتحول نظام البعث إلى نظامٍ فاشيٍّ دكتاتوريٍّ دمويٍّ بغيض على يد صدام حسين وأسرته وعشيرته...!
لا ادرى ما ضرورة وجدوى وقيمة مثل هذا الطرح النشاز لمثل هذا الأمر في يومنا هذا ، والشيوعيون لا يمثلون اليوم أي تهديد للدكتور سفير السلام ، ولجماعة الدعوة والمجلس والأسرة الطباطبائية الكريمة التي ينتمي لها حضرته ؟
جماعتكم في السلطة اليوم يا رجل ، وإيرانكم اليوم في صميم الحدث العراقي ، والعجم يقيمون بين بيوتنا وفي شوارعنا ولإطلاعات وريثة وخليفة السافاك حضورا واسعا في شوارعنا وبيوتنا ولله الحمد ...!
المليارات من الدولارات نهبتموها في بحر بضعة أعوام حتى جاوزتم حجم النهب الصدامي رغم أنه اقام في السلطة قرابة الربع قرن بينما أنتم بها منذ اربع سنوات حسب ، ورغم أنه لم يدخل العجم علينا ، بينما انتم ادخلتموهم من اوسع الأبواب ...!
الجريمة والطائفية والمخدرات والقتل على الهوية ناشطة في عهدكم ايما نشاط ، ولم نسمع أن بين مئات الآلاف من الناس الذين قتلوا بيد شرطتكم وقوات مهديكم وصدركم وبدركم وإطلاعاتكم وووو ، بينهم من قتل على يد الحزب الشيوعي ، حيث الشيوعيون هم الوحيدون اليوم ممن لا يملكون سلاحا ولا ميليشيا ولم يكن لهم نصيب من قصور صدام حسين وبساتينه التي تناهبتموها بينكم ...!
ثم ... هل يحاسب الدكتور داعية السلام والمحبة ، الشيوعيين العراقيين على وقوفهم مع وطنهم ضد مؤامرة إنقلابية رجعية مدعومة من قبل نظام اجنبي كان ( ولا زال من خلال خلفائه ) لديه في العراق أطماع ، تحققت اليوم بقوة على يد الأحبة الكرام من آل الطباطبائي الحكيم ( اسرة دكتورنا الجميل سفير السلام والمحبة ) ...!
مؤسف والله أن يتطاول الملوثون بالعمالة للعجم على حزب الوطنية العراقية ..مؤسفٌ والله غاية الأسف ....!

النرويج 30 آذار 2007