| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

الخميس 6/5/ 2010

 

التشكيلي حمزة ماجد في ذمة الخلود

كاظم السيد علي *

فجأة وبعيدا عن المشهد الفني رحل الفنان التشكيلي حمزة ماجد الشخصية التشكيلية التي رسمت تاريخا مضيئا بالإعمال المتميزة بين أقرانه ، اثر أزمة قلبية مفاجئة في مدينته الديوانية الأثيرة .

يعتبر الفنان التشكيلي حمزة ماجد من الفنانين الذين ينتمون للواقعية - بلا شك كانت تستوقفه أعمال جيل الرواد خاصة الذين جسدوا اتجاه الواقعية في أعمالهم ومن خلالها يجسد طموحاته ورؤاه ,وتعدد الصور الجمالية للإنسان والموروث الشعبي فهو يعده مصدرا وهاجسا لإبداعه فمنه استطاع ان يبلور أسلوبا يعبر عن الواقع ومنحه سمة تؤكد على نقل التعبيرية 00وان يصل تجارب الفنانين الذين سبقوه في هذا المضمار ، فلكل إنسان بداية فكانت بداية الفنان الراحل حمزة ماجد من مدينته الدغارة والمدرسة الابتدائية والخضرة والماء الدافق والذي تغزل به أكثر من شاعر وحياة الفلاحين البسيطة وجارته التي تعمل البسط وتلون الغزل بلون (الجوهر) ذي الألوان البراقة فمن خلال كل هذا تزخرف الأزر بالزخرفة البديعة العفوية وترسم أشكال الإنسان والحيوانات كالأسد والثور والغزال والهدهد والديك والطاووس بأشكال غريبة فكان يجلس مبهورا بما تعمله تلك المرأة الريفية الفنانة الفطرية , فمنذ تلك اللحظة بقي الموروث هاجسه منذ الصغر ولحد رحيله المفاجئ , (حتى نقلت هذا الموضوع الى تلاميذي بعد تخرجي من معهد الفنون الجميلة )، هذا ماأكده لي في إحدى لقاءاتي معه في مدينة الديوانية . و من الذي اخذ على يده الفرش والألوان من الرواد فهو تتلمذ وتأثر بالألوان والشكل على يد الفنان سعدي الطائي وتعلم فن الكرافك على يد الفنان مؤيد الاعظمي بعد عودته من روما اما النحت فتعلمه على يد الفنان كريم خضير .

ولعل ابرز المحطات في مسيرة الفنان ماجد ، أن يكون الفن التشكيلي لكل الجماهير لاننا نعيش في مرحلة تتطلب طرح وتقديم فن يؤرخ حركة التغير الاجتماعي ويستوعب حركة الجماهير من خلال امتلاكه جوهرا أساسيا في مجموعة الأفكار الإنسانية ذات مضامين اسهمت في ايجاد علاقة اسمى بين الفنان والمتلقي وذلك من وجوده كعنصر فاعل في التجربة الحضارية التي يشهدها البلد. فالفنان يجسد المثل الرائع في رسالة الفن المقدسة ,اذ يكشف عن أصالته وثوريته ,فهو يسعى بجد من اجل بناء الإنسان أيديولوجيا وأخلاقيا في المجتمع الجديد ,بالقدر الذي يهدف كضرورة إنسانية إلى إشباع حاجة الفرد والمجتمع إلى القيم الجمالية والروحية،اما الموروث الشعبي والبيئة العراقية (النخلة ) تبقى رمزا للتخيل الراحل حمزة ماجد مهما تعددت أساليب الفن وتنوعت موضوعاته هذا ماظهر جليا في اغلب اعماله التي شاهدتها في اغلب المعارض التي ساهم فيها .

ومن الجدير بالذكر ان الفنان حمزة ماجد .. من مواليد مدينة الدغارة – الديوانية ،خريج معهد الفنون الجميلة – بغداد ، شارك في العديد من المعارض التشكيلية منها : معرض الواسطي / المعرض السنوي لجمعية التشكيلين العراقيين وفي جميع المعارض التي أقيمت في مدينة الديوانية , أنجز كتابا تحت الطبع لحركة الفن التشكيلي لمدينة الديوانية التي امتازت بولادة العديد من مبدعي التشكيل العراقي كعاصم فرمان وكاظم نوير وضياء الخزاعي وسعد علي ورسمي الخفاجي وواسط البدري وحكمت الشيباني ومحمد سوادي وضياء الخفاجي ،وو..القائمة تطول
الذكر الطيب لرفيقي وزميلي حمزة .. ولعائلته وأحبته ورفاق دربه الصبر والسلوان .
 

* رئيس تحرير مجلة الشرارة .



 

 

free web counter