| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

الثلاثاء 22/6/ 2010



الشاعر الكبير محمد عبيس الصكر
قصيدة اليوم ... ليس قصيدة الأمس

حاوره : كاظم السيد علي

محمد عبيس الصكر ... شاعر ا شعبي ذو سجل أنساني نظيف في تجربته الشعرية الصادقة المتوهجة التي تحمل المعانات الإنسانية.لكنه لم يستفد من فرصة انتشاره عبر المشهد الشعري آنذاك إلا ما ندر سوى زملائه من الشعراء ورفاق دربه في مدينة (القاسم ) و(الحلة) والمدن التابعة لها.أيام السبعينيات من خلال إعمال شعرية كثيرة .لا يلتقي بحد معين بالكتابة متميزا بشفافيته عن غيره باختيار المفردة.... والصورة.. وفكرة الموضوع .. فأكثر مفرداته وصوره الشعرية تلامس المشاعر والأحاسيس .وان أردت أن أشبهه إن صحت المقارنة الجيلية فان ملامح تجربته إلى حد ما ملامح تجربة الشاعر الكبير شاكر السماوي ارتأيت أن التقية قبل شهور وفعلا تم اللقاء .. وإذا نتنفس منه عبق الشعر الحقيقي والأصيل والحب الصادق ... فدار بيننا هذا الحوار :

* كيف نشأت شعريا ؟
ـ
نشأت شعريا وأنا في السادسة عشر من عمري .خلال متابعتي لمهرجانات الشعر ومتابعتي لبرنامج الشعر الشعبي الذي كان يعده الشاعر الراحل سالم خالص (أبو ضاري) بعدها تأثرت وأحببت حبا جنونيا كتابات زميلي الشاعر الكبير شاكر السماوي وقصيدته الحديثة الذي كان لها تأثيرا واضحا في مسيرتي الشعرية من خلال قصائده وثقافته التي يحملها .

*هل التيار (الشيوعي )الجارف في تلك الفترة كان السبب في ولوجك إلى هذا العالم ؟
ـ
نعم ..أنا شببت في أجواء مشبعه بحب الوطن في مدينتي القاسم وفي عائلة تنتمي للفكر اليساري،وتؤمن بالنضال الهادف إلى تحرير البلاد من براثن الاستعمار والاستبداد وتحقيق مبادئ العدالة والسلام والمحبة. والنضال ضد الاستعمار والحكومات الرجعية العملية اخذ بنا هذا التيار لننتظم فيه لكي نناضل كل من موقعه من اجل خدمة البلد، لألج هذا العالم الشعري الفسيح وأدين له بكل الفضل.

* كيف هو حال الشعر الآن ؟
ـ
بعد انقطاع طويل من حجب قصيدة المعاناة الإنسانية النظيفة .. التي تحمل هموم الفقراء والكادحين وظهور أصحاب القصائد التعبوية التي زمرت وطبلت الدكتاتورية المقيتة.. وبعد أن أزيح كابوس الممنوعات.. فكان كل شي ممنوع..تنفس الشعراء نسيم الديمقراطية لكن للأسف بقيت ملامح المشهد الشعري مشوشة وغير واضحة.. فنسمع اليوم أصوات لم ترتقي إلى قيمة الأدب الشعبي إلا ما ندر . يكتبون مجرد شعر مباشر خالي من الصورة الشعرية ، بدون أحاسيس،ويكتب قصيدة أي يكتب (وير) كما يقال والذي نسمعه اليوم هو نظما وليس شعرا فنحن بحاجة إلى الشعر الضروري كما يصفه الشاعر الوطني بابلو نيرودا الذي يقول ( إن الشعر ضروري للنفوس السليمة قبل ضرورة الخبز ) هكذا يجب أن نكتب الشعر .

* إذن ماذا ينبغي على تلك الأصوات ؟
ـ ينبغي عليهم أن يكونوا الصوت الحقيقي لواقع المرحلة الجديدة، القصيدة التي نريدها اليوم ليس قصيدة الأمس.. قصيدة تحمل مضامين وقيما جمالية وحضارية تحمل هموم الناس وتأملاتهم وأحلامهم وتطلعاتهم.

* هل هناك محطات شعرية تثير اهتمامك وتقف عندها ؟
ـ بعيدا عن الانحياز هناك محطات مهمة تستحق الوقفة لأنها متميزة في خارطة الشعر الشعبي عن غيرها في النفس الشعري .. والأسلوب .. أنهم الاصطلاء والمبدعين اسمعهم دائما وأحفظ قصائدهم أمثال النواب الكبير وشاكر السماوي وكاظم الرويعي وأبو سرحان (ذياب كزار ) وكاظم ألركابي هؤلاء المبدعون البسوا القصيدة ثوبا زاهيا مليئا بالصور الواعية والمعبرة والحديثة، إنهم ديمومة الشعر الشعبي العراقي الحديث ولا تزال قصائدهم .. ولن ننساها مطلقا فما زلت اعتز بهم حتى ساعة هذا الحوار.

* هل كان الشعر همك الأول منذ البداية ؟
ـ
الشاعر ليس بعيدا عن ماسي الحياة السياسية والاجتماعية مطاوعا لها لأنه قادرا على المساهمة فيها أسوة بزملائه في المجتمع.فمن هذا المنطلق كان الشعر همي الأول فالإنسان .. والوطن هو المنطلق الحيوي لكتاباتي .

* لو عدنا إلى البداية في أي قصيدة بدأت ؟
ـ أول قصيدة كانت بعنوان (يا لعريس ) اقتطف منها:
يلمبحر بليل المصايب .
على جناح الموت تضحك ..
يموشل أجروحك .. على دروب الزلم ..
نجمة صبح تضحك
يلغيمك أمطر شذر ..
بجفوف الحديثات يضحك
يلدنية والدنية بتواليها فجر يضحك
ويخسة الكال :تاليك كبر اخرس
وتخسه الكاع :تشرب دمك وتضحك
وشحدهه الكاع تشرب دم ..ورآه أسباع
جنح الليل شكد ما طال
ما يكدر يطفي أنجوم
ضواهه بلسمه السابع يطش عنبر

* كشاعر شعبي ... كيف تنظر إلى القصيدة عندك بعد انجازها ؟
ـ اعتبر شمعه تنير طريقي .. وباب من سلم النجاح .. وأخيرا جواز سفري الذي ادخل قلوب كل الناس .

* الكثير من الشعراء الشباب اليوم يكتبون في وزن واحد إلا وهو (النصاري) .ماذا ترون هذا ضعف أم هروب من بقية الأوزان الأخرى أم ماذا ؟
ـ مازالت القصيدة الكلاسيكية التي كتبها الرواد في الحقبة الماضية تسيطر على أفكارهم وكتاباتهم هذا اعتبره تأثيرا واضحا (فلان) كتب قصيدة (النصاري) وظهرت في ديوانه يجب أن يكتب مثله وهذا من الخطأ واعتبره ضعفا وهروب معا من الأوزان الشعرية الأخرى .ارجع وأقول شعرائنا الشباب تنقصهم الثقافة والمفردة الشعبية .دعوتي لهم القراءة المستمرة وعدم التأثر بأحد وان لا يكتفوا بحد معين من المستوى الشعري وعليهم أن يطوروا أنفسهم، ولابد أن يستعينوا بتجارب من سبقوهم في هذا المضمار ليستفيدوا منها في أعمالهم الشعرية،وان يبدعوا من خلال مواهبهم لكي ينطلقون إلى عالم القصيدة الشعبية المبدعة .

* أين تكمن سعادتك ؟
ـ
عندما أرى وطني حر وشعبي سعيد .

* ماذا تقول في الأسماء التالية :
ـ احمد فؤاد نجم
، شاعر مصر الوطني ..أحبه ومعجب به كثيرا .
ـ النواب الكبير ، الله واكبر ..!حبيبي أبو عادل .
ـ عزيز السماوي، شهيد الغربة والشعر ..كان بيرق يرفرف في سماء الشعر .
ـ كوكب حمزة ، الطيور الطايرة .. وحبيبي عندما أكون بجنبه اشعر بالراحة .
ـ شاكر السماوي ، رائع وذو موهبة عالية في الشعر والمسرح تعلمت منه الكثير في الشعر .

* هل كتبت الأغنية خلال تجربتك الشعرية هذه ؟
ـ
لم اكتب الأغنية في تجربتي هذه سوى واحده فقط .كلفني بها الفنان كوكب حمزة اسمها (الحلة )بعد أن لحنها أديت بصوت المطرب صباح غازي وأذيعت مره واحده في إذاعة بغداد ومنعت من قبل محمد سعيد الصحاف عندما كان مديرا للإذاعة والتلفزيون .

* هل تسمعنا منها شي ؟
ـ يالحله الفجر لوطر عله زلوفج
واغنيله وأهيم بصفكة اجفوفج
يشذرة محبس الخطبه
يطوك يلوك بالركبه
يلحنينه الحفظت أسمج
اعوف الروح وماعوفج



 

Counters