| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

السبت 22/11/ 2008



الإتفاقية ..جاءت لمن ومن المستفيد حقا وصدقا ..!

كامل السعدون

-1-
( لولا الولايات المتحدة والجيش الأميركي لما كان الإخوة الموجودون في بغداد فيها الآن ، ولا كنا نحن هنا في (أربيل) - مسعود البارزاني

-2-
لا اصدق ولا اجمل ولا اعقل من هذا القول ...!
لولا الأمريكان لما كان الحكيم الحليم والطالباني الرحيم وعبد المهدي الكريم والهاشمي المحسن (الحسن الترنيم ) ، والدليمي الرجّاف والصدر (ذو الأكتاف) ، في بغداد وكربلاء واربيل و.. (المناطق المتنازع عليها !!!) .
لولا خراب العراق وتدميره دولةً ووطناً وشعباً وأرضاً وثروات .. ما وُجد هؤلاء التُحفّ المثيرة للشغب والغثيان والقرف ..!
وإذ الأمر كذلك .. ونحن قوم لا ننكر ذو الفضل والإحسان ، حتى لو داس على الرؤوس وأنتهك الأعراض و.. نشر الفساد والعلل والأمراض ، فإذن علينا أن نقبل بجزمته فوق رؤوسنا ، خصوصا وأن تلك الجزمة كما يؤكد الكثير من ساستنا الأشاوس ، اخف ثقلا من جزمات أخرى في اكثر من ثمانين بلدا ..!
ولا ادري كيف ؟
واي بلد محتل آخر غير العراق ، (بصمَ) وختم على إتفاقية مثل تلك التي لدينا ؟
حيث .. نعلم جميعا ( وما اسهل أن نعلم اليوم وقد صارت المعرفة مشاعة ) ، نعلم أن ليس هناك في العالم كله اليوم بلدا محتلا سوانا ..!
صحيح أن الدول الأخرى تعرضت للضغط هنا وهناك ، وصحيح أن الكثير منها فيها قواعد امريكية ، لكن ليست محتلة البتة ، بل تمتلك سيادتها وتتبادل مع الأمريكان الخدمة والمنافع ، ويبقى حكامها منها ودستورها منها ، وشرطتها وجيشها من ابناءها ، ومعاهداتها ، هي معاهدات تبادل مصالح وخدمات ، كأي عقود تجارية بين اطراف حرّة بهذا القدر أو ذاك ..!

-3-
اول مؤاخذة كبيرة خطيرة على ( سوفا ) الحقيرة ، هي أن نظامنا الديموقراطي المبارك ، بأحزابه الطائفية ومرجعياته الدينية العراقية والإيرانية ، وميليشياته الهمامة الشجاعة ، نظامنا هذا ( الشفاف غاية الشفافية ، وليس له إلا أن يكون شفافا ، أو ليس هو ديموقراطي ؟ ) .
نظامنا هذا ، ظل لقرابة التسعة اشهر كاملة ، يحاور ويداور ويناور مع المحتل المحتال حول ( سوفا ) دون أن يشرك شعبه البائس ، لا بل وحتى ممثلي شعبه المفترضين في برلمان المؤمنين ، يشركهم في المناقشات والحوارات والمداورات والمعطيات ..!
ليس إلا ثلاثة أو اربعة أو ربما خمسة من زعماء الإقطاع السياسي وسماسرة الطائفية ، كانوا بما يجري عارفين ..!
ليس إلا هؤلاء .. أما الشعب بملايينه الثلاثين فكان في علقم جحيم الفساد والإفساد والإرهاب ماركة ( صنع في امريكا ) ، غارقا ...حتى الأذنين ..!

-4-
لا ادري ، كيف تستهين حكومة تدعي أنها ديموقراطية (من خلال إداء بعض الألعاب البهلوانية على هامش الديموقراطية ) ، تستهين بشعبها وممثلي شعبها المفترضين ، كل هذه الإستهانة ، إلا إذا كان الأمر لا يعني هذا الشعب وذلك البرلمان وتلك الكتل التي شكلت البرلمان .
وهو فعلا .. هو فعلا لا يعني الشعب ولا العديد من الأحزاب والكتل ( الممثلة ) لهذا الشعب ، بل هو يعني فريقين فقط هما الأمريكان والحكومة .
ومصداق قولنا هذا تلك النصوص العديدة التي تخدم النظام التحاصصي القائم ، ونظام كازينو القمار الأمريكي ( المجتهد لتعويض ما خسره من مليارات في لعبة الحرب على الإرهاب في العراق وإفغانستان ) .
( وسنأتي على تفصيل تلك النصوص في مقال لاحق ) .

-5-
وننتقل من إخفاء بنود المعاهدة طوال فترة التفاوض التي تناوب عليها ممثل البارزاني الجليل ، وممثلي الولي الفقيه ، إلى مسألة مناقشتها في برلمان الحجاج ..!
على عجل ، اقر البرلمان توقيع المعاهدة بأغلبية النصف زائد واحد ..!
يا لهوان الناس ومصالح العباد ومستقبل ارض السواد ، إذ تُقر إتفاقية بمثل هذه الخطورة بأغلبية النصف زائد واحد ..!
يا لهوان العراق ارضا وشعبا وتاريخا وجغرافيا وإقتصاد إذ تقرّ فيه مثل هكذا معاهدة مشبوهة خطيرة مثيرة بنصف زائد واحد .
ما ايسره هذا النصف زائد واحد ، إذ يكفيه ( ويزيد ) اصوات الأحبة ممثلي بعض عشائر الكرد ، مضافا لبعض اصوات الأحبة ممثلي الولي الفقيه ، وينتهي الأمر ويطير البرلمانيون الشجعان مع العيال والأحباب والجيران ، إلى مكة لإداء فريضة الحج والطواف حول بيت الرحمن ..!
هذا النصف زائد واحد .. تذكرني ( وتذكركم ولا شك ) بإقليم البصرة الذي يجتهد نابغة القضاء السيد وائل عبد اللطيف لتحقيقه عبر ملف تواقيع الواحد بالمائة من البصريين الكرام ( ثلاثين الف صوت من شعب عديده ثلاثة ملايين )...!
سبحان الله .. قرارات تمزيق البلد تكفيها واحد بالمائة أو واحد وخمسون ..!
هل بعد هذا هناك شك في أن لعبة غزو العراق كانت مربحة غاية الربح للأمريكان .
إتفاقية إستعباد وإستثمار ( وإستحمار ) برخص التراب ، تمزق الممزق اصلا إلى اشلاء بسكين واحد أو واحد وخمسون من ذوي ( الإحتياجات الخاصة ) من القصابين الشباب..!
وحسبنا الرحمن في هذا الفجور الذي ما بعده فجور ..!
 

يتبع المقال أخريات تجري على ذات المنوال في فضح معاهدة الإستحمار والإستغلال .


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس