| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

الأثنين 30/8/ 2010

 

النحات رباح السعدي

من جذع النخيل .. ينحت روائعه الفنية

حوار : كاظم السيد علي

النحات رباح السعدي .. اهتم منذ السبعينات بفاعلية " المادة في النحت " فالمادة كما يراها أرسطو، سانتيانا ، هيغل ، وغيرهم الكثير من الفلاسفة والنقاد والباحثين في مجال الفن على أن العمل الفني ومنه النحت يعتمد على ثلاثة أركان هي أولا : المادة وثانيا: الفكرة وثالثا : التنظيم ، وبناء على هذه الأهمية الأساسية للمادة فأن الفنان السعدي رباح ، دأب على البحث في المادة لتكون هاجسا لمواضيعه النحتية فكان اختياره لمادة " جذع النخيل " مادة لأعماله النحتية ، لما فيها من ميزات – لمسية – وتعبيرية وخصوصية محلية ، فأستطاع أن يطوعها في أعمال تتراوح بين الأسلوب الواقعي .. والتجريدي .. والتعبيري ، وقد حظي بالتقدير على هذه التجربة والإشادة من قبل المعنيين بشأن النحت وخاصة من قبل الفنان الكبير الراحل خالد الرحال عام 1985 عندما سألته الصحافة عن رأيه بهذه التجربة أجاب قائلا : " أنها تجربة راقية .. ورائدة وجيدة فجذع النخيل موجود منذ العهد السومري .. والنحات العراقي لم يستغله منذ ذلك الوقت .. والآن بجرأة رباح تُستعمل هذه الخامة التي من خلالها ينحت مخلوقاته الفنية " ، فعند مشاهدتي لإعمال هذا الفنان المبدع تردد في ذهني سؤال ترى لماذا اعتمد جذع النخلة مادة أولية للنحت ؟ وسألته فأجابني قائلا : جذوع النخيل تمتلك جمالية فريدة بالإضافة إلى توفرها واعتدال ثمنها قياسا بالمواد الأخرى ، كالخشب والجبس .. فهي مادة متوفرة في بلدنا ،وكذلك هي محاولة جديدة في النحت لعدة أسباب أهمها إن النخلة هي علامة من علامات الوطن العزيز وتغرس جذورها في عمق أرضه المعطاء .

* طيب..أرى المرأة تحتل مكانة في عملك النحتي .. فهل لنا ان نعرف ماهو سر هذا الوجود ؟
المرأة بالنسبة لي هاجسي الأول والأخير لكونها تكمل النصف الثاني للمجتمع فهي الأم .. والزوجة .. والحبيبة .. فينبغي علينا كمثقفين في عراقنا الجديد أن لانغيّبها عن المهام الجديدة ومكانتها الحقيقية في المجتمع كإنسانة لها دورها الثوري البناء ، وهي بالتالي رمز ومعنى يمثل جانبا مهما وفعالا في الحياة .

* كيف ترى الحركة التشكيلية الآن ؟
أراها بخير عميم في الإنتاج وسيكون أكثر ، بعد أن تهيّأ للفنان الحرية وتهيأت له ظروف جيدة وإمكانيات أفضل من قبل الفنانين أصحاب الخبرة الفنية وأصحاب الجودة في العمل الذين همشهم النظام السابق بعد أن نسخ هويتنا الفنية بكل إشكالها .

يبقى أن نقول : إن النحات رباح السعدي واحدا من أدوات الإبداع رغم الظروف التي عانى منها في زمن التسلط والاستبداد .. والذي جسده في جذع النخيل إذ ينحت مخلوقاته الفنية فيه .. أنها فريدة من نوعها وطريقة جديدة تستحق الدراسة في مدارسنا الفنية لنجاحها كمادة جميلة في النحت ومتوفرة ومطاوعة في عمل نحتي منها بكل الأساليب الأكاديمية والحديثة .

وتجدر الإشارة أن الفنان رباح السعدي من مواليد المدحتية 1950/خريج أكاديمية الفنون الجميلة عام 1974/ مارس النحت مع الفنان الراحل خالد الرحال / ساهم في جميع المعارض التي أقيمت في الثمانينات والتسعينات .


 

 

Counters