كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الثلاثاء 26/10/ 2010

(مع النضال يجب أن نغني ) "هوشي منه " كاظم السيد علي  * لايختلف اثنان على الثقافة بأنواعها أن كان أدبا اوفنا بمفهومها الرحب هي ابعد ماتكون عن الموت والتخلف والعنجهية واقرب ماتكون إلى الحياة والتجديد والإبداع . ولقد أصبح من الذائع بين الأوساط العربية والعالمية من الفنانين والنقاد وجماهير المتلقين للفن في مختلف أنماطه وأنواعه أن مهرجان بابل الدولي هو احد المهرجانات الدولية ذات الشأن الإبداعي . وماهو إلا روضا طيبا للقاء الفرق الفنية التي تقصده من جميع أصقاع الدنيا لتشارك في فعالياته على ارض بابل الحضارة التي يحلمون بمشاهدة معالمها والتعرف على أجوائها المبهرة وهي تتظاهر فيها الفرق الموسيقية الغنائية والمسرحية والفرق الراقصة ، ولعل مايرافق ذلك هو معارض الفن التشكيلي والندوات الثقافية والجولات السياحية للتعرف على حضارة العراق القديم ونهضته المعاصرة . وكل هذا وقبل يوم من أقامة المهرجان هذا العام نتفاجأ بصدور قرار مجحف بحق المواطن وحريته الشخصية بإلغاء جميع الفعاليات الموسيقية والغنائية التي يتضمنها منهاج مهرجان بابل الدولي الثقافي الذي انطلق يوم 2 ت1 من مجلس محافظة بابل وبحضور وفد من وزارة الثقافة .. ونحن بدورنا نتساءل : هل هذا صحيح ياوزارة الثقافة ياخيمة المثقفين وراعية الابداع والمبدعين ..؟ التي يفترض ان تكون هكذا . ولا تنساق وراء افكار عفا عنها الزمن وهل هذا صحيح يامجلس محافظة بابل .. مدينة الحضارة والثقافة والابداع ؟ نحن نقول ، كلا كان قرارا "غير حكيم" ، نعم غير حكيم .. كما وصفه وزير الثقافة السابق ورئيس لجنة الثقافة البرلمانية السابق مفيد الجزائري معتبراً أياه "يشكل خرقاً واضحاً للدستور العراقي الذي ينص على احترام حرية المواطن العراقي الفردية والشخصية". فان مثل هذه المهرجانات والنشاطات الثقافية في مختلف انماطها وانواعها ، تعطي الدليل الناصع على ذلك رغم الظروف المزرية التي يمر بها البلد ، من قتل وتخريب وفساد اداري ومالي كل هذه الظروف تهدف الى اعاقة التقدم الحضاري وقتل روح الابداع في كل المجالات الثقافية . وقراركم ايها السادة . . ماهو إلا خيبة امل لكل الاوساط الفنية في مختلف أنماطها وأنواعها ومدارسها عربيا وعالميا . الاتعلمون ايها السادة . . ان المشاركة في هذا المهرجان تجعل في نفوس المشاركين من شتى بلدان العالم ان يقطعوا اطول المسافات والحواجز ليشاركوا في مهرجان بابل لتنشد للحب للجمال للسلم للحضارة والقيم الانسانية ؟ وهل تعلمون ايها السادة . . أن النزوع إلى السلم يتجلى في الفن على اختلاف أنواعه وأهدافه . وهل تعلمون أيها السادة : أن العراق هو أول بلد في العالم ابتدعت فيه القيثارة وابتدع فيه النحت وابتدعت فيه الكتابه . وهل تعلمون ايها السادة . . ان الموسيقى هي احدى الوسائل الناجعة لعلاج المرضى من بني البشر . . اه . . ياعشتار يريدون ان يلبسوك السواد . . وانت يا حمورابي يريدون ان يؤطروا مسلتك القانونية بالسواد . . وربما سيكسرون منحوتاتك يا بابيلون لانها حر . . ربما سيزيلون كلمات موسيقى ، نحت ، رقص ، غناء . . من قواميس اللغة . او يقطعون لسان من ينطق بهذه الكلمات . . ! ! فعلينا أن نتصرف كعراقيين مبدعين في الاهتمام بثقافتنا وموسيقانا وموروثنا الشعبي بعيدا عن الادعاءات والأمراض والتخلف والمشاكسات ، علينا ان نتفاعل مع الأصوات الجديدة التي تؤكد جدارة هذا الإبداع وقدراتها على ان تكون بحق وريثة أمجاد العقل العراقي الحضاري المتراكم . فطالما الجميع تناضل لاعادة الثقة للإنسان العراقي بنفسه ودفعه نحو الامام ليكون في الصفوف المتقدمة من اجل بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد ، علينا ان لاننسى مقولة الزعيم الاممي "هوشي منه ": (مع النضال يجب ان نغني ) .   * كاتب وصحفي عراقي ،رئيس تحرير مجلة الشرارة في النجف