| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كامل السعدون

 

 

 

 

الثلاثاء 12 / 12 / 2006

 

 

نصر الله ... الحكيم ... وجهان لعملة واحدة

كامل السعدون

غمز نصر الله في خطابه الأخير من بين ما غمز ، من قناة زميل شيعي آخر يتفق معه ومع رفاقه اللبنانيين في الولاء للعجم ولوليهم الفقيه ، نعني السيد عبد العزيز الحكيم ، وحاول التبرء من فعلة هذا الزميل في التحاور والتوسل للأمريكان للبقاء في بلده ( أو البلد الذي يحمل جنسيته ) .
حاول أن يوحي لنا بأنهما مختلفان ، فهو وطني لبناني لا يستطيع أن يرى لبنانه يدار من قبل السفارة الأمريكية والسفير فيلدمان والشمطاء رايس ، بينما سوريا العروبة وإيران الإسلام غائبتان عن هذا البلد ، وكان عليه ان ينهض ويُنهض الغوغاء مطالبا بإسقاط حكومة فيلدمان .
أما الآخر ، رفيقه الآخر الذي يلتقي معه على التشيع الصفوي فإنه لعب ويلعب دور العراب للأمريكان ولا زال يصر على بقائهم ويجدد البيعة لهم للإستمرار بكامل حشودهم وعدتهم فيه لغاية وصوله إلى اهدافه في تمزيق لحمة هذا البلد ومنحه شهادة ميلاد دولة شيعستان الإيرانية في جنوب العراق .
وكما هو لبناني وطني نظيف عفيف شريف مصر على حرية بلده وإستقلاله الناجز عن كل المستعمرين من امريكان وفرنسيين وسعوديين ومصرين ، فهو عروبي حتى النخاع وما تحت النخاع لدرجة يحسده عليها زعماء الأحزاب القومية الشوفينية العروبية كالبعث والناصريين وغيرهم ، وحيث هو كلك فصرخات وأنات وتأوهات ثكالى وأيامى ويتامي غزة وجنين ونابلس توجعه وتقض مضجعه وتدفعه للتضحية بلبنان كله ( ولبنان لبنانه لا لبنان السنيورة وجعجع ومطارنة بكركي والشيخ الجميل وجنبلاط ) من اجل تحرير الأرض السليبة المقدسة ، في اي وقت يشاءه الولي الفقيه وتابعه القومي العروبي الكريه في دمشق ...!
بينما الآخر ... عبد العزيز الحكيم فهو يفضل أن يرى الشيطان ذاته وبعمامة سوداء أو بيضاء من عمائم قم ، ولا يرى العرب أو يسمع لغتهم أو يدنو سياسيوهم من بلده ولو لزيارة أو تجارة ...!
ومن المفارقات أنه يؤكد بأن شيعته هم الأغلبية في العراق ويصر على إنهم رغم اغلبيتهم التي تبلغ الإثنا عشر مليونا فإنهم يقتلون بالجملة من قبل الأقلية العروبية السنية التي لا تتجاوز الأربعة ملايين وأن امانهم ورفعتهم وإستقرارهم لن يحصل إلا ببقاء الأمريكان في العراق اولا والإنفصا ل عن هذا البلد برعاية هؤلاء الحلفاء الطيبين .
واقع الحال أن الرجلين لا يختلفان كثيرا ... بل إنهما يتطابقان في كل شيء تقريبا ، ولكنهما يلعبان دورين مختلفين كل الإختلاف بهدف واحد وحيد .
الزميل اللبناني لديه في بلده تقاليد طائفية عتيقة وراسخة لا يستطيع القفز عليها إلا بأن يحتضنها ويحتضن شعاراتها ولو نفاقا ، بينما الثاني لا زالت بواكير الطائفية في بلده تحبو وعليه تأسيسها وتقويتها تمهيدا للإنفصال بما يمكن أن ينفصل به من ارض ومال وثروة عراقية .
الأول لديه فلسطين عند الحدود ورقة لعب مثيرة مفيدة مربحة له ولزعمائه ، وبالتالي فهو بحاجة لتفعيل هذه الورقة لتعزيز حضوره في الترتيبات الطائفية في بلده تمهيدا لبلع الطوائف الأخرى في زمن لاحق .
الثاني لديه إيران على الحدود ولا بد من أن يلتحم بها اليوم قبل الغد لفصل العراق عن العرب ، والظرف نافع الآن حيث الأمريكان موجودين بكثافة وحيث هم مجهدون من العرب وسلفيو العرب ورفض العرب للإصلاح والتغيير وتقبل الآخر .
الأول يلعب لعبة إيران في الإختراق الثقافي والسياسي للعرب من خلال القلب العربي في فلسطين وبلاد الشام حيث المركز على مقربة من الأطراف ( مصر والسعودية ومن ورائهما دول الخليج ) ، بينما الثاني يلعب لعبة فصل الطرف العراقي حيث هو قريب من إيران وقصي على بقية العرب وظروفه مناسبة للتشرذم .
الزميلان أو الرفيقان في لبنان والعراق يلعبان ذات اللعبة الإيرانية بذات الأدوات السورية والأمريكية والإسرائيلية والمحلية ... الطائفية .
وذات اللعبة نافعة للأمريكان كما الإسرائيليين ، فليس في مصلحة الإثنين أن تكون هناك حرية للشعب اللبناني أو ديموقراطية للعراقيين ، أو إستقرار للعرب ...!

النرويج – 9ديسمبر 2006