| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

الأثنين 15/12/ 2008



لن يبنى الجيش ولا حتى بعد قرن ...!

كامل السعدون

-1-

"
نفهم ان الجيش العراقي لن يبني في ثلاثة اعوام . نحتاج حقا الي سنوات اخري كثيرة. قد تصل الي عشر سنوات"
                                                               
علي الدباغ – الناطق الرسمي بلسان حكومة الطوائف

-2-
الأوطان .. ليست بيوت متلاصقة ، الشعوب ليست مجاميع من النساء والرجال والأطفال .. والدولة ليست علم ودستور ولغة وحكومة وبرلمان ووزارات ومؤسسات وسجون ..!
والجيوش ، ليست خوذ وجزمات وأسلحة وضبط وربط وقوانين خدمة ونظام تجنيد وتدريب وإستعداد ومخابرات وووو ..!
لا هذا هو هذا الذي نراه في العراق اليوم ، ولا ذاك هو ذاك الذي كائن في عراق ما بعد الدكتاتورية ..!
لأجل هذا فإن من المستحيل إعادة بناء شيء مما هدمه الأمريكان واتباعهم من الأحباب .. الأذناب..!
الأوطان تجمع عناصرها المشتركات التاريخية والجغرافية والثقافية والمصالح المشتركة ، اي عنصر ينتفي من هذه يفتقد الوطن مقوما من مقومات ديمومته وبقاءه على قيد الحياة .
والجيش ... الجيش لا يبنى قبل الوطن ، بل بعده ، لا يبنى قبل الدستور بل بعده ، لا يبنى قبل الدولة بل بعدها ، لا يبنى قبل حضور المشتركات بين اهل الوطن ، بين عناصر الوطن ، بين نسيج الوطن .
ثم .. هو لا يبنى بأياد اجنبية وإلا لكان لا اكثر من مرتزقة وأدوات للأجنبي الغريب .
هل الوطن العراقي اليوم ، هو وطن كل العراقيين ؟
هل الوطن العراقي اليوم يحمل أجندات وأهداف وتطلعات ومطامح ومشاعر ومشاريع يجمع عليها كل أو جُلّ ابناء الوطن ؟
بالتأكيد كلا .. البتة ..!
الأمريكان وزعماء الطوائف العراقية ، توافقوا على إسقاط النظام وإنتهاك الوطن من اجل اجندات فئوية ، إثنية ، عرقية لا شأن لها بالعراق كوطن وشعب ودولة وسيادة .
وإنشغلوا خلال قرابة الستة اعوام على تجذير بذرة الشقاق التي تعكزوا عليها لشرعنة التغيير ..!
خلقوا ميليشيات طائفية وعرقية تحمي مصالح الطوائف والأعراق لا مصالح العراقيين كشعب واحد .. عززوا ثقافة الإفتراق والكراهية بين الطوائف والأعراق .... شرعوا بالإنتقام من بعضهم البعض على خلفيات تاريخية ودينية فاسدة وزائفة ... سنّوا على عجل دستور فاسد يعزز الإفتراق ، بنوا جيشا وشرطة على اسس طائفية وعرقية ، شرعوا بتعزيز احزابهم ذات الطابع الإثني والطائفي لا الوطني ، زجّوا بالأميين والجهلة في مراكز صنع القرار فجاء القرار ثمرة من ثمار الإفق الضيق للجاهل المتحزب المتعصب لعرقه وطائفته ..!
على مثل هكذا ارضية ، لا يمكن بناء دولة حقيقية ..!
ربما نجحت بعض الدول في بناء ذواتها على اسس آيديولوجيات متخلفة ورؤية دينية تاريخية فاسدة مريضة ، لكن هذا صح في الدول ذات العرق الواحد والطائفة الواحدة( بعض دول المنطقة ) أو الطائفة الواحدة حسب ( واحدة من جيران العراق على الأقل) ، لكن حيث تختلف الأعراق والطوائف ، يستحيل بناء دولة على مثل هكذا ارضية ..!

-3-
لم يجانب الحق معالي الناطق الرسمي لحكومة الطوائف حين قال أن العراق ( يعني حكومة الطوائف وبرلمان الطوائف ودستور الطوائف ) بحاجة لبقاء الأمريكان لعشر سنوات اخرى على الأقل ( وهذا ما يؤكد ما قاله الكثيرون من أن هناك بنود سرية وأن الإنسحاب المزعوم لن يكون في عامين كما ارادت الحكومة الإيحاء للناس ) .
لم يجانبه الحق البتة فبذرة الخراب التي زرعها الأمريكان تستدعي بقاءهم ليس لعشر سنين حسب ، بل ومائة سنة ، وإلا فمن يتعهد ديموقراطية الشقاق بالسقيا إذا غاب غارسيها ، خصوصا وأن هناك الف طرف متهيء لغزو العراق وإلتقاط الثمرة في حال خروج هؤلاء ...!
لقد مرروا الدستور والإنتخابات والحرب الطائفية والتدخل الإيراني وإنشاء الميليشيات على عجل ، ثم مرروا الإتفاقية بسرعة البرق ، واليوم يريدون تسويق بقاء الأمريكان كيما يستمروا هم في النهب وإشغال الناس باللطم والنواح على الماضي بينما هم يكنزون المليارات ويتاجرون بالشهادات والثروات العراقية ويمارسون بتلذذ لعبة الإنتقام من انفسهم من خلال الإنتقام من العراق ارضا وشعبا وتاريخا وجغرافيا ..!
وكلما أنكر عليهم احدٌ هذا الذي يفعلون هتفوا بجذل .. ( هذا ما ورد في كتاب عهدنا الجديد المقدس ( الدستور ) ..!

-4-
سيظل العراق ربما لبضع عشرات من السنين دولة عاجزة ، فاسدة ، مريضة ، مشلولة ..!
ربما لن يتمزق كليا اليوم أو غدا ، لكنه سيبقى مترهلا بالكثير من الخلايا السرطانية الناشطة هنا وهناك في الشمال والجنوب ..!
ونتيجة غياب الإنسجام الوطني والوحدة ، سيبقى بدون جيش وطني ، بل وبدون شرطة ومخابرات وأمن وطني ..!
وستبقى وزاراته مرتعا للفاسدين والجهلة والعملاء والتقسيميين المنافقين ..!
وستصبح الميوعة والخلاعة السياسية والإسفاف والخرافة والتفكك والتناحر شرعة بين الأجيال تتوارثها ابا عن جد ..!
وسيقول القادمون ( حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا الأولون ) ..!

-5-
الصفحة العراقية لا اكثر من صفحة اولى من كتاب الشرق الأوسط الجديد ..!
إنتظروا الصفحات القادمة ايها الغافلون السعداء بما أوتيتم من حيث لم تحتسبوا ..!






 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس