الأربعاء 15/10/ 2008

لا تكرموه فهو غنيٌ وأنتم الفقراء ..! كامل السعدون -1- في جلسته المنعقدة في الثاني عشر من اكتوبر ، إقترح البرلماني الخطير الشيخ العطية ، تكريم النائب حميد مجيد موسى ، لمواضبته على الحضور لكافة جلسات مجلس النواب . لا ندري الجدوى من هذا الإقتراح ؟ اهو رغبة من الشيخ وبقية الحرامية لتبييض وجوههم التي كلحت من فرط ما نهبوا وسلبوا وأستباحوا من ثروات وكرامة العراقيين ، أم هو إحساس بالذنب على ما اقترفوا ويقترفون كل يوم ..! على اية حال .. الإقتراح اثار فيّ شهية الكتابة رغم أن هناك ما هو اجدر من هذا الموضوع ، فلأعلق والعنوني إن كنتم راغبين ..! هذا الرجل .. النائب ... الجدير حقا وصدقا بالنيابة البرلمانية والممثل حقا وصدقا للجذر العراقي والوحدة الوطنية العراقية والنضال الحقيقي الجاد المنزّه من كل اغراض .. هذا الرجل ..ولحسن حظ العراق والعراقيين ، ليس من اهالي الحج والعمرة والزيارات الشعبانية والرمضانية ، والطواف حول الأصنام والقبور زيفا ورياءاً كما يفعل بقية زملاءه البرلمانيون ، وليس له اشقاء في دول الجوار من العجم أو العرب ليقضي بينهم الأشهر الحرم كما يفعل هؤلاء ، ولا هو من مُريدي الكعبة الأمريكية أو البريطانية ليقض الإجازة هناك في احضان المخابرات ، ولا نظنه مالك فلل أو قصور في دبي أو لندن ليذهب لمتابعة البناء وتوجيه العمال ، ولا هو من لصوص البترول وتجار الخردة والآثار ليقضي بين الحين والآخر وقتا في طهران أو دبي أو عمّان لقبض ثمار منهوباته وعقد إتفاقات جديدة ، كما يفعل الكثيرون من زملاءه ..! ولا هو من تلاميذ الحوزات الإيرانية ليذهب إلى ( قم ) بين الفترة والأخرى لمتابعة الدرس ونيل بركات الأشياخ الكرام ..! وبالتالي فليس للرجل إلا أن يكون حاضرا في البرلمان لإداء دوره الذي ما كان له من مناص إلا قبوله وإلا فتركه سيفرغ ولا شك البرلمان وقبته من نسمة وطنية عراقية حقيقية تذكر الناس بأيام زمان .. ايام ما قبل الفتنة الأمريكية الإيرانية غير المباركة ..! -2- اما عن إغناءه للمجلس بطروحات موضوعية ( كما اشار رئيس المجلس ) ، فالرجل لا يكرهكم لكي لا يكون موضوعي .. لا يكره شيعتكم أو سنّتكم او اكرادكم ، لأنه لا يعرف هذه الأوصاف ولا يُعنى بها من قريب أو بعيد ، لأنه عراقي .. عراقي حسب ، لا عربي ولا كردي .. لا فيلي ولا شبكي .. لا بعثي سابق ولا إرهابي لاحق ولا هو من آل البيت أو الطائفة المنصورة ..! لا هو سيستانيُ المرجعية ولا وهابي الهوى ولا شأن له بتاريخكم وصراعات اجدادكم على ميراث محمد أو صدام حسين ..! لا هو من عشاق الثروة فيرائي ويقاتل من اجلها وينحاز لهذا الطرف ضد ذاك وفق ما يدفع هذا الطرف أو ذاك من رشاوي ، كتلك التي تتبادلونها بينكم وهي كلها في الأساس منهوبة من ثروات العراق وشعب العراق . لأجل هذا لا ينبغي لطروحاته إلا أن تكون علمية عقلانية واقعية منطقية . -3- وثالثة أخرى ..! الرجل يعرف ما يريد .. ما يريد هو ، ما يريده حزبه ، ما يريده العراق ..! الرجل لم يأتي للبرلمان أو للسياسة ليلة البارحة أو قبل عام أو عشرة ... ! ليس من نتاجات الحملة الإيمانية الصدامية أو ثورة الخميني الدموية في إيران ، ولا هو من ثمار القاعدة أو من المعتاشين على هبات لصوص البترول في مدن الملح العربية في الخليج ..! والرجل ليس من اصحاب الفتوى أو الذين يفكر لهم عجائزهم بينما هم يقلدون ..! بل هو اصلا صاحب فكر علمي عادل عريق ، فكر يمثل دليل عمل قابل للنقاش والتغيير والتطوير ، لا دستورا مقدسا يتبعه البلهاء دون نقاش أو تفكير ..! لأجل هذا واكثر من هذا ، ليس لحميد مجيد موسى إلا أن يكون موضوعيا وسط هذا الكم الهائل من البلهاء والمشعوذين ..! كرّموه إن شئتم أو لا تفعلوا ، فهو بكل الأحوال اكرم وأكبر منكم .. ايها البؤساء المختبئون في جزيرة الأمريكان الخضراء ..! -4- اظن أن التكريم المقترح من قبل الشيخ العطية ، سيكون لا شك كتابٌ تكريم ومسبحة ( وتربة ) من ارض اجداد خامنائي والخميني والصدر مقتدى ...! وجميع هذا لا اظنه مما يسيل له لعاب السيد النائب ، فهو بالأساس غني بما هو اكبر وأجمل و( ابرك) من كل هذا ..! دعوا الرجل يحضر بلا ضجيج ولا تحاولوا تلويثه ..! دعوه فقد ينفع الناس الذين نشرتم بينهم الكوليرا والسرطان والجوع والبؤس والحرمان بينما انتم تتقاتلون مثل الديكة فوق تلة القمامة الأمريكية ..!