| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

الخميس 16/10/ 2008



عن المستكردين العرب انصاف اليساريين .. نتحدث..!

كامل السعدون

-1-

قبل اتاتورك .. قبله بكثير .. كان الأكراد ( كما غيرهم ) جنودا مخلصين للدولة العثمانية ، وكان لهم مشاركتهم المباركة في قمع الآشوريين والأرمن ووو ..!
وهو تاريخ مضى وأنقضى .. لكن ولاءهم لأتاتورك واسلافه ، لم يكن اقل من هذا بكثير .
فالرجل واسلافه من غول واردوغان لم يعدموا ، خروج الحشود الغفيرة من إخوتنا الأحبة الأكراد من مواطني الجنوب التركي وهم يستقبلون هؤلاء إبان الزيارات الإنتخابية ، يستقبلونهم بالورود والأحضان ، والأمل بتحسين الأوضاع .. ولا مزيد ..!
( تماما كما كانوا يفعلون ايام صدام حسين وكل من سبقه من زعماء ، وصولا إلى فيصل الأول ، مؤسس العراق الحديث ، وليس لهم إلا أن يفعلوا فتلك اوطانهم وهؤلاء حكامهم الواقعيين ..!) .
لم يكونوا في تركيا يحلمون .. لا بفيدرالية ولا بطيخ .. ولا حتى السماح بقراءة تاريخهم بلغتهم القومية ( رغم ان هذا الشعب الطيب ليس لديه لغة كتابة ولا حرف خاص به ..! ) .
نقول .. لم يعدم الزعماء الأتراك الوف الأكراد من مواطنيهم وهم يقفون مع الدولة .. الدولة المركزية الديموقراطية المتحضرة الموالية للغرب كل الموالاة والحالمة بالدخول إلى الوحدة الأوربية ، ( تماما كما كان مئات الآلاف من الأكراد يقفون مع الدولة المركزية سواء ايام الملكية أو ايام الأخوين عارف أو البكر أو صدام حسين ، وقد كان زعيمنا المبجل الطالباني قائدا لبعض اولئك الجحوش فيما كان يسمى كتائب صلاح الدين ) .
الأخوة الأكراد في تركيا ( وفي سوريا وإيران ايضا ) ، مع الدولة .. في الشارع وتحت قبة البرلمان ، وهكذا كانوا في العراق ، فمنهم جنرالات العراق النبلاء الذين خرجوا من عباءة العثمانيين إلى خيمة الدولة الوطنية العراقية ..!
وذات الشأن شأنهم في سوريا ، حيث كان منهم بعض زعماء الإنقلابات الذين غدوا رؤساء دولة ، وكان ولا يزال منهم جنرالات في الجيش السوري والمخابرات ..!
هم في تركيا .. في صميم الدولة ، كما العرب والعلويين والأعراق الأخرى ..!
هم معها في البرلمان ... البرلمان الحقيقي لا برلمان الطوائف النشاز عندنا ، والذي صنعه الأمريكان ليشغل مقاعده بكل همّة حشدٌ من الإيرانيين ..!
تلك تركيا يا شيخنا... الحبيب ..!
تركيا العلمانية القوية ، ذات الصناعة والتسليح الراقي والوحدة الوطنية الخلّاقة .. !
تركيا لم تعدِم .. ونحن .. نحن ويا اسفي علينا .. فقدنا البوصلة وعدِمنا... عدِمنا المفكر العراقي .. والصحفي العراقي الشريف الذي يقف مع وطنه .. مع تاريخه .. مع جذره الثقافي والإنساني .. مع حضارته ..!
( سيّار الجميل .. الدكتور النبيل المثقف المفكر حقا .. واحد من هؤلاء .. واحد ممن لم نعدمهم ولحسن الحظ ) .
العراق .. عدِم من يواليه حتى من بعض ابناءه .. ابناءه الذي يدعي الكثير منهم الوطنية والتقدمية ، وإذ بهم يسطّحون الأمور ايما تسطيح ، فيتحدث متحدث منهم من شيوخ التقدمية ، يتحدث عن كردستان الشمالية والغربية ، وعن حقوق الأكراد في ان يبتزوا الدولة وينهبوا ثرواتها ويستبيحوا حرماتها ويهجرّوا ويقتلوا ابناءها وبالذات من الأعراق العراقية الجميلة ذات الفضل الكبير علينا كلنا في كونها الجذر والأصل والمنبع وال.. مصبّ ..!
وذات.. ذات الشيخ الكريم .. رأيناه كرديا تُركيا أكثر من اكراد تركيا ، وكرديا سوريا اكثر من اكراد سوريا .. وسمعنا صوته القوي من برجه الألماني العاجي ، سمعناه مشرقا متفائلا مجلجلا ، يشيد بفيدرالية الإقطاع الكردي المغتصبة عنوة في ظل غياب الشارع العراقي عن الحدث إذ هو محجورعليه ، مُغيّب .. من قبل الأمريكان والإرهابيين وزعماء الطوائف ..!
يتحدث عنها بهمّة وتفاؤل وكأنها النموذج الجميل الذي يجب أن تحتذي به البشرية جمعاء ، بما فيهم الأمريكان ذاتهم الذين عليهم أن ينقلبوا على فيدراليتهم البائسة ليتبنوا فيدرالية الطوائف في العراق ، حيث كمّ من البيارق والجيوش والمخابرات والرئاسات ورئاسات الوزارات ..!
وليذهب الأمان والإستقرار والرفاه والتعايش بين الشعوب وإستقرار البلدان والشرعية والدستورية ورأي الناس والتحكيم الدولي ورأي الجيران والمعنيين .... ليذهب كل هذا.. كله .. إلى الجحيم ..!
كل ما في الأمر يأتي الأمريكان ( أو اي مرتزقة آخرون ) لغزو بلد ما ، يرحب بهم بعض شعب هذا البلد ، ثم يتم تفتيت البلد على عجل قبل رحيل المحتل ..!
يا للبساطة .. يا لليسر ويا للجمال ..!

-2-

هل انا ضد الفيدرالية .. اعوذ بالله ..!
هل انا ضد الأكراد .. لا سمح الله .. البتة ... البتة .. بل انا مع حق تقرير المصير لكل اعراق وشعوب العراق ..!
لكن ليس هكذا يا شيخنا الكريم .. فالفيدرالية والإستقلال وحق تقرير المصير ليس عملية سلق بيض ، وإلا لما تعب احدٌ ولا ناضلت شعوب ..!
في تركيا يلعن الأكراد اوجلان ، بينما بعض عرب العراق تجدهم من ابراجهم العاجية يصرخون ويطبلون ويزمجرون بحق تقرير المصير لأكراد تركيا ، بعد أن خانوا العراق ووقفوا مع المحتل وادواته ..!
الكلام سهل يا شيخ ، لكن مسؤوليته على الضمير كبيرة ، ونحن راحلون .. جميعنا .. لكن العراق باق ودماء العراقيين ( وبينهم اخوتنا الأكراد ) واموالهم ليست ابد الدهر حقا مستباح لكل زعيم قبيلة او طائفة أو إقطاعية .. مثل إقطاعيات الرفاق الأحبة الذين قتلوا من الشيوعيين ما لم يقتله صدام ..!
اليس كذلك يا شيخنا .. اليس كذلك ..!

-3-

كما في كل اعراس الدم العراقية المستمرة منذ خمسة اعوام .. يكون القاتل مجهولا .. أو تلقى الجريمة على التكفيريين والقاعدة .. وكفى الله المؤمنين القتال .
كما في كل اعراس الدم وبينها ما كانت ايادي زعماء الأكراد وبيشمركتهم جلية واضحة فيها ، يلقى الذنب على مجهول ، ويستمر المخطط .. المخطط المبارك لتقسيم العراق .
اكثر من إعلامي عراقي .. اكثر من كاتب ، يتحدث بشغف عن فيدرالية غريبة لم يسبق للعالم كله أن إختبرها .. إلا العراق .. عراق الأمريكان والإيرانيين ..!
اكثر من كاتب يرتكب جريمة الحديث عن المناطق المتنازع عليها ، ولا ادري متى تنازع العراقيون بينهم على ارض ، في زمن صدام ام زمن العثمانيين أم السلاجقة ام البويهيين أم الدولة الوطنية الملكية التي كان مليكها العربي المؤسس القادم من البعيد اكثر وربّي عراقية من عراقية زعماء الطوائف في عراقكم الجديد النشاز ..!
الشمال العراقي لم نرث فيه آثارا كردية ، إبحث .. نقب .. ستجد آثار آشورية وسريانية ويهودية .. ولا كردية البتة..!
الشمال العراقي لم نحارب لإنتزاعه من دولة كردستان ..!
لأن هذه الدولة لا وجود لها البتة ، وهذا الشعب الطيب كان موزعا على عدد من الإمارات الإقطاعية المعزولة فوق قمم الجبال وترتبط بقدر ما بالدولة القائمة ، عثمانية كانت أو فارسية أو .. عربية إسلامية ، ولا تجمعه ببعضه لغة ولا ثقافة ولا كتابة ، والتسمية ذاتها أطلقها بعض المستشرقين المتأخرين ( رغم أنها حق لأخوتنا الأكراد لو كانوا راغبين وعلى مسؤوليتها قادرين ) ..!
العراق الحالي ليس عراق صدام حسين أو زعماء الطوائف ، لم يؤسسه هؤلاء ، بل هو ثمرة تأسيس عربي إنجليزي ، تم الإتفاق فيه على حفظ حقوق الأقليات من الأعراق غير العربية ، وفعلا كانت الدولة العراقية وبالذات ايام الملكية ، كانت امينة إلى حد كبير على تلك الأعراق .
ويبقى .. يبقى لأخوتنا الأكراد حق الإستمرار في العيش ضمن العراق ، أو الإنفصال المبارك ، إذا سمح لهم الأتراك والإيرانيين بذلك ، وهذا إن لم يكن مستحيلا فهو إليه اقرب ..!
وواجب المركز أن يدعمهم .. يدعمهم في الإنفصال وإقامة دولتهم المستقلة ، وليتهم يفعلونها اليوم قبل الغد .. لنرى إلى اين سيصلون ..!
لكن .. ضمن ما تركه لهم صدام حسين من مناطق ، كانت تسمى مناطق الحكم الذاتي ( الذي طبلوا له ورقصوا طويلا قبل أن ينقلبوا عليه بدعم من الشاه ، ولاحقا من إيران الخميني ) .
ضمن ما هو معترف به من مناطق ، يشكلون فيها الأغلبية ، أما ما ينازعون العراق عليه فحكمه للمؤسسات القضائية الدولية المكلفة بحل مثل هكذا نزاعات ..!
ومثل هذا يتم بعد أن يبرأ العراق من جراحه ويتماثل للشفاء وتشرق فيه ثانية شمس الوطنية التقدمية ..!
متى ؟
ليس بعيد .. لا .. فكلها سنون قلائل ويشبع الناس من اللطم والنواح ، ويكف الحرامية عن النهب بعد أن تمتليء البطون والجيوب بالسحت الحرام ..!
نعم .. !
ليس الآن .. فهذا ليس اوان توزيع غنائم .. !
لأن تلك اموال ( يتامى وولايا .. كما يقول المصريين ) ..!
اموال شعب وأجيال وتاريخ سيحاسيكم ويحاسبنا وستلاحقنا لعنات الأحفاد إن فرّطنا فيما لا نملك ..!
اليس كذلك يا شيخ .. ولا يهونون بقية السامعين ..!

 


 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس